تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


زوج بنكهة المسؤول..؟!

آراء
الأثنين 15-6-2009م
حسين عبد الكريم

المسؤولية تأخذ شكل الدلال والامتيازات.. والزوجات، من مختلف (الماركات والموديلات)، صرن يطالبن الأزواج، ولو كانوا عاجزين أو أبناء سبيل أو طريحي فراش الفاقة الفكرية والجهل الثقافي،

أن يصبحوا مديرين أو أنصاف مديرين أو ملحقات أو أقبية إدارية، أو مسؤولين بنكهة الدلال.. كيف يكون هذا الدلال وكيف يجيء رجال وسيارات وخدم ومال، وبعد هذا الجاه فليأت طوفانُ الفساد، وليجرف نهر التفاهات أشجار العافية والصحة البيئية، وعلى عتبات المسؤولية فليقف الأزواج فرادى وجماعات ، إرضاءً للطباخ العصري: الجشع، الذي يطبخ أكثر مايطبخ رغبات إدارية بنكهات متعددة.. والزوجات والحبيبات، إن تبّقى حبيبات، يتذوقنّ نكهات الدلال والغنج والمنافع والفوائد الملموسة، والفرفشات المحسوسة وإلا فالنكد وجبة الأيام الرئيسية بعدّة مذاقات..‏

زوج بنكهة المسؤول، من مختلف الخلطات والتركيبات أفضل من زوج بنكهة الرجولة والسلامة الزوجية والذوقية.. الرجولة بمعناها الرصين فقدت بريقها وصارت (موضةً) منتهية الصلاحية مثلها مثل (صبغة شعر رجالية فاسدة).. والعاشق بنكهة (التشفيط) الغرامي، في شوارع الوجد العربي، صار مطلوباً من قبل الكثيرات الكاسرات أكثر من زيت الزيتون وماء الينابيع.. وقتٌ محشوّ بالخيبات والحسرات مثل المواقع الإدارية والمسؤولين أصحاب الحواشي سيئة النشأة والسمعة والأخلاق.. وكلُّ مسؤول يُدخل نفسه في هذه الاعتبارات الفسادية يختال عابساً أو ضاحكاً بين نسقين من المخادعين وماسحي الجوخ والمتربصين بالمنافع.‏

كأن لاوقت للحبِّ أو الإنسان أو النجاح أو الخلق الوعر أو السهل.. أو تزاحمت ممرات العيش بالمتسلقين وراكبي الأمواج ومطربي الدرجة العاشرة والفاشلين والمصابين بعسر التفكير والشلل النفسي.. (زمنٌ علا قدرُ الوضيع به).‏

عند مفترق الظهيرة مرَّ بنعاس الوقت رجالٌ متضخِّمون، كنا نعرفهم غير متضخمين:‏

- ماسرُّ الضخامة؟‏

- غدونا مديرين..‏

وآخرون صافحوا المساء ببؤس ونحس:‏

- كنتم على شيء من الفخامة والسلامة؟‏

- فقدنا مواقعنا، والدلال والحاجات، وأهملتنا الزوجات حتى أمسينا كالعاهات أو كأسوأ أنواع الخادمات.‏

- سقط فنُّ الحبِّ والزواج والعائلات والعلامات والحسنات وانتشر آخرون وآخرون وأخيرات لسن عاشقات أو زوجات أو سيدات بقدر ماهنّ طامعات وجائعات وساعيات باتجاه من يدور على وقود المسؤولية وحطب المتطلبات والرغبات والعيِّنات.‏

وقت الخداع والخوف و (الخسَّات) و (الآفات).. ؟!‏

عشرون قروياً مزارعاً وعائلاتهم الشجرات والدجاجات والزوجة والأبناء والبنات، قد يتفوق عليهم مسؤول واحد بنكهة النعناع والبنزين.. وقد يتفوق عليهم مهرِّبٌ جبلي أو سهلي أو مدني أو ريفي أو نصاب من ماركة معتوه أو أميّ أو نتن أو مصاب بإنفلونزا الانحطاط والبشاعة والطفيليين ؟!‏

طبعاً لاعلاقة لابن الطفيل بهذه النكهة.. جلطات ووعكات اجتماعية وإدارية واحتيالات.. واختناقات أصابت صوت وأعمار إنسان الحياة ؟!‏

