وإقدامها على تصدير واختلاق الفوضى في الشرق الأوسط تسببت بمشاكل مفصلية ليس لأميركا وللاتحاد الأوروبي فقط بل للعالم برمته , وخلق حالة عدم استقرار في طول المعمورة وعرضها ؟ .
أسباب عديدة باتت مكشوفة للأميركيين قبل غيرهم تجعل مثل هؤلاء الكتاب والمسؤولين يقفون هذا الموقف وتتمحور جميعها حول انكشاف حقيقة السياسات العدوانية الأميركية الداعمة للإرهاب ، ويمكن تلخيص هذه الأسباب بالنقاط التالية :
أولاً – أدرك الجميع أن واشنطن نشرت الإرهاب والفوضى بشكل ممنهج في كل من سورية والعراق وليبيا لتصديرها إلى مختلف دول المنطقة لتحقيق أجنداتها وأطماعها والحفاظ على الأمن الإسرائيلي .
ثانياً – الإدراك أن الولايات المتحدة هي المسؤولة عن وجود تنظيم داعش المتطرف وباقي التنظيمات الإرهابية في المنطقة العربية من خلال احتلالها للعراق وحل الجيش العراقي وتهميش الشعب العراقي ولاحقاً إطلاق عناصر التنظيم المذكور من السجون التي كانت تحت وصايتها في العراق ليعيثوا فساداً في المنطقة.
ثالثاً - إن العالم كله يدرك اليوم أن تحقيق نتائج ملموسة في سياق مكافحة الإرهاب لن يتم إلا من خلال بذل جهود مشتركة منظمة ومتتابعة اعتماداً على أسس القانون الدولي وقرارات مجلس الأمن الدولي وأن الولايات المتحدة تفعل العكس تماماً .
رابعاً - أصبح من المسلم به لدى معظم الباحثين والمراقبين والدارسين في العالم أن سياسات الولايات المتحدة الخاطئة هذه تسببت بمشاكل مفصلية ليس لأميركا وللاتحاد الأوروبي فقط بل للعالم برمته , وخلقت حالة عدم استقرار في طول المعمورة وعرضها ، وكان مشكلة اللاجئين القادمين إلى أوروبا إحدى إفرازاتها .
خامساً – بات من الواضح أن واشنطن تخلت عن الحلول الدبلوماسية لصالح عسكرة الأزمات في العالم منذ وقت طويل واعتمدت على أسلوب القوة والترهيب وباتت سياسات الإدارة الأميركية متهورة وحمقاء وهذا ما تؤكده استطلاعات الرأي العالمية التي أظهرت أن الولايات المتحدة تتصدر قائمة الدول التي تعد اكبر تهديد للسلام العالمي حيث كشف مسح عالمي أجرته الشبكة الدولية المستقلة بالتعاون مع مؤسسة غالوب الأميركية لاستطلاعات الرأي منذ عام عن وجود عداء دولي مستحكم نحو دور الولايات المتحدة الذي تلعبه بوصفها شرطي العالم.
سادساً – ترسخ قناعة لدى كثيرين بأن تداعيات التدخلات السياسية والعسكرية المتهورة وغير المسؤولة التي تقوم بها واشنطن في بلدان عدة حول العالم أدت وبشكل متعمد إلى حدوث دمار لا يوصف وأطلقت العنان لشرور كبيرة في العالم فالاضطرابات التي أحدثتها الإدارتان المتعاقبتان لجورج بوش وباراك أوباما في المنطقة العربية جلبت الموت والدمار لسكانها وشردت الملايين منهم مع احتمال وقوع أعداد لا تحصى من الضحايا في المستقبل.
سابعاً – باتت أميركا بنظر الجميع هي الدولة الوحيدة في العالم التي تسعى وراء الحروب لأن هدفها الأساسي يتركز على الهيمنة على العالم وأن الأكاذيب التي تصدر دائما عن واشنطن تسببت في وقوع ملايين الضحايا ,
من هنا رأينا كاتباً أميركياً مثل بول كريغ روبرتس يرى أنه من الضروري ألاّ تعوّل روسيا على العمل المشترك مع الولايات المتحدة الأميركية في محاربة الإرهاب لأن واشنطن تنظر إلى دول ترفض تنفيذ أوامرها وتتمسك بالسياسة الخارجية المستقلة مثل روسيا على أنها تهدد الولايات المتحدة ، ولا يمكن أن تدخل واشنطن في تعاون مع هذه الدول ، ويتابع بأن بلاده أصبحت تعتبر الدولة الإرهابية الأولى في العالم فهي لا تمتثل لأي قانون أمريكياً كان أم دولياً لأنه يقيد أفعالها وتصرفاتها وليس هناك أي دستور أو قانون أو اعتبارات إنسانية يمكن أن تلجم رغبات واشنطن ومصالحها بغض النظر عما تحمله من عواقب وخيمة على العالم .
وهكذا نرى أن هناك كتاباً وباحثين ومحللين أميركيين بدؤوا بانتقاد واشنطن بشكل لاذع والهجوم على السياسات الأميركية في العالم التي جلبت الكوارث والمآسي للأميركيين ولشعوب العالم على حد سواء ولم يبق إلا إدارة أوباما لتلحق بالركب !! .