|
الرئيس الأسد يدلـي بحديث لــ « المنــــار »: المعارك السياسية مستمرة.. و لن نستسلم..الموازي لعمليـة السـلام ليس بالضـرورة المبـادرة العربيـة بــل المقـاومــة ..تركيا أثبتت مصداقيتها وحرصها على القضايا العربية..نشعر بالفخر والاعتزاز لما حققته المقاومة وسندعمها في كل الظروف دمشق الموقف السوري هو بنفس الخط منذ أكثر من أربعة عقود.. واذا كان هناك انتصارات حصلت الان فليس لانها حالة معزولة.. حالة بيروت أو الضاحية أو الجنوب وحالة غزة.. وانما هي حالة مستمرة وصلت الى هذه الانتصارات التي نراها الان. القراءة اختصرتها في خطابي في الدوحة عندما تحدثت عن التغيرات التي حصلت لدى الاجيال العربية المتعاقبة خلال العقود الماضية.. أي في بداية الصراع العربي الاسرائيلي.
عدد محدود من المجازر.. لا يوازي شيئا بالمجازر التي نراها الآن.. بسبب تطور الاسلحة طبعا.. كان يؤدي للهجرة.. لترك الارض.. وربما كان هناك بناء على آمال مختلفة هي الجيوش العربية التي ستحرر الارض.. المنظمات الدولية التي ستعيد الحقوق.. القوانين الدولية التي لا تسمح بما يحصل. اليوم نرى أن ما حصل في غزة وما سبقه في لبنان منذ عامين هو رسالة في عدة اتجاهات بالشكل الذي نقرؤه. أولاً.. نحل مشاكلنا بأيدينا.. فأصحاب القضية هم يحلون مشاكلهم.. ثانياً.. المزيد من الصمود. ثالثاً.. المزيد من الشراسة في الدفاع عن الحقوق.. هذا بالمختصر ما حصل في غزة. العلاقات العربية العربية مرهونـة بإيقـــاف العلاقــــة مـــع إســـرائيـــــل وليس مــــع إ يــــران انتصـــار المقاومـــة وحول المعيار الذي يقيس نصري المقاومة في تموز 2006 وغزة 2009 قال السيد الرئيس.. المعيار هو أولا الاهداف التي وضعها العدو. اذا كان الهدف هو تدمير البيوت.. في الحرب الأولى أم الثانية.. أي في لبنان أم في غزة.. فبهذا المعيار العدو انتصر.. دمر بيوتاً. اذا كان المعيار قتل المدنيين.. فهو انتصر. أما اذا كان المعيار هو الغاء المقاومة.. ضرب فكرة المقاومة.. ضرب فكرة الصمود.. تحقيق أهداف أخرى على الارض.. استئصال المقاومة بنيويا.. فهو فشل فيها. اسرائيل قامت على فكرة أو مقولة تقول.. لا يهم اذا كانوا يحبونني.. المهم أن يخافوا مني. اليوم فشلت هذه المقولة.. اليوم اسرائيل أمام مقولة أخرى. هم لا يحبونني ولكن بنفس الوقت هم لا يخافون مني. وعن الربط الوارد في كلمة السيد الرئيس في قمة الدوحة بين مصير غزة وبين مصير الأمة قال السيد الرئيس.. لان القضية قضية نهج. غزة حتى اليوم الاخير بقيت صامدة. لو أنها انهارت غزة لانهار معها كل الصمود الذي نراه على مستوى العالم العربي. هناك نهضة عربية لدى الناس.. ولا أتحدث عن المستوى السياسي والرسمي.. هناك نهضة على المستوى الشعبي. في التسعينيات كان هناك تكريس لفكرة أن عهد المقاومة انتهى وعهد الصمود انتهى.. ولا يوجد أمامنا سوى خيار الانبطاح. مع بداية الانتفاضة في عام 2000 بدأت تتغير هذه المفاهيم.. فكان لابد من أن يقوموا بشيء لالغائها وفشلوا فيه. لو نجحوا بالغاء المقاومة في لبنان أو في غزة.. لكان مصير الامة ومصير فكرة الصمود ونهج المقاومة مصيره الانهيار. وحول إحساس السيد الرئيس بشار الأسد بالفخر والاعتزاز بما حققته المقاومة ، وانطباعه الشخصي للتطابق بين الرؤية الرسمية ورؤية الجماهير. قال السيد الرئيس.. هذا من البديهيات.. ليس بالنسبة لي فقط.. أنا ألتقي بمسؤولين أجانب.. هم يحللون بهذه الطريقة. البعض منهم أمريكيون.. والبعض منهم كان في مواقع رسمية في الولايات المتحدة. وكان معروفا بميوله لاسرائيل. والبعض منهم من أوروبا. كلهم يحللون هذا التحليل.. فمن البديهي أن نحلل نفس التحليل مع بعض الاضافات وخاصة الشعور بالفخر كمواطن عربي. هذا بديهي. في أكثر من موقف أو مناسبة شرحت بأن قوة السياسة السورية هي باعتمادها على الرأي العام الشعبي تجاه قضايا مختلفة.. داخلياً وخارجياً. فهذا التطابق الذي تتحدث عنه هو حالة مستمرة بالنسبة لنا في سورية.
نحن تعرضنا.. وخاصة سورية وهذا التيار.. تيار المقاومة.. تعرض لهجوم اعلامي.. كان يهدف لخلق حالة من الاحباط ولاقناعنا بالفشل. فاعتمدنا على شيء مقابل هو أن ننقل المعلومة للمواطن بقدر ما نستطيع.. وأن نتواصل مع المواطن لكي نعرف وجهة نظره. لذلك كان هناك حالة من التماهي بين الموقف الرسمي والموقف الشعبي. وحول الوضع الاستراتيجي الذي نشأ لقوى المقاومة والممانعة بعد النصر ... وكيف يمكن تفسيره سياسيا... أجاب السيد الرئيس.. كل حالة من الحالات كانت تخلق نتائج معينة. حرب الـ 82 هي التي أوجدت المقاومة بشكلها الحالي.. وهي التي أنجزت التحرير في عام 2000 مجازر جنين في عام 2002 خلقت حالة من المقاومة في فلسطين.. 2006 خلقت أيضاً شيئاً مشابهاً.. والآن في غزة نرى شيئاً مشابهاً. هناك خلق لحالة من المقاومة. كل حالة من هذه الحالات كرست نهج المقاومة.. كرست مصداقية لفكر المقاومة. وهذا برأيي هو أهم انجاز سياسي. النهج لديه تفصيلات كثيرة.. لديه قضايا مختلفة.. هذه الانتصارات التي حصلت هي انتصارات صغيرة في انتصار كبير.. وهي سوف تستمر ولابد أن يكون هناك معارك أخرى بشكل أو بآخر.. ليس بالضرورة أن تكون كلها عسكرية.. ولكن هذه الانتصارات هي كدرجات السلم التي ستصل لانتصارات أخرى.. لا يمكن أن نصل للانتصار الأخير دون هذه الانتصارات. استثمار منجزات المقاومة وحول ما إذا كان ممكناً استثمار المنجزات التي حققتها المقاومة سياسياً.. قال السيد الرئيس.. سياسياً هذه القضايا تعبر عن حقوق.. وهذه الحقوق لابد من التمسك بها. بالنسبة لنا سرنا في مجال السلام.. وهذا تحدثت عنه أيضا في خطابي.. تحدثنا عن السلام. سابقاً في الماضي تحدثنا عن الحرب.. قالوا لنا ان الحرب لا تعيد الحقوق. أتت مفاوضات السلام ولم تعد الحقوق. وثبت بأن اسرائيل حتى الأسابيع الاخيرة التي مضت لم تكن جادة بالسلام.. كانت هناك مفاوضات غير مباشرة مع اسرائيل نحاول أن نبحث خلالها عن طريق هو طريق السلم لاستعادة الحقوق.. اتضح تماما بأن اسرائيل لا تفهم سوى لغة القوة.. والاستثمار السياسي للمقاومة ولانتصاراتها هو من أجل التمسك بالحقوق لاستعادتها. وعن آليات واتجاهات استثمار منجزات المقاومة دولياً قال السيد الرئيس.. نظرياً نعم لكن عمليا لا. السبب هو أن اسرائيل لا تهتم بكل هذه البنى.. هي لا تهتم بمجلس الامن ولا بالامم المتحدة ولا بميثاق الامم المتحدة.. لا تهتم بالجامعة العربية ولا بقراراتنا.. بغض النظر عن نوعية القرارات التي نأخذها. اسرائيل تفهم لغة الواقع.. واسرائيل اعتمدت في سياستها منذ وجودها ومن قبل وجودها.. منذ بدأ المشروع الصهيوني.. على فرض الامر الواقع على العرب. وبالتالي علينا.. لكي نستفيد سياسيا.. أن نعتمد على سياسة فرض الامر الواقع على اسرائيل. هذا هو الاستثمار السياسي. أما أن نعتمد على كل البنى الاخرى الدولية والاقليمية وغيرها.. فلن نحقق شيئاً. وعمّا إذا كانت قمة الدوحة أول الاستثمار السياسي لنصر المقاومة في صناعة محور عربي إسلامي. قال السيد الرئيس.. لا.. لان كلمة محور تفهم بالسياسة كأنك تواجه محوراً آخر.. أو هذا المحور موجه ضد تيار اخر. نحن لا نرى الموضوع بهذا الشكل. هناك قضية أو مجموعة قضايا.. هناك رؤى أو وجهات نظر وسياسات لدول معينة تجاه كل قضية من هذه القضايا. في موضوع غزة.. هذه الدول التي تحدثنا عنها كان لديها رؤية واحدة تجاه التصرف ازاء هذه القضية. فالتقت هذه الدول في مؤتمر الدوحة لكي تعبر عن وجهات نظرها.. وتأخذ قرارات معينة بهذا الاتجاه. هناك دول أخرى كانت تتعاطف مع هذه الدول بطريقة حلها وبرؤيتها للموضوع.. ولديها نفس وجهة النظر.. ولكنها لم تأت لاسباب مختلفة. فأنا لا أسميه محورا.. ولكن هذه الدول اتفقت على رؤية فتحركت في هذا الاتجاه. هذا طبيعي. وقد وصف بكلمة محور لانهم يريدون أن يضعوا المحور محل القضية كاسم. القضية ليست ما هو المحور الذي وجد. السؤال ما هي القضية الموجودة.. هناك قضية اسمها غزة علينا أن نقف مع شعب غزة ومع المقاومة. الحديث عن كلمة محور وكأن هناك انقساما أو انشقاقا.. هذا ما يريدون أن يوهموا به البعض.. بأن من يتحرك باتجاه محور.. أي يتحرك باتجاه شق الصف العربي.. وفي هذا الاطار.. فالموقف العربي ليس موحدا حول معظم القضايا من لبنان الى فلسطين الى العراق.. هناك انقسام موجود. في القمم العربية.. تحصل تسويات.. تحصل عملية تجميل لهذه الحقيقة.. ولكن هي موجودة. قمة الكويت قمة عربية وأضاف السيد الرئيس.. قمة الكويت قمة عربية.. من الطبيعي الا تكون سوى الدول العربية.. والدول الاخرى تكون مدعوة كضيوف. أما في قمة الدوحة.. فلم تكن قمة عربية.. ولم تكن مرتبطة بالجامعة العربية. في البداية كنا نسعى نحن وقطر لكي تعقد قمة عربية بنصاب عربي وتكون قمة تتبع لجامعة الدول العربية. عندما لم يتم هذا الشيء.. رأينا أن البديل هو أن تلتقي كل الدول المهتمة بهذا الموضوع والتي تحمل نفس الافكار.. فلم تعد قمة عربية.. أصبحت قمة من أجل غزة.. وكان اسمها قمة غزة.. كان من الممكن أن تكون فنزويلا حاضرة مثلاً. وحول العلاقات السورية السعودية بعد اللقاءات في قمة الكويت قال السيد الرئيس.. ذلك يعتمد على كيفية فهم كل شخص للمصالحة. اذا كان بالطريقة البسيطة هو أن نجلس مع بعضنا البعض فقط فهذا الشيء تم قبل المصالحة. نحن التقينا في قاعة الانتظار.. وكان هناك سلام بشكل طبيعي. بمعنى آخر.. الاحترام على المستوى الشخصي موجود. ولكن اذا كان المقصود هو مصالحة المواقف التي تأخذها الدول.. أو بمعنى آخر مصالحة السياسات.. فهذا بحاجة لحوار طويل. ما حصل هناك مجرد كسر للجليد في قاعة للغداء بمبادرة من أمير الكويت الشيخ صباح. نجاح هذه المصالحة يعتمد على الحوار الذي سيجري بين الدول المعنية.. وعلى نية المسؤولين الذين سيكلفون بهذا الموضوع. الآن الاجواء هي أجواء تفاؤل.. لكن على أرض الواقع لم نبدأ الحوار بعد.. لا بد من بدء الحوار قبل أن نحدد ما هي رؤيتنا للواقع. العلاقات العربية - العربية وأضاف السيد الرئيس إنه لقاء.. كسر الجليد.. لقاء على الغداء.. حديث بالعموميات.. لم نتحدث بالقضايا.. وخاصة أن الزمن لم يسمح.. والموضوع كان موضوع غزة وكلنا متعاطفون مع قضية غزة. ولكن لم نتحدث في التفاصيل المعنية بهذا الموضوع.. ربما لانها تركت للقمة. وأضاف السيد الرئيس.. نعم كان اللقاء أقل من ساعة ولم يتم تحديد موعد للقاءات قريبة. ولم توجه أي دعوة.. وانما الان لا بد من التواصل كما قلت بين المسؤولين.. سنرى وسنبحث كيف نبدأ هذه العملية بهدف الوصول الى تحسين العلاقات العربية - العربية. وعما إذا كان تم تبادل دعوات الزيارة مع الملك عبد الله. قال السيد الرئيس.. في الجلسة أنا قلت له أتمنى أن أراك في سورية.. وهو تمنى أيضاً أن يراني في الرياض. هذا الكلام قيل.. أنا دعوته الى سورية وهو دعاني الى الرياض. فلم يكن هناك شيء رسمي. ونوه السيد الرئيس بأنه لن يكون هناك حالة انتظار.. نحن دائما نسعى.. وحتى في الاشهر التي سبقت قمة الكويت.. كان هناك عدد من المبادرات العربية والبعض منها غير عربي لتحسين أو لتنقية الاجواء.. ونحن تفاعلنا وتجاوبنا مع كل هذه المبادرات. الآن لا بد من أن نبدأ مباشرة بآلية.. سنحاول الاتصال المباشر.. لسنا بحاجة لوسطاء.. وسنرى رد الفعل. وحول العوامل التي دفعت الملك عبد الله للحديث في كلمته عن ضرورة انهاء الخلافات العربية وطي صفحة الماضي قال السيد الرئيس.. لا أريد أن أتحدث نيابة عنهم.. ولكن أقول الشيء الذي تحدثنا به في الاجتماع بأن المستفيد من هذا الخلاف هو العدو الاسرائيلي. كنا متفقين على هذا الشيء.. الجميع مقتنع.. وكلنا مقتنعون. وأنا قلت في خطابي ان ما حصل في غزة هو انعكاس بجانب منه للخلاف الفلسطيني - الفلسطيني.. والخلاف العربي - العربي الذي انعكس على الفلسطينيين. فكان هناك شعور لدينا بأننا نتحمل جزءا من المسؤولية فيما يحصل، فربما كان هذا هو الدافع. وتساءلت «المنار» عما إذا كانت هناك محاولات من البعض لكسر حالة التأييد.. وامتصاص الغضب الشعبي .. تهدئة خواطر الجماهير العربية قال السيد الرئيس.. مرة أخرى لا أريد أن أتحدث نيابة عن الآخرين.. أنا أتحدث عن موقفي وعن موقف قمة الدوحة.. لان الدول التي كانت في الدوحة كان لديها هدف هو ارسال رسالة للخارج.. أما في قمة الكويت فأترك التقييم للشعب العربي.. فهو الأفضل. مستقبل الأمة وقضاياها وعن تأثير