إنفلونزا المسؤولية ليست وباءً يمكن الشفاء منه إلا بشقِّ النفس والثياب، وتحطيم رأس أيّ مثقف أو فلاح أو حداد أو خياط أو ميكانيكي أو عالم رياضيات أو مهندس معماري أو مشرف زراعي أو عازف موسيقي أو مؤلف أشواق أو مربية أو سيدة بيت ومجتمع.. الثراء السريع يساوي الترتيبات الإدارية السريعة وعلاقات النصب والتدابير الاحتيالية.‏

القرى تُعرف بجميلاتها وقصص عشاقها، وتتميز بمتفوقي الشهادات والنجاحات ودروس الحساب والمحفوظات، والمدن تفاخر بأنهارها وحدائق أزهارها وعلاقات الجيران الحسنة.. والهواء والماء والسماء والرخاء وسلاسة النيّات..‏

العيب صار مادة للتبجح سريع الاشتعال؟! وصار الحزن والفرح والرضا والغضب والقناعة والرفض برسم الزينة مثل الطيور المسجونة بالأقفاص..‏

اغترب الحسن عن جميلات القرى، وتلعثمت قصص العشاق بالمشفطين عشقياً وعيشياً وإنسيّاً..والنجاحات سرقات (مرخصةٌ) ومطلوبةٌ..‏

عشُّ الزوجية فراخه المكر ونباح الرغبات المعتلّة الأول والآخر،، لابوركت هكذا أعشاش وزيجات.. والوجدانات تالفةٌ ومخترقةٌ وشتات، ومسخرةٌ لصالح كذبات لاتساوي أكثر من كذبات.. هلاك زمان يسمّي الخداع الخلاص أو النجاة.‏

كذبة العاشق كانت تساوي بياض نهار العاشقة.. الكذبة الدارجة اليوم تساوي عضّة وسمّاً ووجداناً معطوباً وعاطلاً عن العمل.. وهل أبشع من وجدان معطّل؟!‏

الترف ثقافة وبهجة نفسية.. أما الترف الذي نمرُّ به أمية متوحشة وسريعة الانفجار والدمار مثل حقد أعمى يقتل حباً مبصراً أو يحاول ذلك.. ؟!‏

كلمة سليلة وجدان طيب تكفي المحب وتشفيه.. لكن لاكلمات بل صارت عوضاً عنها اللكمات وزوجات عجيبات يتدربن على كمال أجسامهن لـ لكم الحبِّ ومثلهن بنات برسم الحبيبات.‏

عالم رياضيات شديد العافية، كنا نلمحه ونصافحه، وهو يدير معادلات الدرجة الأولى والثانية ببراعة المحب وحسن النيات والتأويلات وإلى اليوم يحتمي بالمعادلات والتأملات خشية أن تسقط على رأسه نيازك السماء المحترقة..‏

ويتساءل عند مفترقات الحسابات والجداول والنوازل والصواعد: من ثقب أوزون الحلم الإنساني؟!‏

شقيت دروب القلب والأحلام عطَّلها البؤس وسوء الحياة.‏

إنسانات برسم الطلاق من عافية الرّقة والألق الحنون، ومثلهنّ الرجال الضالعون والمتورطون بانحطاط البيئة الروحية والأمنيات..الأمنية تحتاج إلى تربية ومدرسة خاصة ودروس توق وآمال خصوصية.‏

اغترابٌ كبير يشلُّ عقل الكرامات والسعادة والأصالة، التي هي التجديد.. الكرامات شرفاتٌ عاليات.‏

اغترابٌ نصنّعه ونسوّقه ونحتمي به وبعد ذلك سيرتب على اغترابنا أتاوى وضرائب لاحصر لها: شلل أخلاقي.. لكل مواطن مايكفيه من كذبات وخدائع ومصائر وعرة، أكثر من الدروب الجبلية التي يسلكها المهربون الغراميون، والعاديون.. وضلال ثقافي وعاهات فكرية وقيمية.‏

وعلى الحب الحقُّ.. وعلى غير الحبِّ البقية التي قد تأتي.. وقد لا..‏

تعليقات الزوار

أيمن الدالاتي - الوطن العربي |  dalatione@hotmail.com | 15/06/2009 01:53

الحق على النظام العربي الرسمي, فقد حاصرنا طويلا, ومنع عنا خيرات الخارج, وأقنعنا بالقوة المتعسفة أنها مفسدة مابعدها إلا الخيانة, وفجأة مع سيناريو الغرب في الفوضى الخلاقة-الهدامة تركنا النظام العربي الرسمي عراة أمام تيارات التغريب الإنفلاتية, وراح ينشد مهادنة الغرب لينجو بريشه ويضحي بريشنا, وعلى مبدأ : ياروح مابعدك روح.

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية