تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


نتنياهو يجمد فعلاً .. بناء المنازل الفلسطينية !

هآرتس
ترجمة
الأربعاء 20-10-2010م
ريما الرفاعي

لا شك أن بنيامين نتنياهو محق في وجهة نظره التي تقول: إن «البناء المعتدل والمنضبط في الضفة الغربية لن يؤثر بشيء على خارطة السلام». فالحديث يدور هنا عن مشكلة انسانية لعدة آلاف من الأزواج الشباب الذين يبحثون عن سقف يأويهم .

ماذا يريد العالم منا ؟ هل نأمر بتجميد الولادة وراء الخط الاخضر؟ ألا نبني للأطفال حضانة أو روضة اطفال أو مدرسة؟ كيف يمكن أن يفكر أحد بأن يمنع الأغيار على اليهود بناء كنيس في مدينة الآباء؟ أمن أجل هذا أقمنا دولة يهودية؟ من يظن نفسه أوباما هذا؟ هل يريد أن يشترينا بالسلاح الضروري والضمانات الاستراتيجية؟ هل يتوقع أن يتوقع منا القبول بسيطرة أمنية بعيدة الأمد على غور الاردن مقابل التخلي عن «البناء مدة ستين يوماً كاملة؟ وهو بناء لا يؤثر أبداً على خريطة السلام !.‏

لو كنت مكان الرئيس محمود عباس لكتبت لنتنياهو اليوم الرسالة التالية: «سيدي رئيس الحكومة، أنا أتفهمك. لا يجب التوقف عند بضع مئات من الشقق للأزواج الشباب ومجموعة من رياض اطفال. فعندي ايضا أولاد وأحفاد. في غضون سنة سنوقع على اتفاق يرسم الحدود الدائمة ويحل قضية المستوطنات. هيا ننسى عدم التزام حكومة اسرائيل الدولي الرسمي (في اطار «خريطة الطريق») بتجميد البناء في المستوطنات ، بما في ذلك حاجة الزيادة الطبيعية.‏

وأنا مستعد أيضا لتجاهل البؤر الاستيطانية التي أقمتموها على أراضي فلاحين بؤساء. بالمناسبة، وجدت في الأرشيف أنك وعدت في كانون الثاني 2006 في الخطاب الذي ألقيته في هرتسليا بأنه إذا قررت حكومة شارون اخلاء البؤر الاستيطانية فستحظى بتأييد الليكود. كما أنك قلت في خطاب بار ايلان إن هدفك هو اخلاء البؤر الاستيطانية غير المرخصة. وحسب معطيات حركة «السلام الآن»، أضيف منذ ذلك الحين الى البؤر الاستيطانية عشرات الكرفانات بل المباني الثابتة. وكل ذلك تحت نظر الجيش الاسرائيلي والادارة المدنية.‏

عندي شرط واحد فقط: بدل تجميد البناء لليهود، لنسمح بالبناء لجميع سكان المناطق. وفي المنطقة (ج )التي وافقنا بسذاجتنا الكبيرة على تحويلها الى سيطرتكم المطلقة، اضافة الى الحيلة القديمة التي تعلمتموها من العثمانيين ، فتعريف «أراضي الدولة» صادر منا .أكثر من مليون دونم أصبحت اراضي دولة اليهود. وآنذاك ايضا، في عام 1995، عندما وقعنا على هذا الاتفاق (اوسلو الثاني)، الذي أعطاكم 60 في المئة من الضفة المحتلة وعدونا بأن ذلك أمر مؤقت. من المؤكد أنك تذكر أن ياسر عرفات وبيل كلينتون وقعا في سنة 1998 معك على اتفاق «واي ريفر» الذي كان يجب أن ينقل الينا 13 في المئة من المنطقة (ج) لكن المستوطنين أجبروك حينذاك على رمي الاتفاق في سلة القمامة. وفي النهاية لم يساعدك ذلك وخسرت الحكم.‏

في هذه المنطقة يعيش أكثر من 70 ألف فلسطيني تسوء أحوالهم بسبب سياساتكم. وحسب معطيات وزارة دفاعكم، تم رفض 94 في المئة من طلبات هؤلاء السكان لرخص البناء، بما في ذلك بناء المدارس وحتى المراحيض. واعذرني على ذلك. ولأنه لا مناص لهم فإنهم يبنون بلا تراخيص وعندها تهدم الإدارة المدنية مبانيهم. عندي أنباء تهمك . توجد في رام الله ايضا زيادة طبيعية. طوال السنين التي سيطرتم فيها علينا، لم تبنوا في المناطق حتى قرية واحدة. الآن، ونحن نبني مدينتنا الأولى قرب رام الله، تخاف من المستوطنين ولا توافق أن يمر الشارع الى مدينة (روابي) بالمنطقة (ج) .‏

وحسب المعلومات التي أتلقاها من شرق القدس،فإن زحام السكن عندهم (أي عندكم، فأنت تقول: إن حكم القدس كحكم تل ابيب) بدأ يشبه الوضع في قطاع غزة. وينشط رئيس البلدية نير بركات كثيرا في اصدار أوامر هدم أكثر من اجازة رخص البناء للفلسطينيين، حتى وصل النقص في الشقق شرق المدينة الى عشرة آلاف وحدة. بل إن محكمة العدل العليا عندكم وبخت وزارة التربية بسبب التخلف الهائل للفصول الدراسية.‏

وكما قلت، يا سيدي فإن الحديث في النهاية هو عن «بناء معتدل ومنضبط ولا يؤثر أبداً علي خريطة السلام». وأنا على ثقة بأنك لم تقصد البناء من اجل الاطفال اليهود وحدهم. هيا إذاً نوضح للجميع في كل مكان هذه الحقيقة، فنحن كما تقول، سنصنع السلام خلال عام واحد».‏

 بقلم: عكيفا الدار‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية