هو ديوان شعري يدخل مناخنا الوطني بثقة الشاعر وجدارة الوطني المحب، وهذه نقطة راقية تسجل لكل أديب وكاتب وشاعر ومواطن رفع قبعته تحية لهؤلاء الشباب والرجال الأبطال، الذين سيتوقف عندهم التاريخ مستقبلاُ ويروي للأجيال حكايات وحكايات عن معاني بطولاتهم وصمودهم..
وفق هذه المعاني وضمن هذا السياق أهدى الشاعر كتابه قائلاً:
أُقدِّمُ قَلْبي في كِتابي هَديَّة
لأَبْنائِنا الأَبْطالِ في زَمَنِ النَّصْرِ
لأمٍّ بِكَتْ بُعْدَ الغيِابِ شهيدَها
ولكنَّها حَيّتْهُ عِِقْداً من الزّهرَ
لأِرَضٍ حماها الله بارَكَ حولَها
وأكرَمَها بالطّيباتِ مَدى الدّهرِ
ومن المنبع ذاته يطلق أجنحة عناوينه في فضاء سورية, يبعث شذاها وروداً من الحب والرياحين عناوين: للشهيد تحية، دعاء, أم الشهداء، عكّاز البطل، عرس.... وسوى ذلك من الرموز والمعاني الوطنية، يدرج الشاعر معها حكايات من روعة المواقف البطولية ومسمياتها وتجلياتها وآثارها على الموقف الجماهيرري الشعبي..
لكلِّ شهيدٍ قِصَةٌ في شِفاهِنا
تدورُ على الأسماعِ قافيةً حُبَّا
وكلُّ شهيدٍ كوكبٌ في سَمائِنا
يُضيءُ لنا الدُّنيا، ويوسِعُها دَرْبا
وكلّ شهيدٍ نورُهُ في قلوبِنا
وحقَّ له واللهِ أنْ يسكنَ القلْبا
ويتألق الشاعر بمحبة وطنه, فيكتب عن أبطاله الميامين بحبر المحبة وحروف العاطفة الصادقة، بلغة سهلة بسيطة خالية من تعقيدات التصوير والتخييل، يرسلها هكذا من نبض رأيناه يتألق عشقاً لتراب الوطن: كتب في قصيدة أم الشهداء:
هنيئاً لَكَ العرسُ المعطّرُ بالندّى
وحسبْكَ هذا العرسُ أن كان من ندى
رأتْكَ ندَى ذاكَ الجريح فعظّمتْ
جراحَكِ تندى بالبطولةِ والفدى
وتبقى الأم أرقى بطاقة وطنية سورية، مع رابط الأم الكبرى سورية، وأم البطل الشهيد، تنتعش رواية البطولات، وحكايات الصمود، لتكتمل الصورة الحية، اللوحة السورية الممتدة من ماضي السوريين حتى حاضرهم..
أمَّ الشهيدِ ظهرتِ اليومَ مُعجزةً
كأنّها قدرٌ آتٍ مِنَ القَدَرِ
أكْبَرْتُ فيكِ يَقيْنَاً لا يُفارقُهُ
دَمْعٌ خفيٌّ دَوَاءُ القلبِ والبصرِ
أكبرتُ فيكِ ابتساماتٍ على أَلَمٍ
تقدِّسينَ شهيدَ الحقِّ والظَّفَرِ
وليت المجال يتسع هنا لقراءة أنبل كلمات قلوبنا وصدورنا، يأتي بها الشاعر حسن عيسى مروية مكتوبة بحبر الحنان وصرير الروح..كتاب مميز في زمن صعب.. لكننا نحن من انتصر وقهر الغزاة من أعدائنا.
علاء الدين محمد