أجابت أخرى بعصبية : علينا أن نوحد ألعابهما , فلا يجوز أن نختار لها لعبة ( فلة وباربي) و( بات مان وسوبر مان ) له ..
في مكان آخر تساءلت احداهن بدهشة : لماذا لانكف عن تعليم الفتاة ان تكون جميلة وطيبة , ونطالب الولدبأن يكون قويا متميزاً ..
بغضب نبهت متحدثة الجميع إن بقينا نحاول حماية البنات ونداري عليهن ( خوفا منهن وعليهن ) في حين نطلق الصبية في كل الأمكنة وبكل الأوقات .. عندها سنبقيهن في دائرة مفرغة وربما نعطل امكانيات كثيرة عندهن !!
هذه بعض المفردات والمشكلات التي تراها بعض شاباتنا - عقبة في مسيرة تحقيق تنمية كافية للمرأة في بلادنا.
ترى إلى أي حد أصبن في ذلك أو أخطأن ?!
هل هي حقا البدايات التي ساهمت بعدم تمكين المرأة من دورها بما تحمله هذه المقولات من مخلفات إرثية واجتماعية قديمة .. وهل هي خاطئة وغير صحية الى هذا الحد ..
ألا يحق لنا القول: انه من الطبيعي اختيار اللون الزهري للمولودة والأزرق للمولود , فلو غيرنا اللون هل يختلف جنس كل منهما وهل يتغير دورهما الحياتي فيتبادلان طبيعتهما (الفطرية ) التي خلقا عليها .. والوظيفة التي من أجلها جاءا الى العالم ..
ألا يمكننا اعتبار الأسباب السابقة ضرورية ومهمة وجاءت في السياق العام لطبيعة كل منهما بدءا من اللون وانتهاء بالحماية ?!
المهم فيما طرح بالنسبة لي .. هو النظرة البسيطة عند بعض نسائنا وتحميل القضايا تلك أكثر ما تستحقها.
أعتقد أن الأهم ليس امرأة مقابل رجل .. المهم هو امرأة ورجل مقابل ظروف حياتية ومستقبلية وتطلعاتهما معا ..
لم تعد ( اللعبة ونوعها ونسبها ) هي المشكلة فالله أكد هذا التمايز ولكنه لم يمنع اطلاقا التميز ولم يجعله مذكراً ..
سنوات طويلة مضت استطاعت فيها المرأة الحصول على العلم وبأعلى درجاته .. ودخلت المجالات كلها ووصلت الى أعلى المراتب .. ولم تكن ظرفا طارئاً انما ضرورة اقتصادية واجتماعية وتربوية, فمشاركة المرأة في الحياة العامة والعملية لم تعد مجرد دعوة انها تحصيل حاصل لسياسات دمجها بالحياة .. وبكل المناحي ..
يبقى التغيير الكبير والذي سيكون الحلم والأمل وهو السعي لتكريس هذا الواقع وتفعيله من خلال سد الثغرات ,ودراسة جديدة لبعض القوانين بما يخص المرأة (كزوجة وأم وعاملة) ..
وربما التحدي الأكبر هو كيف نمكنهما (البنت والصبي ) ومن خلال مناهجنا بما يواكب ( تطورهما الفكري والمعرفي والمعلوماتي)..
وكيف نمكنهما ( معاً ) من التواجد في أسرة تعي حقوقهما وتكون قادرة على تأمين معيشة أفضل من خلال بيت صحي - وبيئة صحية .. وما السبيل لجعل طاقاتهما تصب في إطار من البحث العلمي والثقافي والرياضي ولاتتعثر هذه الطاقات أمام التقاعس والتكاسل واللامبالاة .. ونلقي الضوء على التجارب المضيئه لجعلها مثالاً ..
ليس المشكلة في اللونين المختلفين .. أيتها النساء الصغيرات .. إنما في كيفية جعلهما متناسقين متكاملين .. ومتوهجين .. وقادرين على العطاء الى أقصاه.