وبعد النصر المبين الذي حققه الشعب العربي السوري في الثالث من حزيران بزحفه الى صناديق الاقتراع والتصويت للسيد الرئيس بشار الأسد بنسبة كبيرة والذي اعتبر بحق نصراً يسجل في سفر انتصاراتنا في هذه الحرب الكونية، فبعد اليوم لم ولن نقبل بالتسويات المنقوصة ولا بالهدنة المؤقتة ولا بفض الاشتباك ولا بانسحاب المسلحين الى اماكن اخرى يحملون معهم كل ما خف حمله وغلا ثمنه من ذهب وفضة وتحف، ناهيك عن ملايين الدولارات تحت عنوان المصالحة الوطنية، مع تقديرنا لكل الجهود التي تبذل وبذلت بتحرير اهلنا المخطوفين من خاطفيهم..إلا انني والكثير من ابناء شعبنا لن يقبلوا بعد اليوم من امثال هؤلاء الارهابيين بأقل من الاستسلام الكامل وبدون شروط، وهذا قرار الشعب الذي انتصر على كل قوى البغي والطغيان باختياره للقائد العظيم صاحب الرؤية الاستراتيجية العابرة للحدود والتي تنطلق من مصلحة شعبنا أولا وشعوب المنطقة ثانياً.
سورية اليوم اصبحت نقطة الارتكاز في النظام العالمي الجديد الذي يتشكل، أما المصالحة الوطنية الحقيقية فهي وبدون ادنى شك ستكون العنوان الابرز لمرحلة ما بعد الثالث من حزيران وهي بين السوريين انفسهم وعلى الارض السورية وتحت سقف الثوابت الوطنية وبدون املاءات خارجية، بشكل شفاف ينبع من نكران للذات وبحث عن مخارج الانفراج السياسي والاجتماعي والاقتصادي عن طريق الحوار السوري السوري..ومرسوم العفو الاخير الذي اصدره السيد الرئيس والذي يشمل عدداً كبيراً من السوريين ما هو إلا دليل قاطع على تصميم سورية وقائدها بالسير قدماً في عملية التصالح والتسامح والتأسيس للقادم في اطار المصالحة الوطنية الشاملة.
أما هؤلاء الذين ساهموا في قتل مواطنيهم الذين عاشوا معهم في بلد واحد وحي واحد بل احيانا في اسرة واحدة.. وهؤلاء المجرمون القادمون من خلف الحدود على هيئة مخلوقات ترتدي الاحزمة الناسفة وتقود السيارات المفخخة وتحمل السواطير.. الى كل هؤلاء نقول ان الجيش العربي السوري قادم لسحقهم جميعا ولا خيار امامهم سوى الاستسلام او الموت الزؤام.
سقطت كل اسلحتكم الفتاكة الطائفية- المذهبية - الاثنية - العشائرية ، سقطت مئات وسائل اعلامكم المرئية والمسموعة والمكتوبة الكاذبة المضللة.. سقطت جميع وسائل اتصالاتكم وشهودها العميان.. سقطت كل اسلحتكم هذه غير المسبوقة في تاريخ الحروب وفشلتم، فشلتم في ضرب البنية الجيوثقافية للشعب السوري.. فشلتم في تدمير منظومة الولاء للوطن.. فشلتم في تحطيم العلاقة بين الانسان والارض رغم سياسة التهجير القسري وإقامة مخيمات النزوح، كل هذا وغيره سقط امام صمود الثالوث السوري المقدس شعب جيش وقائد بنصر استراتيجي مدو، وإلا فلماذا حضر السيد جون كيري الى لبنان على وجه السرعة ودون ميعاد؟؟
فقط ليعلن ودون تردد اعترافه وبلاده بالمقاومة اللبنانية وحزبها ودورها المحوري في الصراع الدائر في المنطقة، كذلك رئيس البنك الدولي حضر الى لبنان وكلنا يعلم انه من اهم ادوات السيطرة والهيمنة الامريكية على دول العالم بمساعديه صندوق النقد الدولي ومنظمة التجارة العالمية.. انه الاستسلام بعينه واعترافهم بالنصر الذي جاء على لسان السيناتور الامريكي بلاك في رسالته للسيد الرئيس.
نحن في سورية بعد اليوم لن ننتظر منهم تغيير مواقفهم او الاستدارات المتدرجة او جنيف واحد او عشرة اصبح كل ذلك وارءنا بعد الآن، وكل ذلك ما كان ليكون لولا صلابة وقوة وقدرة الشعب العربي السوري على قهر قوى الشر العالمي وادواتها الظلامية التكفيرية من صهيوعربية وغربية في هذا الزمن الرديء الذي تباع فيه وتشرى مايسمى الثورات والايديولوجيات والاديان والانظمة في سوق النخاسة ويا للأسف البضاعة عربية مستعربة، انتصرت سورية، انتصر شعبها المناضل الشهيد الحي.. بعشقها لكرامتها وحريتها .. بعشقها لياسمين شامها.. بعشقها للأرض التي بارك الله حولها.. بعشقها لجيشها العقائدي البطل.. بعشقها لقائد مسيرتها صانع مستقبل سورية المتجددة المدنية التعددية الديمقراطية ، فيها الانسان غاية الحياة ومنطلقها.