وملفنا هذا يحمل في طياته شكوى جاءت من احد المواطنين في مدينة داريا بريف دمشق فحواها تلوث مياه الشرب واختلاط الشبكة الداخلية بشبكة الصرف الصحي ووجود نترات الازوت ما جعلها غير صالحة للشرب وللاستعمال البشري وفق ما ورد بالتحاليل المخبرية التي اجريت في مخابر حكومية كما تقول الشكوى.
وللوقوف على حقيقة ا لامر توجهنا للسيد المهندس هيثم غنيم معاون المدير العام لمؤسسة المياه والصرف الصحي بريف دمشق الذي افادنا بقوله: في عام 2003 تمت دراسة عميقة لشبكة مياه مدينة داريا من قبل مديرية مياه الشرب بوزارة الاسكان والتعمير لاستبدال الشبكة ا لقديمة باخرى جديدة اذ بلغ الطول الاجمالي للشبكة 91 كم خطوط رئيسية مع خطوط فرعية وايضا استبدال الشبكة الداخلية والوصلات المنزلية والقساطل والاكسسوارات المستخدمة في الاستبدال جميعها من الفونت المرن والبولي ايتلين اضافة الى بناء اربعة خزانات عالية مسافة 500 م وكلف هذا المشروع 143 مليون ليرة سورية.
بشرى سارة
وعن البدء بمشروع استبدال الشبكة أفادنا السيد المهندس بقوله: بتاريخ 27/2/2005 تم الإعلان عن استبدال مياه شبكة داريا بكاملها ومدة تنفيذها 270 يوما وتم التعاقد مع مؤسسة معادن لتأمين الاكسسوارات والقساطل اللازمة لهذه الشركة ويتوقع البدء بالعمل بداية الشهر الخامس.
تحاليل مخبرية
وعن التحاليل المخبرية التي اجريت لمياه مدينة داريا للتأكد من مدى صلاحيتها للشرب والاستعمال البشري قال المهندس غنيم:
بتاريخ 20/2/2005 قامت لجنة مشتركة من عناصر مخبر مؤسسة مياه ريف دمشق مع عناصر مديرية صحة ريف دمشق بجولات ميدانية لشبكات الريف كافة ومن ضمنها شبكة مياه مدينة داريا واخذت عناصر اللجنة عينة من مياه الشبكة للتحليل جرثوميا وكيماويا وكانت النتيجة سلبية اي ان المياه صالحة للشرب والاستعمال البشري من الوجهة الجرثومية لكن نسبة القساوة عالية 44% ما جعلها غير مستساغة للشرب من قبل المواطنين.
مصدر مياه مدينة داريا
وحول المصدر الرئيسي لمياه داريا تابع المهندس غنيم قوله:
في الشهر السادس 2004 وردت مياه مدينة داريا من بلدة ريمة الواقعة في جبل الشيخ وهذه المياه تغذي مدينة داريا واشرفية صحنايا وصحنايا والمعضمية وسيتم استبدال الشبكات القديمة لهذه البلدات بالتتابع 2005-2006 للوصول الى ا فضل النتائج في وقف الهدر نهائيا الذي قد يحصل في الشبكات القديمة ووضع كامل كمية المياه الواردة في الشبكات الجديدة في خدمة المواطنين واستهلاكاتهم.
اما المحطة الثانية كانت مع رئيس وحدة داريا المهندس امجد غندور الذي افادنا بالقول:
منذ عشرات السنين ومياه مدينة داريا تعاني من ارتفاع نسبة الكلس فيها الامر الذي جعلها غير مستساغة للشرب بسبب عسرها يبلغ عدد سكان مدينة داريا 100 الف نسمة تقريبا وعدد المشتركين بمؤسسة المياه 15000 مشترك لهذا فالمياه الواردة من منطقة الريمة لاتكفي لسد حاجة السكان بسبب نسبة الهدر التي تتجاوز 50% من كمية المياه التي تضخ يوميا الى الشبكة اذ نحتاج يوميا الى اكثر من 10000 م3 من المياه لتغطية حاجتهم الامرالذي اضطررنا الى مزج مياه منطقة الريمة مع مياه الآبار الجوفية الموجودة ضمن المدينة وهذه الاخيرة ذات عسارة عالية وقاسية ما جعلنا نزودها بمادة معقمة هيبوكلوريت الصوديوم وهذه العملية مؤقتة ريثما يتم الانتهاء من تنفيذ اعمال استبدال الشبكة.
دراسة جديدة
وعن الخطة المستقبلية لمياه داريا ومعالجتها تابع السيد غندور قوله:
بسبب ازدواجية الخطوط وقدم شبكة المياه واهترائها فاننا سنعالج المشكلة المتفاقمة باستبدال هذه الشبكة كاملة والتي تجاوز عمرها 40 سنة ومعظم قساطلها من الاترنيت والحديد المزيبق.
وهنا لابد من الاشارة الى انه يوجد في مدينة داريا منهلان لتعبئة مياه صافية توزع مجانا من منطقة الريمة والمياه متوفرة دائما والحقيقة انه لايوجد اختلاط بين شبكة مياه داريا وشبكة الصرف الصحي وهذا ما اثبتته التحاليل المخبرية التي اجريت لاحقا.