وقال الخامنئي خلال لقائه أعضاء الحكومة أمس بحضور الرئيس حسن روحاني: أميركا وأوروبا قاموا بكل ما يمكنهم ضد إيران خلال الأعوام الأربعين الماضية إلا أنهم لم يحققوا شيئا وبطبيعة الحال هم ألحقوا الأذى وسببوا المتاعب إلا أنهم لم يتمكنوا من إيقاف حركة وتقدم البلاد.
من جانبه حذر روحاني من محاولات تصفير صادرات نفط بلاده مؤكدا أنه في تلك الحالة لا يمكن التعويل على أمن الطرق البحرية كما كان في السابق.
وفي شأن آخر أوضح روحاني أن بلاده اختارت المسار الصحيح في تقليص التزاماتها في الاتفاق النووي ردا على تلكؤ الدول الأوروبية وعدم تنفيذ تعهداتها تجاه طهران.
في الأثناء طالب وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف الدول الأوروبية بالامتثال لالتزامات خطة العمل الشاملة للاتفاق النووي التي أخذتها على عاتقها بعد انسحاب واشنطن من الاتفاق.
وقال ظريف أمس متحدثا في معهد ستوكهولم لبحوث السلام إن هذه الالتزامات تشمل شراء النفط من إيران وتوريد السلع إليها، مشيرا إلى أنه لم يتم الوفاء بأي من هذه الالتزامات.
كما حذر ظريف الولايات المتحدة من أن طهران قد تتصرف بشكل غير متوقع أيضا، ردا على سياسة واشنطن غير المتوقعة برئاسة دونالد ترامب.
وقال ظريف إن عدم القدرة على التنبؤ المتبادل سيؤدي إلى فوضى، ولا يمكن أن يتوقع ترامب أن يكون غير متوقع ويتوقع أن يكون الآخرون متوقعين.
وأضاف ظريف أنه لا يمكن لدول الخليج أن تؤمن الاستقرار في المنطقة عبر شراء أسلحة الغرب بمليارات الدولارات، مشيرا إلى أن الوجود العسكري الأجنبي في المنطقة مهما بلغ لا يمكن أن يمنع انعدام الأمن فيها.
وتابع ظريف: من الممكن التوصل إلى توافق لبناء الثقة في الخليج لتأمين حرية الملاحة، ونستطيع البدء بحوار قد ينتهي بمعاهدة عدم اعتداء.
إلى ذلك قال ظريف إن طهران ستعمل على تسريع النظر قضائيا في مسألة ناقلة النفط البريطانية «ستينا إمبرو» التي احتجزها الحرس الثوري بمضيق هرمز، مشيرا إلى أن قضية «ستينا إمبرو» تمر بالمنظومة القضائية، وسنطبق القانون بحذافيره لأن ناقلة النفط في جبل طارق لم تخترق أي قانون، على عكس هذه السفينة التي انتهكت مجموعة من القوانين.
وأكد ظريف أن»الحكومة الإيرانية ستسرع العملية القضائية وصولا إلى إغلاق الملف، معربا عن أمله»في إنهاء المسألة في أسرع وقت ممكن.
بالتوازي قال نائب قائد الحرس الثوري الإيراني الأدميرال علي فدوي إنه لا يمكن لأحد تأمين الخليج باستثناء إيران ودول المنطقة.
وأكد فدوي أن تأمين الخليج مسؤولية تقع على عاتق إيران ودول المنطقة، حسبما نقلت وكالة «فارس» الإيرانية، موضحا أن أعداء دول المنطقة وبالتحديد الولايات المتحدة الأميركية وحلفاؤها تحدثوا مرارا وتكرارا عن الأمن في الخليج على مر السنين، وكرروا هذه التجربة، لكن النتيجة أظهرت أنهم لا يستطيعون خلق الأمن، بل يخلقون حالة من عدم الأمان.
وفي وقت سابق قال قائد القوات البحرية بالحرس الثوري الإيراني علي رضا تنكسيري إن وجود الولايات المتحدة وبريطانيا في منطقة الخليج يجلب عدم الأمن والاستقرار.
وذكرت وكالة العمال الإيرانية للأنباء «إيلنا» نقلا عن قائد القوات البحرية بالحرس الثوري الإيراني علي رضا تنكسيري أن منطقة الخليج ومضيق هرمز يعيشان لحظات صعبة وعلى فوهة بركان بسبب وجود قوات أجنبية في المنطقة.
وقال تنكسيري للوكالة: الولايات المتحدة وبريطانيا في منطقة الخليج لا يجلبان سوى عدم الأمن والاستقرار للجميع، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن ناقلة النفط «أدريان داريا» «غريس1» الموجودة حاليا في مياه المتوسط، ستكون تحت رعاية الحرس الثوري الإيراني، وقال إن الناقلة «أدريان دريا» ليست بحاجة إلى مواكبة.
وفي السياق ذاته أكد مندوب إيران الدائم في الأمم المتحدة مجيد تخت روانجي ان تدخل القوى الأجنبية في مضيق هرمز يزعزع الاستقرار في المنطقة، مشددا على أن الحفاظ على أمن الخليج هو من مسؤولية الدول المطلة عليه.
وقال تخت روانجي خلال اجتماع لمجلس الأمن عقد الليلة قبل الماضية لبحث موضوع السلام والأمن الدوليين إن السبب الرئيسي للتوتر في المنطقة هو الوجود العسكري الأميركي وانتشار أكثر من 70 ألف عسكري أميركي في أكثر من 41 قاعدة في مختلف مناطق الشرق الأوسط وخاصة في الدول المطلة على الخليج، لافتا إلى السياسة الأميركية ودورها في إثارة التفرقة والخلاف بين دول المنطقة بما يساهم في تصعيد التوتر.
إلى ذلك ومع تصاعد حملات التجييش الأميركية ضد إيران وانصياع بعض الدول لتلك الحملات، أعلن رئيس وزراء أستراليا سكوت موريسون موافقة بلاده على طلب الولايات المتحدة الانضمام إلى تحالف دولي لحماية ناقلات النفط وسفن الشحن في مضيق هرمز.
وقال موريسون في مؤتمر صحفي أمس: رأت الحكومة أن من مصلحة أستراليا الوطنية العمل مع شركائنا الدوليين، ستكون مساهمتنا محدودة النطاق ومرتبطة بتوقيت زمني.
وذكرت هيئة الإذاعة الأسترالية أن كانبيرا سترسل فرقاطات وطائرات استطلاع إلى المنطقة.