الخلافات على مستقبل الأمة وقضاياها قال السيد الرئيس.. لكي نكون موضوعيين.. هي نوعاً ما عميقة.. لا نستطيع أن نقول انها خلافات شكلية أو سطحية.. نحن في سورية موقفنا واضح بالنسبة لدعم المقاومة في كل الظروف.. تخطىء المقاومة.. تصيب المقاومة.. كلنا نخطىء ونصيب.. ولكن أن نخطىء وأن نصيب لا يعني بأن نتخلى عن المبدأ وهو دعم المقاومة. أي احتلال تقابله مقاومة.. وبشكل بديهي لا بد من الوقوف معها والا فأنت تقف في الصف الآخر.. هذه وجهة نظر سورية. على سبيل المثال.. كان هناك خلاف.. مثلا.. حول موضوع العلاقة مع ايران.. يعتقدون أن العلاقة مع ايران كأنها علاقة مع عدو وهذا كلام نحن لا نقبله في سورية.. ايران بلد صديق.. بلد جار.. بلد هام في هذه المنطقة.. حتى لو اختلفنا معه.. وحتى لو أخطأت ايران فالافضل أن نذهب لايران ونقول لها أنت أخطأت.. نحن نختلف معك في هذا الموضوع.. كان هناك خلاف على بعض التفاصيل المتعلقة بلبنان وطريقة التعاطي معه.. وغيرها من القضايا. هناك عدد لا بأس به من القضايا الخلافية. ونوه السيد الرئيس.. إنه بشكل أساسي.. هي العلاقة السورية المصرية السعودية والتي كانت تعتبر في السابق هي المثلث. على أهمية هذا المثلث.. نحن في سورية نعتقد أن أي دولة عربية مهمة في اطار العلاقات العربية العربية وكل الدول يجب أن تشارك.. ولكن التركيز هو على هذا المثلث.. فالتركيز بشكل طبيعي على العلاقة السورية السعودية والسورية المصرية. وعن العلاقة مع مصر قال السيد الرئيس.. كان الاطار كما قلت.. لقاء لكسر الجليد.. أما العلاقة مع مصر فعلى المستوى المؤسساتي هي تسير بالاتجاه الطبيعي.. الخلاف السياسي لم يؤثر على العلاقات في المستويات الأخرى وخاصة في العلاقات الاقتصادية.. العلاقات الشعبية.. السياحة.. وما شابه.. الامور تسير بالاتجاه الطبيعي.. لكن طبعا على المستوى السياسي لا يوجد أي تعاون.. أستطيع أن أصفها بالعلاقة الباردة. وأضاف السيد الرئيس.. بشكل منطقي لمصر مصلحة في أن تكون العلاقة السورية السعودية جيدة بل حارة.. والعكس صحيح. وحول ما يحكى عن ثنائية سورية ايرانية في مقابل ثنائية مصرية سعودية.. قال السيد الرئيس.. لماذا لا يتحدثون عن ثنائية سورية تركية مثلا.. هنا تكمن المشكلة.. علاقة سورية مع تركيا لا تقل أبدا عن علاقة سورية مع ايران.. بكل بساطة لا تقل عنها.. وأنا لا أبالغ في هذا الكلام وقد سألت هذا السؤال لعدد من العرب.. تقولون ان سورية تخضع لايران.. لماذا لا تقولون ان سورية تخضع لتركيا مثلاً. وأضاف السيد الرئيس.. هناك قضايا.. كما قلت.. نلتقي حولها.. موضوع العراق يهم سورية مباشرة.. يهم ايران مباشرة.. يهم تركيا مباشرة.. ربما هناك زوايا تختلف فيها نظرة كل دولة لبعض الامور التي تهمها أكثر من أمور أخرى في العراق.. لكن بالمحصلة نحن نلتقي حول قضية من القضايا.. هي العراق.. نلتقي حول أننا نحن دول قادرة على أن تحسن مسار حركة الامور السياسية في منطقتنا بشكل عام.. التقينا ورأينا أنه من الضروري أن نتعاون.. هو ليس محورا موجها ضد أحد.. ولكن هو تعاون طبيعي لدول اقليمية. وعن مدى نجاح أو اخفاق مصر في لم الشمل الفلسطيني قال السيد الرئيس.. لدينا مصلحة بأن تنجح مصر.. ومصر موجودة جغرافيا على حدود مباشرة مع غزة.. وهي دولة مؤثرة في هذا الاطار.. أن تنجح أو لا تنجح فهذا يعتمد على علاقة مصر بالاطراف الفلسطينية المختلفة. لكي تنجح كوسيط.. لابد من أن تكسب ثقة كل الاطراف دون استثناء.. هذا يعتمد أيضا على أداء المسؤولين المصريين في هذا الموضوع.. ولذلك فان السؤال هل ذلك ممكن... طبعا ممكن.. ولكن ما هي المعطيات والمتطلبات.. هذه المتطلبات هي متطلبات فلسطينية تأتي من خلال الفصائل المختلفة والسلطة. وتابع السيد الرئيس.. اليمن قامت بمبادرة للمصالحة في العام الماضي.. واليمن ليس لديها حدود مباشرة مع غزة.. أي دولة تريد أن تلعب دورا تستطيع ذلك وخاصة الدول العربية.. لان الفلسطيني سيكون مسرورا بأن يكون هذا الدور عربيا قبل أن يكون أي دور غير عربي.. هذا جانب بديهي.. الجانب الاخر.. وجود الفصائل في سورية له دور من خلال التواصل اليومي مع هذه الفصائل.. نحن دائما اعلنا اننا نرفض سياسة الضغط والاملاء على الفلسطينيين وعلى غيرهم.. نحن نقوم بعملية حوار.. وجودهم في سورية بشكل دائم.. يعني أن نكون قادرين على الحوار معهم بشكل مستمر.. ولكن الجانب الاهم الذي يشكل قاعدة لكل هذه الاشياء.. ما هي الطروحات الموجودة من أجل المصالحة.. ما هي خطة العمل.. ما هي المعايير.. ما هي الارضية.. ما هي المرجعية للمصالحة.. هذه الامور ان لم تكن مطروحة لا قيمة لدور أي دولة من الدول اذا كانت مجاورة ولا اذا كانت بعيدة.. المهم في موضوع المصالحة ما هو المنهج الذي سيتم اتباعه وبناء على هذا المنهج وهذه المرجعية تأتي الدول لكي تلعب دورها.. مصر.. سورية.. اليمن..أي دولة أخرى.. تركيا الان أيضا مهتمة بهذا الامر. وعما إذا كانت سورية تؤيد المبادرة اليمنية قال السيد الرئيس.. بكل تأكيد.. من البديهي أن نقول نعم عندما يطلبون منا أن نلعب دورا في المصالحة.. ونحن عبرنا عن ذلك بعد القمة العربية في اذار الماضي.. الـدور التركــي وأضاف السيد الرئيس : أعتقد أن تركيا لديها نفس الحماس.. لا يمكن أن نرفض سواء من خلال موقعنا كرئاسة للقمة العربية.. أو من خلال موقعنا كسورية التي هي أيضا دائما مهتمة بالقضية الفلسطينية التي هي جزء أساسي من القضايا السورية.. وليست منفصلة عنها. وتابع السيد الرئيس.. اعتقد ذلك.. لان سياسة تركيا أثبتت مصداقيتها في الاعوام القليلة الماضية.. وأثبتت حرصها على قضايا العرب بشكل لا يقل عن حرصنا نحن.. فأعتقد أن الدور التركي دور ايجابي في هذا الاطار ونحن نؤيد الدور التركي في كل هذه القضايا. العـــلاقـة مـــع إيــــران وحول طبيعة العلاقات السورية - الإيرانية. قال السيد الرئيس.. لو عدت لهذه العلاقة منذ عام 1979 بعد قيام الثورة.. فهي علاقة ثابتة وتتطور باستمرار.. وهي علاقة استراتيجية وأثبتت فعاليتها وأهميتها في كل القضايا التي مرت على منطقتنا منذ ذلك الوقت.. منذ ثلاثة عقود بالضبط حتى الان.. ولذلك فهي ليست عابرة على الاطلاق.. الا اذا كانت ايران ظرفية في وجودها.. وهي ليست ظرفية.. هي موجودة منذ آلاف السنين.. كما نحن.. فليس أمامنا خيار إلا أن نكون في علاقة مستمرة ومستقرة. وأضاف السيد الرئيس.. إن العلاقات العربية -العربية مرهونة بايقاف العلاقة مع اسرائيل وليس مع ايران.. وهذا ينقلنا للجواب.. المحاولة منذ سنوات هي خلق العدو البديل.. لكي لا نفكر بالعدو الاصلي والحقيقي وهو اسرائيل.. كان لا بد من وضع ايران في موقع العدو البديل لكي تتشتت الجهود مرة أخرى تجاه العدو الوهمي ويكون العدو الاصلي مرتاحاً.. بكل بساطة وصراحة. وحول الدور السوري الوسيط بين العرب وإيران قال السيد الرئيس.. نحن عبرنا عن استعدادنا للعب هذا الدور في أكثر من مرة وكان هناك بعض التواصل بين سورية وايران وسورية وبعض الاطراف العربية.. في الثمانينيات خلال الحرب العراقية الايرانية.. لعبنا هذا الدور ونحن موقفنا بالنسبة للعرب واضح.. نحن مع العرب قبل أي شيء.. ولكن أن أكون مع العرب لا يعني أن أكون ضد الآخرين. السلام والمبادرة العربية وبالسؤال عما عناه سيادته بقوله بأن سلام الشجعان لا يعطى للجبناء.. قال السيد الرئيس.. أي سلام الاقوياء لا يعطي للضعفاء.. الشجاعة والقوة مرتبطان.. الشجاعة وحدها لا تكفي.. ولكن لنقل الشجاعة لامتلاك القوة.. هم لا يريدونك أن تمتلك القوة.. فعليك أن تكون شجاعاً كفاية أو بشكل كاف لكي تمتلك القوة.. عندها تستطيع أن تأخذ السلام. وتطرق السيد الرئيس الى المبادرة العربية قائلاً إنها عبارة عن تجميع للمرجعيات.. يضاف عليها محفز لاسرائيل أن توقع المبادرة مع كل الدول العربية وليس فقط مع دول معنية.. سورية.. لبنان.. فلسطين.. هذا هو الفرق.. فهي عملية تجميع.. أي.. ليس فيها اختراع لشيء جديد.. فالبديل للمبادرة العربية يطرح سؤالا هو.. هل لدينا بديل للمرجعيات... يجب أن ننتبه لهذه النقطة.. نحن نتحدث عن المبادرة العربية في توقيتها.. توقيتها مع شخص مجرم مثل شارون نعرف بأنه لا يريد السلام.. لم يكن موفقا.. ومع ذلك سرنا فيها لكي نقول اننا نريد أن نصل