وتسعى لاستدراك ذلك بالتعاون مع المنظمات الدولية والدول الصديقة المتطورة في هذا المجال لاسيما اليابان والمانيا وفرنسا وسويسرا .
وانطلاقا من ذلك تجري جامعة دمشق الابحاث وتؤهل الكوادر المتخصصة في ادارة النظم البيئية والامان الصناعي وتوجت ذلك بإحداثها ماجستير تخصصي في هذا المجال بالاتفاق مع جامعة بواتييه الفرنسية ,
وللتعرف على هذا التخصص وشروط القبول فيه, ومدة دراسته ومستقبل خريجيه التقينا الدكتورة ابتسام حمد وكيل كلية العلوم للشؤون العلمية الاستاذة بقسم البيولوجية النباتية التي اكدت بداية ان ادراك بلدان العالم المتقدم لاهمية وضرورة تأهيل اناس قادرين ضمن مواقعهم استشعار الخطر البيئي والاشارة اليه كان الدافع لإطلاق ماجستير تخصصي في ادارة النظم البيئية والامان الصناعي, والمقص ود بالتخصصي اي لايتاح لخريجيه متابعة دراساتهم العليا على اساسه بل يتم تأهيلهم ليعودوا الى مواقعهم ويبدأوا رحلة البحث عن المشكلات البيئية المحيطة بهم والتعرف على كيفية ادارة اي خطر يمكن مواجهته .
وعن الدافع لاحداث هذا الماجستير ومدة دراسته وطبيعته اشارت د. حمد انه قبل ثلاث سنوات تم احداث دبلوم تخصصي في ادارة الاخطار البيئية بموجب اتفاق تعاون مع جامعة بواتييه مدة الدراسة فيه سنة واحدة فقط تتضمن جانبا نظريا واخر عمليا تطبيقيا مدته اربعة اشهر وتم تخريج دفعتين ممن التحقوا به, لكن هذا العام تم تحويله الى ماجستير تخصصي بناء على طلب من الجانب الفرنسي الذي رأى ان سنة دراسية غير كافية لتأهيل الكوادر ودفعها الى سوق العمل بينما يتيح نظام السنتين فرصة اكبر لتحقيق ذلك ,وعليه تم تطبيق الماجستير هذا العام وزيادة عدد المقررات النظرية المطلوبة في السنة الاولى التي بدأ دوامها في شهر تشرين الاول ويستمر لنهاية آذار لتجرى في نيسان الامتحانات النظرية ويبدأ بعد ذلك الطلاب تدريباتهم العملية (ستاجاتهم ) ومدتها اربعة اشهر ,وفي السنة الثانية هناك ايضا مقررات نظرية لكن مدة (الستاج )تصل لستة اشهر .
واضافت د. حمد انه بموجب الاتفاق المبرم مع الجانب الفرنسي سيتم ايفاد الثلاثة الاوائل في السنة الثانية لإجراء ستاجاتهم في مؤسسات فرنسية على نفقتها ولا يتحمل الطالب سوى تكلفة الرحلة وبالفعل تم ايفاد ثلاثة في السنة الاولى واثنين في السنة الثانية للدبلوم اما باقي الطلاب فيتم توزيعهم على مؤسسات ومعامل القطاعين العام والخاص تبعا للموضوع الذي سيبحثون فيه وحسب اختصاصاتهم ( مشافٍ - معامل ادوية- شركات غذائية- مؤسسات قضائية...الخ) ,وغالبا ما نترك للطالب حرية الاختيار لكننا نساعده في تسهيل مهمته ومتابعته حيث توجد لجنة مصغرة مهمتها التواصل مع الطلاب ومحاورتهم وسؤالهم باستمرار عن المشكلات التي يرغبون بطرحها ومعالجتها كما نحاول خلال الدراسة النظرية لفت انتباههم لمواضيع يمكن تناولها وبحثها.
ونوهت د. حمد ان الجامعة توفر للطلاب امكانية القيام بزيارات ميدانية لبعض المواقع البيئية التي تسمح لهم بمقارنة التلوث الحاصل وازدياد وتيرته تبعا للنشاطات الانسانية حيث نتابع مثلا نهر بردى من المنبع الى المصب ويقوم الطلاب بأخذ عينات مائية من النهر لملاحظة التلوث الناجم عن النشاط الزراعي والصناعي وكذلك الصحي كلما ابتعدنا عن المنبع اضافة الى زيارات لبعض مصانع الادوية ومحطة معالجة الصرف الصحي في عدرا ومعمل معالجة القمامة..الخ, لأن الغاية الاساسية من هذا الماجستير هي الوقوف على المشكلات والرؤية الشاملة لها ,و(الستاج) المطبق في السنتين كافٍ لتطبيق ما اكتسبه من معرفة نظرية ومهارات عملية على معظم المشكلات بمختلف الشركات.
اما بالنسبة لشروط القبول بالماجستير ورسوم التسجيل فيه اوضحت د. ابتسام انه يحق لخريجي الطب ( بشري- اسنان- صيدلة) والعلوم والهندسات والحقوق وبعض فروع الاداب كالجغرافية والتاريخ والتربية- علم الاجتماع الانتساب لهذا الماجسيتر بعد اجتيازهم مقابلة تجرى لكافة المتقدمين تتضمن اسئلة علمية- اجتماعية للتعرف على شخصية الطالب وعلى ضوئها يتم وضع درجات من قبل اعضاء اللجنة المكونة من فريق فرنسي وسوري ثم تحسب الدرجات النهائية بعد مناقشة درجة كل طالب ,ويؤخذ متوسط مجموع ما وضعته اللجنة وترتب اسماء الطلاب وفقا لها وتعلن نتائج جميع المتقدمين التي يتم على ضوئها قبول 25-30 طالبا فقط وذلك حسب الاتفاقية المبرمة لتكون الاستفادة من الماجستير اكثر جدوى وفاعلية , ويشترط بالمتقدمين إتقانهم اللغة الفرنسية بالدرجة الاولى لكن نظرا لقلة اعدادهم تم قبول من يجيد اللغة الانكليزية شرط امتلاكه الرغبة والحماس لتعلم الفرنسية حيث يتم إخضاعهم لدورات مكثفة خلال العام الدراسي يقيمها المركز الثقافي الفرنسي مجانا مع بداية العام الدراسي, اما العمر فلا يدخل ضمن شروط القبول لكن يؤخذ بعين الاعتبار قدرة المتقدم على العطاء وتمنح الاولوية للشباب.
اما رسوم التسجيل فمقدارها 250 يورو مبدئياً لكل سنة وذلك بناء على اقتراح الجانب الفرنسي وتم اعتماده من قبل جامعة دمشق وتستخدم لتمويل الماجستير ونفقاته وعند التخرج يحصل الطالب على شهادتين معترف بهما من جامعتي دمشق وبواتييه الفرنسية .
والماجستير يتيح لشبابنا فرصاً جديدة للعمل ولاكتساب المزيد من المعرفة, وهم للامانة والقول للدكتورة حمد يستحقون ذلك لانهم جديّون ومثابرون لكنهم بحاجة لفرصة يثبتون من خلالها وجودهم ,والفرنسيون أبدوا اعجابهم الشديد بمثابرتهم وحماسهم الملفت النابع من شعورهم ان الماجستير سيفتح امامهم آفاقا جديدة تتمثل بإمكانية العثور على عمل او السفر للخارج فضلا عن الحصول على المزيد من العلم ,والاهم اكتشافنا أن طلابنا يملكون قدرة ورغبة هائلة بالتعلم وهذا ما لمسناه مع الاساتذة الفرنسيين من سرعة إتقانهم اللغة الفرنسية خلال ثلاثة اشهر اذا نحن نملك طاقات لكنها بحاجة ان توجه بشكل صحيح .