تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


هل تغيرت السياسة الأميركية؟

ترجمة
الأثنين 15-6-2009م
ترجمة:سراب الأسمر

لانتفاجأ من إشارة الرئيس الأميركي الجديد باراك أوباما- في خطابه الذي ألقاه مؤخراً في القاهرة- إلى قلب الصفحة القديمة في العلاقات الأميركية «مرحلة الريبة والشقاق»

والتي أوضحها بالحديث عن الصراع الإسرائيلي -الفلسطيني، إذ قال أمام ثلاثة آلاف من الحضور: «أتيت باحثاً عن بداية جديدة بين الولايات المتحدة ومسلمي العالم، انطلاقة مبنية على المصلحة المتبادلة والاحترام المتبادل، انطلاقة مبنية على حقيقة أن أميركا والإسلام لاينفيان بعضهما البعض.. فكلما اتسمت علاقاتنا بالاختلاف فسحنا المجال بذلك أمام زارعي الحقد بدل السلام ولمشعلي نار الصراع بدل التعاون».‏

ومن خلال استشهاده بالقرآن الكريم أكد الرئيس الأميركي رغبته في التحدث بشكل كامل عن جمع موضوعات الجدل والتي هي مصدر شقاق بين الولايات المتحدة والعالم العربي والإسلامي لكنه أشار بالمقابل إلى ضرورة محاربة العالم الإسلامي لجميع «الأحكام المسبقة» المعادية لأميركا، مشيراً أيضاً إلى المسائل الشائكة المتعلقة بحقوق الإنسان ودور المرأة وخيارها الحر، أما حول البرنامج النووي الإيراني هذ الموضوع المتنازع حوله، فلقد أكد أن المواجهة مع إيران كانت «تحولاًحاسماً»، ولكنه دعا إيران إلى «تجاوز عقود من الريبة» معترفاً بالأخطاء الأميركية القديمة ووجه كلمةإلى القادة الإيرانيين «نحن نرغب في المضي قدماً دون شروط مسبقة وعلى أساس الاحترام المتبادل».‏

بالمقابل، لم يقدم باراك أوباما أي مبادرة جديدة لحل الصراع الإسرائيلي- الفلسطيني، واكتفى بالقول إنه أصبح أمراً أساسياً التوصل إلى تفاوض للخروج بحل الدولتين «كحل وحيد» بعد عقود من «الدموع والدماء» كل هذا وهو يوبخ إنكار الهولوكست ومشيراً إلى «الرابطة الراسخة» بين بلده وإسرائيل، وأكدأنه «آن الأوان لإيقاف زرع المستعمرات اليهودية في الضفة الغربية».‏

ورحبت السلطة الفلسطينية مباشرة بخطاب أوباما واصفة إياه بـ «بداية جيدة» ومقدرة أنه انقطاع مع إدارة بوش، بينما أظهر الجانب الإسرائيلي استياءه، وصحيح أنه لايوجد أي تقدم ملحوظ في خطابه، إلا أن اليمين الإسرائيلي لم يعتد سماع أقل انتقاد على سياسته التي يتبعها.‏

عشية الخطاب، كان وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان يحاول تلطيف العلاقات- التي بدأت بالتوتر- مع حليفتها الولايات المتحدة الأميركية شارحاً أن إيران قد تقصف إسرائيل.‏

النبرة التي استخدمها باراك أوباما تختلف تماماً عن تلك التي استخدمها جورج بوش لمدة ثماني سنوات والمحافظون الجدد، وبالمقارنة المتزايدة مع سلفه، يفضل أوباما كسب الرأي العام العربي والحركات الإسلامية المعتدلة، وقد أكد ذلك أن حركة حماس «التي تتمتع بدعم الفلسطينيين» كان يتطلب منها«مسؤوليات عليها إتمامها»، وقال: إنها «تلعب دوراً في تحقيق آمال الفلسطينيين و توحيد الشعب الفلسطيني».‏

هل هناك ميادين تفاوض جديدة؟.‏

اعترفت حماس بتهذيب أوباما، بتصريحها أن الخطاب «احتوى على تناقضات كثيرة مع أنه يعكس تغيراً ملموساً».‏

هل سيتيح هذا المناخ الجديد الذي يريد أوباما تثبيته فتح أبواب جديدة؟ نأمل ذلك، لكن نقص الدلائل على المبادرة القوية والمبدعة لايمكنها إلا تسكين حماسة الأكثر تفاؤلاً، في هذه الحالة، لايمكن لهذا الخطاب أن يخفي الهدف السامي للاستراتيجية الأميركية، الثابتة دوماً، والتي تسعى للحفاظ على سيطرتها على منطقة مهمة كهذه المنطقة.‏

7/6/2009‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية