وكان لأساطير الحب دورها الكبير في تغذية العقل البشري،ومع تطور الزمن تطورت العلاقات الاجتماعية بكل مجالاتها وأصبحت نظرتنا للحب مخالفة تماماً لمفهومه الحقيقي الذي جعلنا ننحرف عن مساره المقدس،لأنه أصبح عبارة عن تلبية وليست طموحات..هذا بدوره عطل مفهوم الجمال الروحي،وخرب ذاكرة الناس ما أدى للانحراف عند البعض من الأجيال.
وثقافة الحب تتطلب ثقافة خاصة بالتربية الاجتماعية..والثقافة الاجتماعية يقصد بها وعي الفرد لدوره الاجتماعي على صعيد الأسرة والشارع والحي والمدرسة ..لكن هل يتحقق شروط الوعي الثقافي عند الفرد الواحد إن لم يكن منطلقاً من ذاته،وهنا يأتي السؤال كيف نغرس الحب في النفوس والغالبية يمكن أن يكونوا فاقدي لثقافته أيضاً هناك نقص كبير في الثقافة الوالدية من أجل أبناءهم يمكن أن يكون لديهم أطفال موهوبون فكيف لهم من اكتشاف طفلهم ومساعدته وصقل موهبته ورعايته إن اكتشاف الطفل الموهوب ليس أمراً يسيراً وليس هنالك من معايير نظرية محددة لتحديد الطفل الموهوب،وليس هناك طرق لتشخيص الموهبة ولتحديد صفات وبواكير الموهبة لابد من صقل ثقافة الوالدين من الإلمام ببعض الصفات المميزة للموهوب عقلياً خصوصاً في مرحلة النمو المبكرة ولابد للوالدين من ملاحظة الظواهر التي تؤشر على أن طفلهم يتميز عن الآخرين فالثقافة الوالدية هامة جداً لخلق أجيال واعية ناجحة ومتفوقة.
ولا ننسى دور الإعلام في وقتنا الحالي فهو أداة قادرة على توجيه الفكر والاهتمام والثقافة ولم يقتصر مفهوم الإعلام على الكبار فقط.. بل بات للأطفال محطات فضائية خاصة،إعلانات ومسابقات وفنون مختلفة وشخصيات محددة،ويتأثرون بما يرونه من أفلام كرتونية تحض على العنف والأذى..هنا تظهر الثقافة الوالدية في اتجاهاتهم وميولهم.
كل شيء اختلف في عصرنا الحالي فقد كانت لعبة الطفل سابقاً بسيطة محدودة السعر بمتناول كل الفئات،أما اليوم أصبحت الموضة تسبق وتخترق الجيوب دون استئذان،والمصانع تتسابق في الإنتاج حتى وصلت الموضة باللوازم المدرسية تحمل صور ممثلين ومطربين وأبطال مسلسلات..أين تكمن الثقافة في ذلك لماذا لا ننقل لهم ثقافتنا التي يجب أن تكون مشبعة بالقيم والمثل العليا،فهذا وحده يساعد في العملية التربوية،ويساعد على تنشئة جيل متميز،إننا نحتاج لبرامج تحاكي ما تعرضه هذه المحطات الفضائية..نحن بحاجة أن نرسم الابتسامة البريئة ورسم طفولة حقيقية على وجه أطفالنا لأنهم بدؤوا يفقدون براءتهم في العصر المعلوماتي الحالي(الثقافة الالكترونية)دون قيود أو حدود لتغسل بخبث عالمهم البريء،وتفرض عليهم النضج المبكر ليصبح رجلاً صغيراً قبل أوانه..لم يعد الطفل يرى بعينه إلا شاشة التلفاز أو الجوالات،بدلاً من رائحة الورود والأزهار،ولم يعد يسمع أصوات الطبيعة الهادئة ولا يلمس بيديه إلا لوحة مفاتيح الكمبيوتر بدلاً من الألعاب التربوية الهادفة،وأن نهتم وننمي ملامح التربية الجديدة لطفل المستقبل بتنمية المهارات العقلية لديه ولكي نعبر حدود وعقول وقلوب الآخرين لابد من العمل تحت ظلال وعنوان ثقافة الحب والوعي الاجتماعي والثقافة الاجتماعية بمعانيهم الحقيقية.