للسلام.. أما البديل.. فهو يطرح.. كما قلت.. موضوع المرجعيات.. لكن أنا لا أتحدث دائما عن البديل.. وانما عن الموازي.. وقلت في كلمتي.. الموازي لعملية السلام ليس بالضرورة المبادرة.. بل هو المقاومة. في قمة الاتحاد من أجل المتوسط في باريس لم ترغب اسرائيل بوجود المبادرة العربية.. ولم يرغب معها الاوروبيون بوجود المبادرة العربية.. نحن في سورية لم نركز على مبادرة.. ركزنا على مرجعية مدريد.. المضمون نفسه هو 242 و 338 وغيرها من المرجعيات.. فأهم من المبادرة هو المرجعيات.. هذا ما أريد أن أصل اليه. وأضاف السيد الرئيس.. ما دامت المبادرة مرتكزة على السلام.. فعدم وجود السلام يعني عدم وجود المبادرة.. المبادرة في الماضي كانت تقتل من قبل اسرائيل.. اسرائيل ترفضها.. واسرائيل تواجهها بالمجازر.. فاذاً.. هي غير موجودة. من الجانب العربي لا يوجد سلام.. فالمبادرة من دون سلام لا قيمة لها.. المبادرة مبنية على السلام.. اذا تم تحقيق السلام بناء على هذه المرجعيات توقع الدول العربية.. عدا ذلك فنحن نفاوض بناء على المرجعيات وليس بناء على المبادرة.. المبادرة ليست مرجعية.. المرجعيات موجودة.. حق العودة.. والى آخره.. فاذاً.. علينا أن نسأل أنفسنا هذا السؤال.. لو أتى الآن أولمرت وقال أنا مستعد للمفاوضات.. ماذا نقول له.. بغض النظر عن المبادرة.. نقول له أنت مجرم.. نحن لا نفاوض مجرماً.. بكل بساطة.. فهنا لا يوجد سلام.. وهناك لا يوجد مبادرة عربية. إن لم نرَ الامور بهذه الطريقة.. تبقى الرؤية ملتبسة حول ماهية المبادرة ودورها. وتابع السيد الرئيس حول ما يعنيه طي المبادرة: نحن كنا في كل قمة عربية نقوم بالتمسك بالمبادرة.. لاحظ في قمة دمشق لم نتحدث كثيراً بهذا الموضوع وبالتالي هي مطوية من قبل.. ولكن أعلنا كنوع من الرسالة للخارج بأنها معلقة. أي.. كما قلت.. في سورية اذا أتى أولمرت وقال أريد السلام.. نقول له نحن الان غير مستعدين.. يعني أن كل عمليات السلام معلقة وليس فقط المبادرة.. نعم.. هي معلقة الان. وحول ما إذا كان ثمة قواعد جديدة لاستئناف المفاوضات غير المباشرة مع إسرائيل.. قال السيد الرئيس.. تغير التوجه الاسرائيلي تجاه السلام.. أولا ثبت بالمفاوضات غير المباشرة ان اسرائيل غير راغبة في السلام وغير قادرة على تحقيقه.. فيجب أن تتحقق الرغبة مع القدرة مع تغير التعامل الاسرائيلي مع العرب.. لا يمكن أن نقبل بمزيد من العدوان ومزيد من المجازر. المفاوضات غير المباشرة وتابع السيد الرئيس.. في اسرائيل بشكل عام لا توجد رغبة بالسلام.. على مستوى الشخص لا أستطيع أن أحدد.. أكان يراوغ.. أم فقط لانه ضعيف.. هو يمتلك الارادة.. أم لا.. يمتلك القدرة.. أم لا يمتلك كليهما.. من الصعب أن نحدد.. ولكن انطباعنا عن اسرائيل ككل هي غير قادرة وغير راغبة بالسلام كمجتمع. وأشار السيد الرئيس الى أنه عندما بدأت المفاوضات غير المباشرة الاخيرة في شهر أيار.. بدأت بناء على ما قدمه أولمرت لرئيس وزراء تركيا أردوغان عن استعداده للانسحاب الكامل.. هنا بدأت المفاوضات. بالنسبة لشراء الوقت.. فان الوقت لصالحنا.. فلماذا نشتريه.. هو بكل الاحوال يسير لصالحنا.. وليس لصالح اسرائيل.. اذا كانوا هم يشترون الوقت.. فهذا موضوع اخر.. ربما هم يشترون الوقت وليس سورية.. نحن جديون في كل هذه القضايا. أما عن التحول داخل اسرائيل.. ومجيء نتنياهو وذهاب شخص آخر فهذا الموضوع لا يعنينا.. أي رئيس حكومة سيأتي سيتعامل معنا بناء على المرجعيات المعروفة.. ان لم يكن قادرا على تقديم التزام بهذا الاطار لا نبدأ مفاوضات السلام.. ولا يهمنا ذلك. وتابع السيد الرئيس قائلاً .. أي شخص يأتي في اسرائيل أو يذهب.. لا يعنينا هذا الموضوع.. بالنسبة لنا كل الاسرائيليين سواسية.. المعيار الوحيد هو حقوقنا. وحول الدور التركي والموقف من العدوان على غزة والمفاوضات وغيرها قال السيد الرئيس.. مع اسرائيل الموضوع مرتبط بالسلام.. وكما قلت هذا مرتبط بقدرة أي حكومة اسرائيلية مقبلة على أن تقدم التزامات بموضوع حدود 1967. بالنسبة لموضوع الادارة الاميركية.. لا.. على الاقل الادارة التي ذهبت. الان هذه الادارة عمرها أيام.. وحتى الان لا يوجد شيء من هذا القبيل.. ولكن حتى على المستوى الغربي هناك دول أرادت أن تحسن العلاقة السورية الاميركية ولكنها كانت فاقدة للامل بشكل مطلق من الادارة السابقة..