وكم نردد على مسامع أبنائنا العبارة الشهيرة والتي تلخص المأساة وهي عند الامتحان يكرم المرء أو يهان .
فعدم النجاح في الامتحان يعني المذلة والمهانة واحتقار الذات ....إضافة إلى أسلوب المراقبة المشددة وهذا مطلوب والحرص الزائد على الطالب أثناء فترة الامتحان....
وماإن ينتهي الطالب من تقديم الامتحان حتى يبدأ السؤال والاستفسار عن مستوى الأسئلة وكيفية الإجابة عنها وكم ينقصه عن العلامة التامة من قبل الأهل والأقارب والجيران ومن باب الاطمئنان والتفاؤل بالنجاح في الوقت الذي يشعر الطالب بالتوتر والخوف والنفور والكره خاصة إذا لم يجب بالشكل الصحيح على الأسئلة أو تعرض لمشكلة مافي الامتحان وهنا لابد من لفت انتباه طلابنا الأعزاء إن نتائجهم الامتحانية قد لاتنطبق على توقعاتهم .
ومن أهم المشاكل التي يتعرض لها الطالب نتيجة القلق الزائد في الامتحان مشكلة النسيان وهي مشكلة واقعية تحدث باستمرار وقد عانى منها العديد من الطلبة حتى المتفوقين منهم ومع عجز الطالب عن تذكر أي معلومة يلملم أوراقه ويخرج باكراً متحسراً على ضياع فرصته في تقديم الامتحان.
ونتيجة للقلق والتوتر يقع العديد من الطلاب فريسة الشك في صحة إجاباتهم ويلجؤون عندها الى تبديلها ويتفاجؤون بعد خروجهم من القاعة أن الإجابة التي حذفوها كانت الإجابة الصحيحة.
يؤكد الطبيب النفسي رمضان محفوري إن جميع المشاكل التي يتعرض لها الطالب داخل قاعة الامتحان من نسيان أوارتباك أو سرحان وفي بعض الأ حيان أعراض جسدية (صداع - مغص - دوار - رجفان) سببها قلق الامتحان ولتجنب حالة القلق من الامتحان على الطالب عدم المذاكرة حتى ساعة متأخرة من الليل كما يجب على الطالب أن يعطي لنفسه سبع ساعات من النوم العميق يومياً على الأقل ....والتوقف عن المراجعة حتى آخر دقيقة تسبق الامتحان وتناول وجبة الفطور حتى لايصاب الطالب بالصداع الذي ينعكس سلباً على أدائه في قاعة الامتحان....
والطالب الواثق من نفسه لايبدل إجاباته والثقة بالنفس تأتي من استعداد الطالب للامتحان من أول العام الدراسي والاعداد الجيد والمدروس للواجبات المدرسية وتجنب نهائياً عادة التسويف أما بالنسبة لأسئلة الامتحان فمن المؤكد منها ماهو سهل ومنها ماهو صعب وما على الطالب حين شعوره بالارتباك أو القلق إلا البدء بالأسئلة السهلة ومن ثم سيجد نفسه قادراً على الإجابة على بقية الأسئلة أو على الأقل عدم الاستسلام للسؤال الصعب ومعالجته بالطريقة المناسبة ومن الأهمية تخصيص عشر دقائق على الأقل لمراجعة ورقته الامتحانية ولابد من التأكيد على دور المراقب في تخفيف قلق الامتحان بحيث يغلب على خطابهم مع الطلاب طابع الحب والحنان والتفهم والحوار لاطابع الزجر والتبخيس والتهديد أي إشراف أبوي ومن شأن خطاب كهذا أن يعيد للطالب ثقته بنفسه يرفع من معنوياته وللأسرة دور يتمثل على شكل التوجيه والتوعية بأهمية النجاح والتفوق وإلي تحفيز الأبناء على بذل مايكفي من الجهد للحصول على نتائج أفضل وعملية تحفيز الأبناء يجب أن تقوم على أساس إدراك أن حوافزهم تختلف عن حوافز الأبناء .
بدوري أقول :
مع الأسف أن تعليمنا مسؤول إلى حد بعيد عن هذا الموقف من الامتحان فالتلاميذ لايعدون لاستيعاب العلم ومواجهة الحياة بقدر ما يعدون للنجاح في الامتحان وهو الغاية وهذا مايفسر وجود أعداد كبيرة من حملة الشهادات العليا من مختلف الاختصاصات لم يجدوا العمل المناسب لهم ويصنفوا في عداد العاطلين .