تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


فــــــي رحــــاب مجمــــع اللغــــة العربيــــة

ثقافة
الثلاثاء 27-1-2009م
متابعة: مها يوسف

أقام مجمع اللغة العربية حفل استقبال الدكتور أنور الخطيب، وذلك بانضمامه عضواً جديداً إلى المجمع القائم على خدمة اللغة العربية في مواجهة ما تتعرض له من هجوم غير مسبوق من العامية على لغتنا الفصيحة.

ففي بداية الحفل ألقى الدكتور مروان المحاسني رئيس مجمع اللغة العربية كلمة تحدث فيها عن مكانة اللغة التي تحتلها كونها حاملة لثقافة فلسفية وعلمية جعلت منها لغة عالمية قروناً عديدة.‏

وقام علماؤها بتطوير ما وصل إليهم، والارتقاء بالعلم مستندين إلى تجاربهم وخبراتهم.‏

وإن خدمة اللغة لم تعد محصورة في تسهيل تعليم النحو لتمكين أبنائنا من لغتهم الأم، أو رصد الأخطاء الشائعة لتصويبها كما أن مهمة المجامع ليست مقصورة على الغوص في بطون المؤلفات التراثية الرائعة لاستخراج الألفاظ الجميلة، واستكمال الشروط البلاغية للخطاب السوي.‏

بل إن الحداثة تحيط بنا وتحتل أجهزتها مكان الصدارة في بيوتنا وتسيطر على حيز كبير من فكر شبابنا ، وإن تلك الحداثة يرافقها دفق غزير من مفهومات جديدة وألفاظ مستحدثة تحمل إلينا نتاج الحضارة التي تسود عالمنا.‏

تتطلب منا مجهودات ضخمة من أجل استيعاب كل جديد وإعادة إخراجه بلغة سليمة.‏

وأضاف الأستاذ الدكتور المحاسني : إن مجمع اللغة العربية قد آل على نفسه الإصرار على تجهيز المقابلات العربية للمصطلحات التي ترتكز إليها العلوم العصرية ليصل شبابنا إلى طرق أبواب المعرفة بلغتهم الأم بعد أن تستقر المفاهيم في أذهانهم فيستطيعون الدخول في الحداثة كشركاء وليس كمحتاجين يحارون في تفسير كل لفظة أجنبية تعترض طريق دراساتهم.‏

لذا فقد أخذ المجمع على عاتقه الالتفات إلى العلوم الحديثة والاعتماد على أعضاء جدد ينتمون إلى تلك المجالات كاللسانيات والمعلوميات ومختلف فروع الهندسة ليساهموا في إيجاد المقابلات للألفاظ الأجنبية الحديثة بقصد تدعيم قواعدها باللغة العربية قبل أن تستقر المصطلحات الأجنبية في أذهاننا وكتبنا ، وأشار إلى أن حفل الاستقبال ليس للتعريف بأساتذة قد أسدوا خدمات جلّى في مجال التدريس والتأليف وإنما لتحديد موقع كل منهم في الجمهور الجماعي الذي يبذله مجمعنا لجعل اللغة العربية قادرة على التطابق مع متطلبات الحركة العلمية الحديثة.‏

وبدوره تحدث الدكتور مكي الحسني أمين المجمع عن أعمال الدكتور أنور الخطيب العلمية وعن سيرته الذاتية، ففي عام 1952 حصل الدكتور الخطيب على إجازة في العلوم الطبيعية جامعة دمشق فبدأ خبرته الوظيفية عام 1951 وعمل بعد تخرجه معيداً في قسم علم النبات لمدة ثلاث سنوات ثم أوفد إلى فرنسا بعد حصوله على الدكتوراه في اختصاص التصنيف والبيئة النباتية وعاد إلى الوطن في آخر 1959 فعين بالهيئة التدريسية بقسم علم النبات بكلية العلوم.‏

وبعد إحالته للتقاعد عام 1993 تعاقدت معه جامعة دمشق تحت عنوان الخبرة النادرة واستمر حتى 2002، وخلال هذه المدة الطويلة من العمل في الجامعة مارس الدكتور الخطيب نشاطات مختلفة.‏

