بحق تربة الجولان السوري المحتل من تجريف وحرق ودفن النفايات ومصادرة مئات الدونمات واقتطاع مساحات واسعة وتسييجها لاغراض عسكرية كحقول رمي وتدريب ومنشآت عسكرية وامنية اضافة الى محاربتها للهواء والماء والاشجار ..)
وللاطلاع على التلويث البيئي الصهيوني للجولان المحتل حدثنا السيد نواف الفارس محافظ القنيطرة فقال: في الوقت الذي وقف فيه العالم ممثلا بالامم المتحدة ومنظماته وهيئاته ضد كل اشكال التخريب البيئي الاسرائيلي المتعمد والاستيطان وتهويد الجولان ارضا وسكانا, مضت سلطات الاحتلال قدما- منذ احتلالها للجولان عام 1967 - الى تلويثها بعشرات البؤر والمراكز الاستيطانية والجمعيات الزراعية والصناعية والسياحية المختلفة والتي شيدتها فوق انقاض ما دمرته بلدوزراتها وجرافاتها للبلدان والمدن والقرى والمزارع والرسوم في الجولان .
وشيدت ( اسرائيل) اكثر من 44 مستعمرة ومستوطنة في الجولان يحيط بها حوالى ( ستين ) معسكرا لجيش الاحتلال, ويتجاوز عدد المستوطنين 24 الف مستوطن صهيوني يعيثون في الجولان فسادا وتخريبا وتلويثا, حيث اقامت قوات الاحتلال مستعمرات صناعية وزراعية ومستوطنات اطلقت عليها اسماء عبرية, وتتوزع هذه الوحدات الاستيطانية بشكل حزامين, الاول :ممتد على شكل قوسين يبدأ من سفوح جبل الشيخ قرب بانياس باتجاه طريق مسعدة- القنيطرة- الرفيد- الحمة, فيما يتمركز الحزام الثاني في جنوب غربي الجولان عند حدود الرابع من حزيران 1967 بمحاذاة الشواطئ الشرقية لبحيرة طبريا وفق توزع جغرافي يتطابق مع توزع الاراضي الاكثر خصوبة ومياها .
واشار محافظ القنيطرة الى الممارسات الصهيونية الاستيطانية وخاصة مطلع القرن الحالي قائلا: في آذار 2002 سعت (اسرائيل) ضمن اطار ما أسمته (حلم الجولان ) باعداد البنية التحتية لأوسع حملة استيطانية تشمل بناء اكثر من ألف وحدة استيطانية, وتحدثت وسائل اعلام العدو عن سياسة حكومة الارهابي شارون الرامية لتنشيط الاستيطان اليهودي في الجولان,وذكر التلفزيون الاسرائيلي في نيسان 2003 ان مئات من الأسر ( الاسرائيلية) الجديدة تقدمت للحصول على اراض للاستيطان ووضعتها السلطات تحت تصرفها.
وعن حرب الابادة الصهيونية لتربة الجولان الخصبة اضاف السيد المحافظ: قامت حكومات الكيان الصهيوني المتعاقبة بتلويث الاراضي الزراعية الخصبة -وتحويلها الى مجمع لأحواض الصرف الصحي للمستوطنات كي تقضي كليا على الاراضي الزراعية المصدر الوحيد لمعيشة ابناء الجولان, وفي تموز 2002 اشعلت قوات الاحتلال الحرائق في عشرات الدونمات في الاراضي الزراعية شمال بلدة مجدل شمس الامر الذي تسبب بتدمير مساحات شاسعة من المراعي التابعة للبلدة,وانفجار عشرات الالغام وقتل الماشية.. وذلك في اطار محاولة لتوسيع المستعمرات والقضاء على مصادر الزراعة والمراعي .
وقد ظهرت في الاونةالاخيرة اصابات كثيرة للمزروعات التي يعتمد عليها الاهل الصامدون ولم تعرف اسبابها,ورفضت سلطات العدو تزويد الفلاحين بالادوية المناسبة او على الاقل التربة في الوقت الذي سمحت فيه للمستوطنين الحصول على الادوية الزراعية المجانية وخدمات المخابر الزراعية .
وبين السيد الفارس الممارسات اللاانسانية التي انتهجتها (اسرائيل) بحق الجولان والمتعارضة بالمواثيق والاعراف الدولية قائلا: ساهمت سلطات الاحتلال بشتى وسائلها غير الشرعية الى التلويث الناتج عن النفايات الكيماوية ونفايات المستوطنين ومعسكرات الاحتلال ومياه الصرف الصحي والمياه الناتجة عن المعامل والمصانع, والناتجة ايضا عن الاسمدة والمخصبات الزراعية والاسراف باستخدامها فضلا عن عشرات المعامل والمصانع والمنشآت المخصصة لانتاج التكنولوجيا المتقدمة والمنتجات الكيميائية والصناعات العسكرية السرية الثقيلة والجرثومية وغيرها .
ولا تزال (اسرائيل )تنفذ مشاريع استفزازية ضاربة بالقرارات والمواثيق الدولية عرض الحائط ولاسيما اتفاقية جنيف الرابعة الخاصة بحماية المواطنين العرب في الاراضي المحتلة, والقرارات الدولية لحماية البيئة وتوصياتها .
وامام هذا التحدي الصهيوني السافر للقرارات الدولية وللجمعية الدولية لحماية البيئة وبقرار حكيم من قيادتنا السياسية الحكيمة وعلى رأسها السيد الرئيس بشار الأسد احدثت مديرية شؤون البيئة في القنيطرة عام 2001 بهدف حماية بيئة الجولان من خطرها من التلوث ومعالجة المشكلات البيئية والحد قدر الامكان من خطرها وذلك عن طريق نشر التوعية كالبرامج التلفزيونية والندوات والمحاضرات والمواد الاعلامية المنشورة في صحافتنا المحلية مع تأهيل الكوادر المختصة وتفعيل دور اللجان الاهلية والمحلية .
واختتم محافظ القنيطرة حديثه قائلا: ان ممارسات (اسرائيل) لم ولن تحبط ارادة وعزيمة اهلنا الصامدين في الجولان بل تزيدهم اصرارا وعزيمة على المقاومة والتشبث بالارض والدفاع عنها بكل ما يملكون .