تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


ندوة..المرأة العربية في النضال الوطني والقومي

مجتمع
الأربعاء 20-10-2010م
متابعة :علاء الدين محمد

« إذا كنا نريد لبلادنا أن تنمو وتزدهر، ولشعبنا أن يحقق النصر فلابًّد للمرأة أن تأخذ دورها كاملاً، وأن تتهيأ لها العوامل التي تمكنها من أخذ هذا الدور بشكل غير منقوص» من أقوال القائد الخالد حافظ الأسد. المرأة منذ الأزل وهي ملازمة للرجل بالنضال، جنباً إلى جنب معه في كل المواقع والميادين،

الملمات والحروب التي عصفت بالأمة تؤكد ذلك. في ثقافي المزة أقيمت ندوة بعنوان دور المرأة العربية في النضال العربي والقومي شارك فيها كل من جميلة حمدي عباس - سهام رحال- منيرة حيدر- بدأت الندوة السيدة جميلة حيث أشارت إلى نضالات المرأة منذ الاحتلال البريطاني والفرنسي لوطننا العربي حتى أيامنا هذه، المرأة بدأت تعي دورها وأهميته في بناء الإنسان وإعداده إعداداً جيداً للذود عن أرضه، وأصبحت تشارك في الأوضاع السياسية والاقتصادية ،ولم تقتصر مشاركتها النضالية مع الرجل في السر، بل أصبحت في كل المحافل تلازم الرجل، فكم من المناضلات في المعتقلات والسجون ، وكم من المجاهدات خلٍّدت في سجل التاريخ ولايمكن أن تذكر حقبة زمنية جرت فيها معركة إلا بذكر أسمائهن الذي اقترن مع تلك الحقبة التاريخية فتاريخنا مليء بالمناضلات أمثال جميلة بوحيرد- وليلى خالد، ونساء عديدات ولقيت المرأة دوراً في النضال القومي الإعلامي كصحفية تبرز وتظهر الوحشية والهمجية للاحتلال سواء في العراق أو فلسطين أو لبنان أو في بلد إسلامي فهناك الأسيرة والاستشاهدية والناشطة التي تتعرض إلى أبشع المعاملة والتي تلقى القتل على أيدي المتطرفين والشواهد على ذلك كثيرة.‏

نضالها بعد النكبة‏

أما سهام رحال تحدثت عن نضال المرأة الفلسطينية بعد النكبة وتشتت الشعب العربي الفلسطيني ، حيث نوهت أن النكبة وجهت ضربة مؤلمة للبنية التحتية للمجتمع الفلسطيني أدت إلى خسارة المرأة دورها الإنتاجي، وخلق لها أعباء جديدة، كما خلق ظروفاً أدت إلى ممارسة سلوكيات لم تستوعبها المفاهيم والقيم والعادات في القرى مثل اضطرارها للعمل خارج الأسرة، مع ما رافقها من تفشي البطالة والفاقة والحرمان والمعاناة ، رافق ذلك انتقال نشاط المؤسسات النسوية لتشمل المخيمات بالتالي تصاعد مشاركة المرأة الفلسطينية سياسياً فقامت بدور هام وعفوي في تأجيج المشاعر الطبقية والاجتماعية الأمر الذي شكل مدخلاً واسعاً لاندفاع أبناء المخيمات لمشاركتهم النوعية في صفوف الحركة الوطنية الفلسطينية، كما تم تأسيس العديد من النوادي والجمعيات، كما تم تأسيس الاتحاد النسائي العربي الفلسطيني بمبادرة من السيدة وديعة خرطبيل والذي قدم العديد من الشهيدات، إلا أن دور المرأة الفلسطينية من حيث التنظيم في مخيمات الضفة والقطاع والشتات لم يكن ملموساً حتى عام 1964‏

مرحلة الانتفاضة الأولى‏

مع تفجر الانتفاضة الأولى عام 1987 ودخول كوادر المنظمة بما فيها اتحاد المرأة الفلسطينية إلى الضفة والقطاع تطور دور المرأة في سياق المشاركة الشعبية الواسعة على مستوى جميع مناطق الضفة والقطاع أدى إلى تشكيل المجلس النسوي الأعلى، ترافق ذلك مع بروز دور المنظمات الأهلية وغير الحكومية، ولقد كان للمرأة دور بارز وملموس في مقاومة الاحتلال التي قدمت حوالي 7٪ من الشهداء و2٪ من الجرحى وأكثر من /500/ معتقلة بالسجون الإسرائيلية، وتميز هذا الدور النسوي بطابعه العفوي المنظم، ومع هبوط وتيرة النضال العفوي تأسس العديد من المنظمات النسائية غير الحكومية بعيداً عن الأحزاب والفصائل، فقد تشكل في مطلع التسعينيات تنظيم نسوي في مدينة حيفا اسمه الفنار وهو تنظيم مستقل ركز على أن التحرير الوطني القومي لابد أن ينطلق من ضرورة تحرير المرأة وذلك من خلال عملية تغيير اجتماعي طويلة ومتراكمة، وعلى الرغم من وجود معوقات كثيرة فهناك المئات من النساء الطليعيات اللواتي ساهمن في مسيرة النضال الوطني والقومي للتخلص من كل الموروثات السلبية .‏

سلسلة المناضلات تتوالى‏

وختمت الندوة الكاتبة منيرة حيدر مشيرة إلى أن سلسلة المناضلات متتالية منذ فجر التاريخ بلا حدود مسكونات بالهم الوطني والقومي لا يتزعزعن لريب الدهر مصممات على المضي قدماً حتى انتزاع الأمل الذي يصنع الفرح ولو من بين شظايا النفس الممزقة كي يضعن حداً لهذا الكمد ، ويرسمن خارطة وطن ليس فيها حدود من شروق اليمامة حتى غروب المحيط ، من المناضلات التي شكلت أحد أهم مداميك النضال القومي / ماري عجمي/ في المؤتمر الوطني الأول والذي كان له بريق خاص حيث أرّخ المؤرخون فيه مرحلة نضالية وطنية وقومية اتسمت بطابع الاستقلال الوطني وأرّخوا دعوة ماري عجمي لقيام الوحدة العربية الشاملة ، وأشارت السيدة منيرة إلى شهادة الشاعر الكبير بدوي الجبل حين سئل رأيه بماري عجمي كان الجواب:« خذوا عني هذه الشهادة ماري عجمي مي زيادة»، وهي أول امرأة حاورت جمال عبد الناصر لمدة ثلاث ساعات حول الوحدة بين القطرين الشقيقين ، أيضاً هناك المناضلة ثريا الحافظ التي أطلق عليها الرئيس جمال عبد الناصر لقب المجاهدة السورية في مصر، وظلت تناضل في مصر حتى أضناها الشوق والحنين إلى سورية فقررت العودة إلى دمشق.‏

وقال لها الأديب والشاعر المغربي/ محمد بينيس/ في حفل تأبينها لابد أن تقدم عرفاناً تاريخياً لهذه المرأة وهذا أقل ما يمكن أن نقدمه تقديراً لما قدمته للتاريخ وللمجتمع وللحضارة الإنسانية.‏

وهناك مناضلات عربيات أمثال عادلة بيهم الجزائرية- وسعاد عبد الله وغيرهن...‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية