|
أسلوب المعلم وأثره في رفع التحصيل الدراسي مجتمع إذ يؤسس لركيزة ينطلق منها التلميذ نحو مستقبله, أما المعايير التي تحكمه فهي كثيرة, بحكم المرحلة العمرية التي تستلزم الدقة كما الوعي من التعامل معها من نواح نفسية وتربوية وتعليمية, هنا أكثر من تجربة تشير إلى هذا الجانب. - فالطفل نور سعد الدين تأثر بأسلوب مدرسته ومعاملتها له فانعكس على ارتباطه بتلك المادة تحديدا دون غيرها إذ قال: ابتعدت عن دراسة إحدى المواد ولم أقرأها أو اطلع عليها لمدة طويلة كون المعلمة ظلمتني وعاقبتني بدون أي ذنب, لكنها تغيرت فيما بعد في تعاملها معي وأخذت تهتم بي وتدفعني للمشاركة في الصف فعرفت بأن المدرسة لا تكرهني وتلك العقوبة كانت عابرة وكنت سأكره المادة لو أنها استمرت معي بنفس الطريقة. - أما الطفل أحمد الشيخ ابراهيم قال: لدينا أكثر من مدرس وجميعنا نرغب بالمدرس الذي يعاملنا برفق ولين, أما من يصرخ علينا لمجرد الالتفاتة فإننا نتشاءم من دروسه فخوفي من ذلك المدرس الذي يهددنا بالضرب يمنعني من التركيز على مادته وحتى أنني أشعر بأن حفظي لها بسبب الخوف دون أن تترسخ في ذهني وما أفكر فيه أن أحمي نفسي من العقوبة فقط. اللين يعطي نتائج أفضل - حول الأسلوب السليم مع التلاميذ التقينا أكثر من معلم وكانت البداية مع المعلم عبد الله الدهب فقال: إن كان بعض الطلاب مشاغبين, يمكن للمعلم أن يتبع أساليب متعددة لمساعدة الطلاب, حتى المشاغبين منهم لتجاوز حالتهم وتحويلهم إلى طلاب متفاعلين بالشكل الإيجابي, فالتعامل بالروح الإنسانية مع الطفل غاية في الأهمية وتقديم الابتسامة له لخلق الجو المريح أمر ضروري, أما التعامل باللين فيؤدي إلى نتائج أفضل بكثير من المبالغة في القسوة, فإن كان لابد من ممارسة العقوبة للحالات الصعبة, فليكن الحرمان المناسب لحجم الخطأ, فمن الضروري أن يدخل المدرس إلى الصف بمزاج حسن, مما يساعده على إدارة صفه بالشكل المناسب, ويتمكن عبر ذلك توجيه تلاميذه ودفعهم للتعبير عن أنفسهم بعيدا عن الخوف أوالتهديد. تطوير الطفل يتطلب تعاملا مختلفا - تقول المدرسة آمنة بيطار: رغم أننا نعاني من شغب بعض التلاميذ, لكن على المدرس أن يكون صبورا ودقيقا في معالجة مشكلات الطلاب كي يستوعبهم, ويحل مشكلاتهم ويساعدهم لتخطيها, بعيدا عن زيادة الضغوط على ذلك الطفل ومن تجربتي كمدرسة أدرك أن أي طفل يملك المقدرة, وأهلاً للتعلم والتدريب والتحصيل الجيد, وبالتالي يمكن أن يكون هناك مشكلات متنوعة هي السبب في أن يكون مشاغبا أو عدوانيا, مما يتوجب مساعدته بالشكل الملائم, وليس معاقبته بالضرب, أو حتى التهكم أو التجريح أمام زملائه. أما مقولة »العصا لمن عصى« لم تعد مفيدة في أيامنا هذه, وعبرت في أحيان كثيرة إذا ما عرضت حوارات في التلفزيون حول الطفل وحقوقه, فإن ابنتي الصغيرة, تقول لي بتهكم: اسمعي ماذايقولون عن الطفولة,وهذا الحل يعني أن طفلنا يمكنه أن يفهم علينا بالحوار الإقناع, ما يتوجب علينا عدم إهمال هذه الوسيلة, ومتابعة الطفل للوسائل الإعلامية والتكنولوجية يفرض تعاملا مختلفا وأسلوبا ناضجا. الأساليب التربوية السليمة - الآنسة هيفاء أحمد علم اجتماع قالت: الطفل عالم بحد ذاته وكلما أحسنا التعامل معه كلما أخذنا بيده نحو شخصية أكثر توازنا مع محيطه, وبالتالي فإن الاسلوب المتبع في المدرسة يجب أن يتحلى بالوعي والثقافة لذلك الطفل ,يجب أن نمنحه الثقة بنفسه بقدراته ثم تقديم الدعم والتشجيع له ومساعدته على توظيف قدراته, والابتعاد عن المقارنة التي تثير العدوانية في نفسه وليس التنافس الإيجابي مع زملائه دون أن ننسى أن ننزع بذور الغرور لدى الطالب الذكي, بالابتعاد عن الثناء عليه باستمرار, هذا ولابد من التأكيد على دور النقاش في الصف والاستنتاج الجماعي كمحاولة لخلق الحوار بين الأطفال بالإضافة إلى الثقة بالنفس أما التعنيف أو التجريح فلا يزيدان الطفل إلا توترا وقلقا ينعكس على سلوكه ودراسته أما بالنسبة للأطفال العدوانيين أو الكسالى أوالمشاغبين فيجب فهم مشكلاتهم, حيث كثير من الطلاب يشاغبون للفت النظر إلى وجودهم. وهناك أيضا بيئة أسرية غير سوية, تجد طريقا سهلا إلى شخصية ذلك الطفل والتي تتجلى بصور من العدوانية والتجرد. أخيراً إن الأساليب السليمة لمساعدة التلاميذ كثيرة, وعلى المدرس أن يتبعها, ويظهر اللين والتساهل ويستخدم الحوار وإذا لم يتجاوب ذلك الطفل لتلك الأساليب التربوية فتكون المشكلة ليست من مسؤولية المدرسة.
|