ونحن كذلك. الان.. علينا أن ننتظر اذا كان هناك من سيطرح أي نقاط تتعلق بتحسين العلاقة.. على الرغم من أننا على علاقة جيدة مع الديمقراطيين منذ أكثر من عامين. الإدارة الأميركية الجديدة وحول الموقف من تولي باراك أوباما السلطة في الولايات المتحدة ورؤية سورية قال السيد الرئيس.. نريد أن نكون متفائلين.. دعنا ننظر لهذا الموضوع نظرة متفائلة من دون أن نقول لدينا توقعات أو آمال كبيرة.. نظرة تفاؤل مبنية على أنه لا يوجد حروب جديدة.. على أنه سيكون هناك حل للموضوع العراقي يتجلى بالتزام أوباما بالانسحاب من العراق.. طبعا.. بالتوازي مع العملية السياسية.. والنقطة الثالثة هي انغماس هذه الادارة بشكل جدي في عملية السلام. رأينا في الاسابيع الماضية وفي نهاية العام المنصرم رغبة من هذه الادارة المنتخبة قبل أن تصبح في الموقع الحالي لاستطلاع الوضع في الشرق الأوسط فيما يتعلق بموضوع السلام بالدرجة الأولى.. وفيما يتعلق بموضوع العراق. لدينا مؤشرات ايجابية ولكن تعلمنا أن نكون حذرين.. ألا نخضع حساباتنا لهذه المؤشرات.. طالما أنه لا يوجد شيء ملموس علينا أن نفترض أن الامور لم تتغير بعد. وأضاف السيد الرئيس.. حول الحوار مع اميركا ما دامت هناك شروط لن يكون هناك حوار.. هم يعرفون هذا الشيء ولكن أعتقد أن هذا الحوار بدأ منذ أسابيع بشكل جدي من خلال شخصيات مقربة من الادارة الاميركية أرسلت من قبلها للحوار مع سورية. وتابع السيد الرئيس قائلاً .. بالنسبة للحوار.. ليس لدي شروط.. أنت تتحاور مع الجميع.. ولكن فيما يتعلق بالتوصل الى التقاء أو لتوافق من خلال هذا الحوار فالشرط الوحيد هو مراعاة المصالح السورية. ونوه السيد الرئيس بالشروط الاميركية للحوار مع سورية قائلاً .. لم نستجب في الماضي.. ولن نستجيب اليوم.. أي فرض شروط على سورية لا نقبل به.. لدينا قناعات واضحة ومعلنة وغير مخبأة.. في الماضي.. في أسوأ الظروف وفي أصعبها قلنا لهم لا.. وسنقول اليوم لا.. بكل بساطة.. وأعتقد أنهم يعرفون هذا الشيء. الوجود العسكري في المتوسط وحول ما إذا كان لدى سورية قلق ما من الوجود العسكري للناتو في المتوسط على خلفية اجتماع شرم الشيخ مؤخراً.. قال السيد الرئيس.. لا يقلقنا الوجود العسكري.. يقلقنا عدم فهم الغرب لحقيقة الامور وبالتالى ينتقل من خطأ الى خطأ.. وأنا ذكرت هذه النقطة في خطابي عندما قلت ان البعض في الغرب الذي يسمي نفسه المتحضر يرى أن المشكلة هي تهريب السلاح.. ولا يرى أن المشكلة هي استخدام الاسلحة المحرمة دوليا.. بالاضافة للاحتلال.. الامر المقلق هنا هو عدم استيعاب الغرب للدروس التي من المفترض أن يكون قد تعلمها من الاحداث التي مرت خلال السنوات القليلة الماضية.. هذا هو ما يقلق. وتابع السيد الرئيس قائلاً .. نحن مواقفنا واضحة.. نحن ندعم المقاومة.. كيفما أرادوا أن يذهبوا هم أحرار.. كل هذه الدول تأتي الى سورية وتسمع كلاماً واضحاً.. بنفس الوقت الغرب بشكل عام بدأ يتعلم بأن المقاومة لديها دعم شعبي وبأنه لا يمكن استئصالها.. وبدأ بناء على ذلك يغير من فكرة عزل المقاومة.. وبعض المسؤولين الاوروبيين بدؤوا يلتقون سراً بهم في سورية.. بمعرفتنا وبالتنسيق مع سورية.. فهم الآن في حالة انتقالية ربما.. أعتقد خلال سنوات سيتعلمون كل الدروس. المحكمـــة الدوليــة وحول ما يربط بين المحكمة الدولية والعلاقات العربية قال السيد الرئيس.. لا أعرف ما الربط بين المحكمة والعلاقات العربية.. حسب معلوماتي المتواضعة.. فإن المحكمة.. هي محكمة دولية وليست محكمة عربية.. فلا يوجد أي ربط بين العلاقات العربية العربية والمحكمة. النقطة الثانية بالنسبة للمحكمة فموقفنا معلن.. هذه المحكمة هي محكمة دولية ولكن المواطن السوري يخضع للقضاء السوري.. اذا كان هناك رغبة بأي تعاون بين القضاء السوري والمحكمة الدولية كقضاء دولي فيجب أن يكون هناك اتفاقية تحدد الحقوق والواجبات