ورفض الخضوع والإذلال، والدفاع عن الحقوق العربية والوطنية، والإنسانية للانسان في بلدهم وكل البلدان. التعامل مع الآخرين برقي واحترام لذلك ليس مستغرباً وقوف الشعب التونسي مع الشعب السوري في كفاحه ضد الإرهاب، هذا الإرهاب الذي جمعوه من أصقاع الأرض، وأرسلوه إلينا من أجل تدمير البلاد. مدوه بالمال والسلاح، وسخروا لمصلحته المئات من وسائل الإعلام. قنوات التضليل وأخبار الكذب والتلفيق وتشويه الحقائق لما يجري على أرض سورية من قتل وتخريب، تقوم به عصابات القتل والإجرام، ثم ينسب إلى قوى الأمن وحفظ النظام. ما يقوم به هؤلاء الإرهابيون لا تصدقه العقول، ما قام به المتطرفون في الجزائر القرن الماضي نهاية السبعينات وبداية الثمانينات، كان أقل فظاعة مما يحصل في بلدنا بعشرات المرات. تلك الأعمال التي لاقت آنذاك استنكاراً عربياً ودولياً ومن أغلب المنظمات الدولية وجمعيات حقوق الإنسان وتم تقديم المساعدات الى الحكومة الجزائرية في ذلك الوقت للتخلص من تلك العصابات. أما في سورية يتجمع المتطرفون الإرهابيون الذين أتوا من كثير من البلدان وبتشجيع من الحكام أو بتضليل من الاعلام أو إغراء بالمال أو تنفيذ لأوامر قادة الاجرام.
أيمن الظواهري ملاحق من الغرب وأميركا وفي الجبال والوديان وفي كل مكان لكن عندما يدعو مقاتلي القاعدة والمتطرفين بنداء علني وبالاعلام من أجل الذهاب الى سورية «للجهاد» أي لقتل السوريين الذي يؤيدون النظام وتخريب ممتلكاتهم والسطو على الممتلكات الخاصة والعامة وبفتاوى تشرّع القتل وخطف النساء والرجال، وارتكاب الجرائم بفظاعة لم يعرفها الانسان هنا يعد من الثوار، إن في ذلك إساءة للثورات والثوار وقيم الإنسان. المجرمون القادمون إلينا تحت شعار «الجهاد» لتحقيق الخلافة الاسلامية، وإنشاء الامارات الاسلامية فسورية ليست المكان المناسب لتحقيق هذه الأحلام.. هذه الأوهام.
كفاكم دجلاً يا حكام الخليج، أنتم حكام لشعوب تعاني الظلم والاضطهاد أنتم محكومون من قبل الصهيونية والاستعمار لأن كل ما تقومون به يؤدي الى تفتيت البلاد. كي تنعم اسرائيل بالأمن والاستقرار. دماء السوريين تسيل ليل نهار بسبب أموالكم التي ترسلون والسلاح الذي تقدمون الى القتلة المجرمين، إعلامكم يزور الحقائق ويشوه الوقائع ويضلل المشاهد لقد سبقتم مسيلمة الكذاب وتفوقتم على أبي جهل في الغدر والنكران فيا شعب الخليج حكامكم أداة بيد الأعداء يعملون على تصفية القضية الفلسطينية والقضاء على المقاومة وبسورية يغدرون وهم في حقدهم عليها ماضون. لماذا..؟! لأنها ترفض المخطط الأميركي الصهيوني؟! الذي يهدف الى تقسيم المنطقة، وتفتيت أجزائها المقسمة كي تزول أمتنا من بين الأمم التي يمكن أن يكون لها دور فاعل على هذا الكوكب في أي مجال من المجالات؟! أم أنهم «حكام الخليج» يخافون على عروشهم إذا ترددوا في تنفيذ ما يطلبه الأميركيون وأبناء صهيون؟! إنها المعركة الكبرى إما أن نكون أو لا نكون.
فيا أبناء الشعب العربي العظيم: وهنا لا أقصد العرق العربي فقط، وإنما أبناء المنطقة جميعاً فعلى كل منا أن يفكر بحس المسؤولية تجاه مستقبل الأمة والبلاد ويقوم بما يمليه عليه واجب الدين والأخلاق فهؤلاء القتلة المجرمون، لا يريدون الإصلاح أو محاربة الفساد، يريدون الوصول الى السلطة بالقتل والتدمير والارهاب.
فالمشكلة في سورية ليست بين المعارضة والنظام، وإنما المشكلة مع الإرهاب الذي يدعمه أشخاص في الخارج مرتبطون بالمخططات الأميركية الصهيونية فالمعركة في سورية هي معركة الأمة ضد الأعداء وضد الإجرام.
كل الحب والتقدير إلى الشعب السوري العظيم، إلى الشباب الذين يعملون ليل نهار في الوطن وخارج البلاد، من أجل أن يبقى وطنهم حصيناً عزيزاً والكرامة تُصان.
إلى الأصدقاء أفراداً كنتم أم حكومات، إلى كل الأحرار الشرفاء الذين عملوا ويعملون معنا، من أجل وقف ظلم قوى الاستكبار وإجرام قوى الإجرام إليكم جميعاً تحية الوفاء والإكبار. إلى الجيش الباسل الأبيّ الوفيّ الذي يعاني منذ بداية الأحداث، في مواجهة من لا يستطيع أن يستخدم القسوة عليهم في القتال، لأنهم غير واضحين للعيان، يختلطون مع الأبرياء، ويرتكبون الإجرام، يقتلون، يخربون، يخطفون، يحرقون، ويقطعون الأشجار، يستخدمون أدوات الإجرام من محكومين، وملاحقين، وممن يتعاطون المخدرات، ومن مهربين، ولصوص وعصابات.. إنها ليست المعركة التي عُدّ إليها الجنود الأبطال.
إلى ذوي الشهداء الذين قال عنهم الرئيس الخالد حافظ الأسد إنهم أكرم من في الدنيا وأنبل بني البشر، نقول إن الشهداء هم الشرفاء في معركة الخير ضد الشر، وذلك منذ قتل قابيل لأخية هابيل مروراً بصلب السيد المسيح، إلى آخر شهيد على تراب الوطن العزيز. إن الشهادة أقوى بكثير من كل تعبير، إنها صرخة وصفعة قوية على وجه المجتمعين كي يقرروا عن الشعب السوري ما يريد وما لا يريد.