85٪ نسبة المشاركين في الانتخابات ويدل ذلك على حيوية ونشاط الشعب الإيراني، وثقته بأن صوته له قيمة فعلية في تحديد مسارات السياسة الإيرانية، إن كان على المستوى الداخلي أو الدولي أو الاقليمي، والأكثر أن ثقة المواطن الإيراني بصناديق الاقتراع، وصلت إلى الحد الذي جعله مقتنعاً بأن صوته لن يتعرض للتزييف والتحريف والتشويه، كما هو حال الكثير من الانتخابات في الكثير من دول العالم، ولم يكن للمال السياسي دور في هذه الانتخابات، ما جعلها نظيفة ونقية ومنسجمة مع المعايير الديمقراطية الفعلية. والجانب الآخر المهم في الانتخابات الإيرانية ، أن الناخب المواطن يحكم على الشخصيات السياسية من خلال مواقفها السياسية وقدرتها على حماية الوطن، برفع كفاءاته الدفاعية وإمكانياته العسكرية والاقتصادية، والصلابة في مواجهة المتربصين بحرية واستقلال الوطن الإيراني والذود عن حق إيران الطبيعي في امتلاك القدرات النووية للأغراض السلمية، وتوظيفها في مجال النمو الاقتصادي وفتح آفاق التطور أمام إيران لتتبوأ المكانة اللأئقة بها في الساحتين الإقليمية والدولية، هذه المكانة التي ينظر إليها المستضعفون في المنطقة ودول العالم النامي، إنها الضمانة الفعلية لتعزيز استقلال بلدانهم واستعادة الحقوق المغتصبة.
صحيح أن منصب الرئيس في إيران، يختلف عن بقية دول العالم، لأن الرئيس مهمته تنفيذ السياسة التي يضعها المرشد الأعلى للثورة الإسلامية، ولكن لا يعني ذلك، التفاوت في سبل وطرق تطبيق هذه السياسة، ونظراً لثقة الإيرانيين بالرئيس المنتخب بأكثرية ساحقة محمود أحمدي نجاد، فإنهم يدركون ومن خلال أربع سنوات من وجوده في هذا المنصب استطاع أن يحقق لإيران من القوة والمكانة ما جعل أعداءها يحسبون ألف حساب لها ولحلفائها من القوى المناهضة للمخططات الاستعمارية في المنطقة وفي الساحة الدولية، فكان أحمدي نجاد المدافع الصلب عن الحقوق المشروعة للشعب العربي الفلسطيني في قيام دولته المستقلة على أرض وطنه الأم المغتصب، فلم تتوان إيران يوماً عن تقديم كل دعم من شأنه، أن يجعل من المقاومة الفلسطينية الباسلة أكثر قوة وتأثيراً في الحياة السياسية وفي موضوعة الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، على قاعدة استعادة الحقوق المشروعة لهذا الشعب الذي حرم من أعز ما يملكه الإنسان ، الوطن الأم ووقفت إيران بحزم إلى جانب حق الشعب اللبناني في مقاومته البطلة، لاستعادة أرضه المحتلة في الجنوب اللبناني، ومدت يدها إلى الدول العربية كصديق صدوق للعرب في كفاحهم من أجل استقلالهم والمحافظة على خيراتهم وثرواتهم لما فيه خير العرب ومستقبلهم، ورغم كل المحاولات الصهيونية والاستعمارية لخلق أوهام حول وجود مشروع إيراني متناقض مع المصالح العربية، فإن إيران لم تتوقف يوماً عن دعم العرب في وجه الطامعين الاستعماريين والصهاينة، وإن عدو العرب الحقيقي هو اسرائيل وكل من يقدم لها أسباب القوة المادية والعسكرية والاقتصادية. واستطاعت إيران بمواقفها المؤيدة والداعمة للحق العربي، أن تبدد وتسقط محاولات الصهاينة والغرب بتحويلها إلى عدو وهمي للعرب، وكأنهم ليسوا الأعداء الحقيقيين للشعوب العربية.
لقد استطاعت إيران خلال السنوات الأربع الماضية، أن تقف في وجه أعاصير الأزمة الرأسمالية الاقتصادية العالمية إذ اتخذ الرئيس أحمدي نجاد قرارات اقتصادية حاسمة، منها تقنين البنزين والحد من الهدر غير المبرر، فوفر على الخزينة سنوياً ما بين 6 إلى 9 مليارات دولار أمريكي، وقدم المساعدات المادية للمحتاجين والعاطلين عن العمل ما خفف وطأة العوز والحاجة لدى المواطنين ما اكسبه احترام والتفاف الشعب حول إجراءاته التي خدمت مصالح الشعب الإيراني.
لقد استطاعت إيران بموقفها الصلب أن ترغم الجميع على الاعتراف بحقها في امتلاك الطاقة النووية للأغراض السلمية.
إن سورية العربية تقدر عالياً الصداقة المتينة بين الشعبين الصديقين السوري والإيراني وعبرالسيد الرئيس بشار الأسد عن حرصها على توطيد وتعزيز العلاقات الثنائية بين الدولتين الصديقتين التي تخدم مصالحهما ومصالح شعوب المنطقة، وتخدم قضية السلام في الشرق الأوسط والعالم.