نعم هناك في هذه الحرب أيام جميلة للشباب الذين لم يرحلوا إلى أقصى الكرة الأرضية بردا , الذين أرادوا أن يصنعوا سورية جديدة .
هم شباب العمل الطوعي في كل زاوية من زوايا الوطن الحبيب.
وفي مادتي هذه لفتة الى الشباب والصبايا في شعبة سلمية للهلال الأحمر ممثلا بفريق الدعم النفسي الذين يقومون حاليا بالتحضير ليوم الطفل العربي .
نورما ضعون صاحبة المبادرة في فريق الدعم النفسي تتحدث للثورة قائلة : الفكرة قد تبدو بسيطة في عالم الكبار لكنها تعني الكثير للأطفال الذين يضطرون للبقاء في المشفى لفترة زمنية محددة حيث حازت الفكرة على تشجيع الشركاء من شعبة الحزب ورابطة الشبيبة وادارة المشفى والفعاليات الاقتصادية في المنطقة وهي اختيار قسم الأطفال في مشفى سلمية الوطني وتنظيف جدران الغرف للبدء بعملية الرسم على جدرانها, حيث سيدخل الطفل رغم مرضه في عالمه فيرى رسومه المحببة ملونة بالأزرق الصافي والأصفر والوردي . وربما يغنيه هذا عن استحواذ دمية يضمها اليه في سرير المرض , وربما تفتح له تلك الرسوم أفقا لاستعادة حكاية من الحكايا أو حلقة تلفزيونية من البرامج المحببة لديه .
وتضيف : نحن نأمل من خلال هذه الخطوة أن نحقق للطفل نوعا من الدعم النفسي في أكثر أوقاته صعوبة وهو في حالة المرض وأضافت : لقد سعدت جدا بعدد المتطوعين الذين عرضوا خدماتهم لتقديم مايلزم للمبادرة،ومتابعة للأعمال التي يقوم بها المتطوعون في شعبة الهلال الأحمر في سلمية بتزيين جدران قسم الأطفال في المشفى الوطني برسوم جميلة وبألوان زاهية تدخل الفرحة والبهجة للأطفال المرضى والزوار.....و. قالت الدكتورة ميس الحاج حسن اختصاصية أطفال وعضو مجلس إدارة في شعبة الهلال الأحمر أنه عندما تقدمت المتطوعة نورما ضعون بمشروعها لاقى استحسانا وقد شجعتُ عليه وخاصة وأنني أعرف هذا القسم وقد عملت به . فهو على الرغم من بعض النواقص يخدم أطفال مدينة سلمية وريفها بكل أمانة ونزاهة ومهنية عالية ويمكن لهكذا عمل أن يضفي نوعا من الحركة الجمالية ويشد انتباه الطفل مخففا شيئا من الألم والقلق والتوتر ويساعد المرافقين من أهله بتمضية بعض الوقت الممتع متنقلين بين تلك الصور الجميلة .....
المتطوعة الفنانة رهام عادلة وهي خريجة أدب انكليزي تقول : ليس غريبا أن نقول إن العمل الطوعي يخلق متعة وحافزاً للعطاء ويجدد العلاقات الاجتماعية بين فئة الشباب وعملي يتجاوز الساعات في رسم اللوحات التي تم اختيارها من النت كأقرب لوحات محببة للقلب وأكثر لطفا بالنسبة للطفل حتى عمر 12 سنة ويقوم الشباب بتلوينها ثم أعود وأضع اللمسات الأخيرة عليها, ولايقتصر العمل على الرسم اذ لابد من اضفاء طابع الجمال على كامل تجهيزات الغرف وخدماتها التي تقوم إدارة المشفى بتأمينها.
فرح خلف عضو مجلس ادارة منسقة فريق الدعم في شعبة الهلال طالبة أدب عربي وهي متطوعة أيضا تقول : مهمتي الإشراف على النشاطات وتقييمها واختيار مكان النشاط والعمل على استدامته والعمل في قسم الأطفال الذي يتجاوز العشر غرف اضافة الى الرسم على جدران الممرات في القسم انتقالا الى قسم التوليد فيما بعد وسنضع بعض الديكورات في غرف الحواضن خوفا عليهم من رائحة الطلاء وسنقوم فيما بعد بزيارات شبه دورية الى قسم الأطفال هذا واقامة نشاطات معينة معهم تفيد في دعم الحالة النفسية لهم والاطمئنان عليهم ومشاركتهم أحزانهم وأفراحهم.
كنان ميوس سنة رابعة كلية تربية رياضية من رابطة شبيبة سلمية يعمل مع المتطوعين لديه خبرة في الغرافيك لكنه كما يقول :لم يحبذ فريق الدعم هذا النوع من الفن وشجعوا فكرة الرسوم البسيطة والألوان المضيئة والمشرقة بالنسبة للطفل لذلك نساهم معهم في عملهما
طلاب الكليات والخريجين يعملون في هذا المشروع يؤكدون أنهم أكثر سعادة عندما يعملون في مجال العمل الطوعي وهم على استعداد لتنفيذ أي مبادرة قادرة على التغيير من حالة اليأس الى الأمل وحب الحياة .