تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


تأثير شبكة الإنترنت على الأدب العربي

آراء
الأثنين 15-6-2009م
هيفاء بيطار

في الندوة التي عقدت بتاريخ 26 شباط التي شارك فيها الإعلامي تركي الدخيل وصموئيل شمعون الكاتب العراقي وصاحب موقع كيكا، أهم موقع الكتروني ثقافي عربي،

وصاحب مجلة بانيبال التي تعنى بالثقافة العربية وترجمتها للإنكليزية وقد أدار الندوة الشاعر العراقي والإعلامي شاكر نوري. السؤال المطروح بقوة في عصرنا الذي هو عصر الانترنت مدى تأثير الانترنت علىالكتاب؟ بمعنى آخر ألم يؤد الإقبال الكبير على الانترنت إلى التأثير على سوق الكتاب وتراجع القراءة؟ أسئلة ليس من السهل الإجابة عليها لكن يجب الإحاطة ببعض النقاط المهمة قبل أن نجيب على هذه الأسئلة، ما من شك أن الانترنت يؤمن هامش حرية كبيراً جداً للقراء مقارنة مع الكتاب الذي يخضع عادة لمقص الرقيب، فمساحات الحرية السياسية والاجتماعية والأدبية واسعة جداً على الانترنت فلا توجد خطوط حمراء على الانترنت وهذا ما دفع ملايين الشباب في العالم العربي لتبني هذه الوسيلة واللجوء إليها تماماً كي يعبروا عن ذواتهم وأفكارهم. وتأتي أهمية المواقع الالكترونية بأنها تسمح للكثير من المواهب الشابة بالإعلان عن نفسها والظهور خاصة أن الكثير من وسائل الإعلام التقليدية لا تسمح لكل المواهب بالبروز، وكم من الشباب الموهوب وجد فرصته على الانترنت أولا،ً ثم تمكن بعد أن لفت الأنظار بموهبته أن ينشر في وسائل الإعلام التقليدية كالصحف والجرائد وأن يجد ناشراً ينشر له كتاباً. إذاً فالانترنت يعطي فرصاً متساوية للجميع كي يبرزوا وهناك مواقع مهمة جداً وتؤدي خدمة ممتازة للشباب مثل موقع«جسد الثقافة» للأستاذ تركي الدخيل فالشباب العربي يحتاج أن يبث همومه عبر منتديات الكترونية فهو يشعر إلى حد بعيد أنه متحقق ويعبر عن نفسه من خلال هذه المواقع والتي تسمح له بإجراء حوارات وتبادل وجهات نظر عديدة مع أقرانه المجهولين الذين يصيرون أصدقاء له، ويجب الإشارة إلى رواية بنات الرياض للسعودية رجاء صانع التي تعتمد أساساً على الانترنت الذي يعتبر متنفساً وخاصة للمرأة السعودية، كما أن من حسنات الانترنت أنه عالم مملوء بالتشعبات وشديد الإغراء، كما أنه يتركك حراً فلست ملزماً بقراءة مقال من أوله إلى آخره، فإن لم يعجبك المقال من الأسطر الأولى، يمكنك بكبسة صغيرة أن تنتقل لموضوع آخر، أما الكتاب فيفرض عليك قراءته من أول صفحة إلى آخر صفحة ، لكن من جهة أخرى هناك من يقول إن الانترنت يشكل ذعراً للمسؤولين ، فالمسؤولون الإعلاميون في العالم العربي عادة كهول وهم يتحكمون في جيل الشباب من خلال حجب بعض المواقع الالكترونية، لكن الشباب بدورهم يجدون طريقة للتحايل على الرقيب وفتح الموقع بطرق عديدة.. أي إن الوضع المؤسف للانترنت كهول يحكمون شبابا،ً لأن الذين ينشرون في الانترنت غالباً من الشباب والذين يتحكمون بالمواقع هم من الكهول.‏

وأريد أن أشير إلى الموقع العملاق على الانترنت وهو موقع أوروبيانا الذي يضم 10 ملايين كتاب وهو مشروع عملاق وعظيم وحبذا لو يتمكن العرب من تحقيق ما حققه موقع أوروبيانا.‏

إذاً أمام هذا الاكتساح الواسع للانترنت ماذا سيحل بالكتاب؟ قبل أن نجيب على هذا السؤال لا بد أن نتذكر أننا اعتقدنا أن الراديو سيلغي الصحف المكتوبة وأن التلفزيون سيلغي الصحافة المكتوبة والراديو ثم إن القنوات الفضائية ستلغي المجلات السياسية، لكن الواقع أن كل آلية تفرز آلية جديدة.‏

إن الواقع يؤكد لنا أن أي آلية أو اكتشاف لم يقض على الذي قبله ولن يتمكن الانترنت من تقليص دور الكتاب والإقبال عليه بل كثيراً ما يكون الانترنت دعاية للكتاب يدفع الناس لشرائه بعد اطلاعهم على أجزاء منه عبر شاشة الانترنت، لكن للانترنت مضار خطيرة أيضاً وهي أنه أتاح للسوقية أن تأخذ مجالها، فثمة نصوص مهترئة وتافهة وسوقية تنشر على الانترنت وتؤثر على ذائقة الناس، وتنشر عادة بأسماء مستعارة مثل الشخص الذي يسمي نفسه «طائر اللقلق»، ويكتب أشياء عجيبة غريبة، وخاصة أنه لارقابة على الإطلاق على الانترنت، كما تتم أحياناً ممارسات غير محبذة علىالانترنت والدخول إلى مواقع مسيئة أخلاقياً، لكن بالتأكيد الجانب الإيجابي للانترنت أهم وأكبر بما لا يقاس من جانبه السلبي، ويجب أن نتعامل معه بطريقة داعمة للكتاب كأن نشجع الطلاب على أسلوب البحث العلمي للحصول على المعلومات من الانترنت.‏

وبعد، لابد من الإشارة إلى أن الانترنت خلصنا إلى حد كبير من رقابة الرقيب فحتى المواقع المحجوبة يمكن الدخول إليها وفك الحجب.. عسى أن يعيد الرقباء النظر يعيدون النظر بسلوكهم.‏

أخيراً سيظل الكتاب متألقاً ونضراً ولن يؤثر عليه الانترنت إلا كرديف داعم للبحث والثقافة.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية