وأدار الندوة د. حسن حميد الذي قدم بحثاً بعنوان القدس في مدونة السرد وتكلم عن القدس وطبيعتها وحاراتها وجغرافيتها وسكانها وذلك من خلال الروايات التي تناولت تاريخ وحياة الناس في بيت المقدس وأهمية القدس من خلال الروايات الفلسطينية والعربية، كما قدم الدكتور محمد أحمد النابلسي رئيس المركز العربي للدراسات المستقبلية بحثه «القدس، النفط والمستقبل» وتطرق خلاله إلى موضوع النفط وارتباطه بالحرب على فلسطين والقدس وتساءل هل هناك صدف ربطت بين أحداث القدس وارتباطه بأسعار النفط حيث كانت البداية منذ حرب تشرين 1973 واستخدام سلاح النفط وبالتالي ارتفاع أسعار النفط عشرة أضعاف وتحول النفط إلى سلعة استراتيجية وحتى الآن هناك تلاعب بأسعار النفط حتى وصل سعر البرميل الواحد إلى 150 دولاراً.
وبين الدكتور النابلسي أن ما يجري الآن في القدس وفلسطين أخطر من أيام شارون، فشارون زار القدس وكان يعلم ردة الفعل العربية والإسلامية وبهذه الحركات السياسية الحالية يحاول الصهاينة والغرب التلاعب بأسعار النفط للضغط على القادة والسياسيين العرب وذلك من خلال خلق أزمات وحروب، كما تقوم إسرائيل بمشروعها الكبير الواسع ألا وهو تهويد القدس، كما بين الدكتور النابلسي من خلال كتابات صموئيل هنتغتون الذي دعا الغرب إلى التعلم على خوض الحروب الضحلة لأنه أصبح من الصعب احتواء الملفين النوويين الكوري والإيراني والمشكلات الأخرى، وأكد على مواجهة المعركة بقوة ومواجهة الأزمات وعدم استجداء الاستقرار والمستقبل من الغرب.
أما بحث الأستاذ توفيق جراد فكان بعنوان «القدس وحق العودة» وبدأ الأستاذ توفيق كلامه بسؤال واحد وهو هل من الممكن تنفيذ حق العودة؟.
وأوضح خلال بحثه أنه لم يكن مستغرباً أن يغفل الرئيس الأميركي أوباما ذكر حق العودة، فمجافاة هذا الحق سياسة أميركية ثابتة، وبيّن الأستاذ جراد أن سياسة الدول العربية تقوم على الفصل بين التاريخ والجغرافيا لتخلوا لها الأرض في سياق عملية تهويد المكان من جهة والتوطين أو التجنيس من جهة أخرى في وقت ترفض فيه إسرائيل والولايات المتحدة وبعض العرب ومن يطلقون على أنفسهم صفة الواقعية من أتباع أوسلو ومبادرة جنيف الأخذ بحق العودة أي أن هناك سكوتاً من الجانب العربي في هذه النقطة الاستراتيجية والمهمة ، بينما يقوم الإسرائيليون ومن خلال القانون الإسرائيلي بإعطاء الجنسية الإسرائيلية لأي يهودي منذ اللحظة الأولى التي تطأ قدماه أرض فلسطين.
ودعا الأستاذ جراد إلى الانتباه إلى هذه النقطة المهمة والتركيز على حق العودة لملايين الفلسطينيين الذين هجروا من أراضيهم من قبل إسرائيل المغتصبة للأرض الفلسطينية.
وقدم الأستاذ عبد الحليم عصفور من تركيا بحثه تحت عنوان الحركة العمرانية في القدس في عهد سليمان القانوني وتناول خلاله دور القدس في التاريخ الإسلامي وأهميته بالنسبة للمسلمين عموماً والعثمانيين خصوصاً وتكلم عن اهتمام العثمانيين بالقدس وذلك لأنها أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، مستشهداً بالآيات والأحاديث النبوية الشريفة التي تبين أهمية القدس باعتبارها مهد الحضارات والرسالات، ودعا إلى ضرورة الحفاظ على معالم القدس.
أما الأستاذ محمد أبو عزة فقد قدم بحثاً بعنوان القدس نظرة مستقبلية فالقدس هي قضية العرب والمسلمين ولها أهمية تاريخية ومستقبلية وهي محور أساسي ومهم في الصراع مع الكيان الصهيوني، وقدم الدكتور خليل موسى بحث القدس في مدونة الشعر واستشهد الدكتور موسى بمقولة للفيلسوف الألماني شلنس حيث يقول: الشاعر وحده الذي يرى، وبيّن أن بحثه يتكون من أربعة مفاصل أساسية ركز فيها على أن الصهاينة احتلوا فلسطين بالباطل، وكيف حولوا هذا الباطل إلى أحقية من خلال التزوير والكذب.
واعتمد الدكتور موسى في بحثه على الرد التاريخي وتكلم عن تاريخ فلسطين من اليبوسيين إلى العصر الحديث وبّين كيف استعمل الصهاينة الرعب ضدالفلسطينيين وخاصة في مذبحة دير ياسين، واستشهد الدكتور موسى بنصوص الشعراء الذين تناولوا القضية الفلسطينية وتكلموا عن بيت المقدس ، وأوضح أن الجيل الأول من الشعراء كانت قصائدهم مباشرة تشبه الهجاء السياسي فالألم تحول إلى صرخة من الجرح الكبير الذي أصاب فلسطين على يد الصهاينة المحتلين، وقدم الدكتور علي أكبش من تركيا قصيدة تناولت الوضع في فلسطين وترجم القصيدة الأستاذ عبد الحليم عصفور ودعا الأستاذ علي أكبش في قصيدته إلى وقف سفك الدماء وبيّن أن الصهاينة هم الذين يسفكون الدماء ودعا إلى أن يعم السلام في بلد السلام.