فقد ألف سبعة كتب جامعية طبعت في جامعة دمشق.‏

وأعد خمسة وسبعين مقالاً ونشرة في مجالات التصنيف والبيئة النباتية والتكاثر النباتي والفصائل النباتية ودراسة المحيط الحيوي ودراسة التصحر والمناطق الجافة.‏

وقد نشرت بعض هذه الدراسات وفق مجالاتها في مجلات عربية ومحلية وأجنبية متخصصة وقدم البعض الآخر إلى جهات مهتمة بالبيئة بغية تبصير الناس بأهمية حمايتها.‏

وقدم إلى برنامج الأمم المتحدة للإنماء دراسة علمية مرجعية بيئية عن المجموع المورثي في الجبال السورية الساحلية وجبل العرب.‏

وشارك في سبعة وعشرين مؤتمراً وندوة في مجالات البيئة النباتية و التنمية المستدامة وبرنامج الإنسان والمحيط الحيوي.‏

وإقامة المحميات والمتاحف الطبيعية وإدارتها ، وتعاون الدكتور الخطيب مع ثماني عشرة جمعية وهيئة علمية ، من أهمها لجنة تعيين النباتات الطبية في سورية وكان رئيساً لها عام 1977 ولجنة تنسيق المصطلحات النباتية في مجمع اللغة العربية بدمشق 1977 وهو عضو مؤسس لجمعية حماية البيئة السورية عام 1999، ألقى الدكتور الخطيب إحدى وثلاثين محاضرة في المراكز الثقافية، كما اهتم بالتأصيل اللغوي، وحصل عام 1962 على جائزة المجلس الأعلى للعلوم لأفضل البحوث العلمية المحلية وفي 1979 سجل اسمه على لوحة الشرف والمنظمة العربية للتنمية الزراعية في جامعة الدول العربية.‏

وبدوره أحيا الدكتور أنور الخطيب ذكرى سلفه الدكتور مختار هاشم. واستذكر مآثره وتاريخ حياته، حيث ولد في بيت دمشقي عريق ويبعد خمسين ومئة متر عن سوق مدحت باشا سنة خمس عشرة وتسعمئة وألف للميلاد.‏

بدأ بالذهاب إلى المدرسة حيث تعلم مبادئ الكتابة والقراءة وختم القرآن في سنته الدراسية الثانية فأصبح تلميذاً للخليل شاعر دمشق الكبير.‏

وأتم دراسته الثانوية في الكلية العلمية الوطنية وحصل على البكلوريا الأولى فكان الأول على جميع طلاب الجمهورية، وانتقل بعدها إلى المدرسة الارثوذكسية ، فأجاد الفلسفة وأبدع فيها، ثم انتسب إلى المعهد الطبي العربي لدراسة الطب وبعد إحالته إلى التقاعد بدأ يمارس هواياته حيث نشر سنة أربع وثمانين وتسعمئة وألف للميلاد بحثاً عنوانه «ألفاظ حائرة» عالج فيه ما قيل في تعريف ثلاث كلمات هي المعدن والفلز والجوهر.‏

كما نشر الدكتور المختار سنة ست وثمانين وتسعمئة وألف للميلاد بحثاً مستفيضاً عنوانه أوزان الأطباء ومكاييلهم في مجلة مجمع دمشق ونشر تحقيقاً آخر في مجلة التراث العربي عن رسالة طبية مهمة ، وفي سنة سبع وثمانين وتسعمئة وألف للميلاد نشر بحثاً عنوانه رحلة استكشافية في قانون ابن سينا في مجلة مجمع دمشق.‏

وكتب للموسوعة العربية سنة 2000 بحثاً معقداً بعيداً عن موضوعات الطب والشعر والتحقيق اللغوي عنوانه الاستقلالية شارحاً فيها قدرة المنظومات الحية وبعض المنظومات غير الحية على إدارة ذاتها بمعزل عن شروط الوسط الخارجي، وآمن بحرية الإنسان فمنحها لنجله الأكبر.‏

وكان المختار من الأعلام الذين تركوا لنا معالم شامخة على دروب الزمن.‏

وفي الختام قام الدكتور مروان المحاسني بتقليد الدكتور أنور شعار المجمع.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية