والتي لم يستطع وحش الإرهاب ذبحها أو نهشها أو حتى تحطيم أجنحتها الوارفة الأماني والطموحات، أجنحتها التي لاتزال تقبض على المستقبل وتحتضنه بكل حرص وخوف ووجل خشية أن تفقده، كما تحتضن الأم طفلها الرضيع وقد تغرب في متاهات الحنان والشوق والسفر الطويل.
.. ونحن على مسافة حلم أو أكثر، ها نحن قد حملنا على عَجَل كل ما هو ضروري من وسائل الصمود والمواجهة والشجاعة ومن قوت الحياة والحب والتلاحم لنواصل حربنا الطويلة مع وحوش الإرهاب، قبل أن تدركنا أحلامنا وتتركنا على قارعة الوجع نكابد الألم والغربة والشقاء.
.. ونحن على عتبات العام الجديد، هانحن نسبق أحلامنا وقد بدأنا نتجهز للقادمات من الأيام التي نتطلع وكلنا ثقة بالله والوطن والشعب لان تكون بيضاء ناصعة لا تشبه سابقاتها من تلك الأيام السود التي لن ننسى وجهها ورائحتها طالما حيينا.
.. ونحن على مسافة دمعة أو أكثر، نصرخ عاليا لنقول إننا لن نتنازل عن استحقاق جدارة الحلم بعد أن استحقينا جدارة الحياة، فهو الشريان الذي لايزال يغذي وجودنا وشجاعتنا ويقوي صمودنا ويلملم جراحاتنا ويمسح دموعنا وأوجاعنا.. إنها جدارة الإصرار على النهوض ثم النهوض من تحت الرماد مهما كان الجرح عميقاً ونازفاً.