لكي يكون هناك تعاون كأي تعاون بين أي نظامين قضائيين ولا يوجد لدينا أي مشكلة في هذا الموضوع. وتابع السيد الرئيس قائلاً .. لا يوجد رابط بين علاقة سورية مع هذه الدول العربية بالنسبة للتسييس ولكن هذا مرتبط باللعبة الدولية ككل وماهية الاهداف الدولية وبالتالي حتى لو كان لدينا علاقات جيدة مع الغرب.. اذا كان يريد البعض أن يسيس فانه سيسيس.. لن يتوقف على علاقته مع سورية.. اللعبة لعبة مصالح.. واللعبة لعبة توازن قوى.. اذا كنت قويا فستقف في وجه لعبتهم السياسية اذا كانت القضية سياسية فأنا برأيي أن المعارك السياسية مستمرة ونحن لن نستسلم.. وان تحسنت العلاقات مع الغرب أم لم تتحسن فنحن لن نغير مواقفنا بالنسبة للقضايا المبدئية وبالنسبة للمصالح السورية.. اذا كانوا يريدون أن يضعوا هذا الموضوع كجزء منها فهذا الموضوع يخصهم.. ولكن هم لديهم الكثير من القضايا ليضعوها وليس فقط موضوع المحكمة. وأضاف السيد الرئيس حول موضوع المحكمة الدولية والعلاقات المتطورة مع فرنسا بأن موضوع المحكمة لم يطرح. هناك اهتمام فرنسي بلبنان بشكل عام.. ولكن نحن منذ البداية قلنا لهم ما قلناه لادارة شيراك في السابق.. لا يمكن أن تمر العلاقة الفرنسية السورية عبر لبنان.. هذا الشيء مرفوض.. وهذا الشيء الان هناك تفاهم حوله ولكن نحن نقدر العلاقة الفرنسية اللبنانية وهي ليست ضارة وليست بالضرورة أن تكون ضد مصالح سورية.. بالعكس.. اذا كان هناك تفاهم سوري فرنسي فهذا يخدم العلاقة اللبنانية السورية واللبنانية الفرنسية ولكن لا يوجد أحد مشرف على العلاقة السورية اللبنانية لا بالتفاصيل ولا بالعناوين.. ولا نقبل بهذا الكلام وهذا الكلام أيضا سمعوه مني أنا شخصيا بشكل واضح منذ زيارتي الاولى الى فرنسا مرورا باللقاءات المختلفة معهم.. العلاقة مع لبنان وعن علاقة سورية مع بعض القوى في لبنان وما يسمى قوى 14 آذار في ضوء الحديث عن لقاءات الكويت قال السيد الرئيس.. اذا كانت هذه القوى تراهن دائما على التوازنات الاقليمية والخارجية فبكل تأكيد ستنعكس قبل كل شيء.. أو قبل أي شيء آخر.. سيكون لها انعكاسات مباشرة.. أما القوى التي تراهن على لبنان.. لبنان الوطن.. المستقل.. القوي.. فهي لا تتأثر بمثل هذا النوع من العلاقات.. طبعا.. اذا كان هناك علاقات عربية عربية جيدة فهي ستنعكس ايجابا على أي دولة عربية بشكل غير مباشر.. ولكن ليس بشكل مباشر.. الانعكاس المباشر وبالتفاصيل هذا يعني أن هذه القوى تربط مصالحها ومصالح البلد بالخارج وليس الداخل. وتابع السيد الرئيس حول موضوع العلاقات الدبلوماسية بين سورية ولبنان .. هل لديهم توقيت معين كان يجب أن تعين فيه سورية سفيرا لها في لبنان.. لا يوجد تأخير.. هناك عملية تمر بشكل طبيعي.. فتحت السفارة.. أرسل دبلوماسيون.. بدؤوا عملهم.. هم الان يقومون بعملية تأسيس لهذه السفارة.. لاحقا سوف يتم تعيين سفير.. بالعكس.. عملية تعيين سفير وفتح سفارة هي أسرع من أي عملية أخرى بالنسبة لنا في سورية.. ولكن مؤكد أنه لو لم يكن لدينا رغبة في ارسال سفير لما كنا فتحنا سفارة.. ولو لم يكن لدينا رغبة في ارسال سفير لما تمكن كل هذا العالم من أن يجبرنا على ارسال سفير الى لبنان. وتساءلت «المنار» عن الاتجاهات التي تذهب اليها المنطقة اليوم سواء كانت تسويات أم حروب فقال السيد الرئيس.. نرى أملاً أكبر بالتسويات وليس بالحروب.. بعد أن ذهبت الادارة التي تبنت بشكل رسمي مذهب الحرب الاستباقية.. الذي هو مذهب حرب فقط.. نأتي على ادارة ترفض هذا مبدئيا وتحدثت عن رغبتها بالانغماس بالسلام.. فالمؤشرات أكثر ايجابية.. ولكن أعود وأقول.. علينا أن نبقى حذرين.. وألا نبالغ بالتفاؤل.. هناك توازنات كثيرة داخل الولايات المتحدة نفسها.. لا نعرف ما هو الدور الاوروبي بعد.. أوروبا لم تحدد هويتها المستقبلية حتى الآن.. ونحن نسألهم ماذا تريد أوروبا.. لا يوجد وضوح.. هناك توازنات لم تظهر على مستوى العالم.. فسيبقى هناك تبدلات وتغيرات.. ولكن أكثر باتجاه تسوية وليس باتجاه الحروب. .. أشكرك سيدي الرئيس على الاستضافة الكريمة وعلى رحابة الصدر وعلى الوقت الذي منحتموه لنا.
|