فعندما يكون هناك نشاط زلزالي ومسطح مائي فإن خطر حدوث موجات مد كبيرة قائم ولا يمكن الاستهانة به في اي مكان في العالم .
ويعود السبب الرئيسي للقلق بالنسبة لدول البحر المتوسط الى كونها منطقة اندساس اللوح الافريقي اي الصفيحة الجيولوجية الافريقية تحت اللوح الاورو آسيوي وتقع هذه المنطقة تحت منطقة جبال الاطلسي في شمال افريقيا من المغرب حتى تونس وتمتد في البحر حتى شمال صقلية .
وعلى مدى الف سنة سجلت حوالى عشرين حركة مد عالية في البحر المتوسط كان بعضها قاتلا كما في عام 551 ميلاديا على طول الشاطئ اللبناني السوري وفي مصر في القرن الرابع والقرن الرابع عشر وفي مسينيا بإيطاليا عام .1908
وتنتشر الصدوع والتشققات ايضا في طبقات الارض في حوض البحر المتوسط مثل اليونان, حيث يوجد صدع شبيه بصدع سومطرة يمتد من البحر الايوني حتى جزيرة رودس .
ويرى الخبراء ان 80 بالمائة من موجات المد الضخمة حاليا تحدث في المحيط الهادي وبين 5 الى 10% في البحر المتوسط و10% في المحيط الهندي وان موجات المد في البحر المتوسط هي اضعف قوة من المحيطين الهادي والهندي , ولكن هؤلاء الخبراء يؤكدون انه لا يمكن من الناحية النظرية استبعاد سيناريو مماثل في البحر المتوسط .
ويتوقع الخبراء ان يكون بحر مرمرة في تركيا مسرحا لموجة المد القادمة في البحر المتوسط , لان عرض المتوسط الف كيلو متر فقط, ويمكن لموجة مد ضخمة ان تعبره في ساعة او اكثر بقليل .
ويمكن ان يخلص المرء من كل هذا الى النتيجة التي تفيد بأن اتقاء شر موجات المد العاتية تسونامي التي ترافق الزلازل البحرية العنيفة هو امر غير ممكن الا باتخاذ الاحتياطات اللازمة عن طريق هندسة المصدات المرتفعة التي تحمي الشواطئ من تسرب مياه المد العالية الى داخل المدن وبالرغم من ان هذه الاجراءات بالغة الصعوبة الا انها الطريقة الوحيدة لوقاية اي بلد من مثل هذه المآسي المؤلمة التي شاهدناها .