من نبض الحدث... «داعش» وأخواته.. الرفع للعكاز الأميركي والنصب لمشيخات الجهل
ثقافة الثلاثاء 17-6-2014 كتب ناصر منذر بين أميركا وأتباعها في الغرب، ومشيخاتها في الخليج، ودميتها في الباب العالي، و«داعش» وأخواتها الإرهابية في المنطقة، قواسم مشتركة، وحسابات عديدة يعاد ترتيبها وخلطها عند كل مأزق يواجهه المشروع الأميركي،
فيعيد المايسترو الأميركي رسم خرائطه الجيو-سياسية الخارجة عن منطق التاريخ، ليتنقل بأزماته من مكان إلى آخر، متكئاً على عكازه الإرهابي أملاً بإيجاد مخرج يعيد لهيبته المتصدعة شيئاً من بريقها في نهاية المطاف.
أميركا وهي صاحبة العلامة المسجلة في تصنيع الإرهاب، من المؤكد أنها فشلت بتوظيفه في سورية، وانجاز الاستحقاق الرئاسي ليس آخر الدلائل على ذلك، فرمت بكرة إرهابها مجددا في بلاد الرافدين ومن خلال «دواعشها وفواحشها» هذه المرة، ربما للتعويض عن فشلها في سورية، دون أن تكترث لتحذيرات نوابها من أن يتحول العراق إلى مجمع للإرهابيين يكون منطلقا لاستهدافها في عقر دارها، فالمفاوضات مع ايران تستدعي من الأميركي اليوم فرد أوراقه الإرهابية لجعل الساحة العراقية وسيلة للضغط والابتزاز، قبل أن تنجح ايران بفرض نفسها كلاعب اقليمي ودولي، وهنا يأتي دور الأجير «السعودي» وهو الوكيل الحصري لتمويل ونشر وتفريخ الإرهاب في كل بقعة يرى فيها «العم سام» مصلحة تخدم مخططاته، وتعود بالفائدة على عرشه المتهالك، فالسعودي له مصلحة كبيرة إلى جانب حليفه الصهيوني بنسف أي تفاهم إيراني أميركي، وله مصلحة أكبر بألا يسترد العراق عافيته ودوره، وبأن يبقى أسير دوامة العنف والفوضى، واتهام مملكة آل سعود حكومة المالكي باتباعها سياسة الإقصاء يفسره التحالف السعودي والأميركي مع «داعش» لوأد فكرة استنهاض العراق من جديد، لمنع تهاوي حكومات الخليج أولا، ولإبعاد شبح تهديد النفوذ الأميركي القائم على التحالفات مع المشيخات العربية والأسر الحاكمة فيها ثانيا.
سقوط الرهان الأميركي والغربي و«السعودي» في سورية ربما يكون قد عجل في استغلال الساحة العراقية كبوابة بديلة لإعادة رسم خارطة المنطقة من جديد، ولكن استخدام «داعش» الإرهابية وأخواتها في سورية أو العراق أو أي ساحة عربية أخرى لن يكون سوى بداية الهزيمة لكل الدول الداعمة للإرهاب، لأن طباخ السم آكله، فالإرهاب سيرتد على صانعيه في نهاية المطاف، ولهم عبرة مما يجري في سورية من هزائم متلاحقة للعصابات الإرهابية على يد الجيش العربي السوري، قبل أن ينكفئ الإرهابيون المهزومون إلى البلدان التي أتوا منها ليصبحوا أكبر خطر يهدد كيانات تلك الدول..
|