و قرر التوقف عن إخراج جزء ثالث من «ضيعة ضايعة» ورفض إخراج الجزء الثاني من المسلسل السعودي « وأمير الصحراء»..
اعتذر عن إخراج عمل عن حياة الصحفية (روز اليوسف) لأنه لم يشأ التورط مع ورثتها المتورطين مع شركة الإنتاج.
يعمل الآن على كسر قاعدة الثلاثين حلقة واستبدالها بالخماسيات في عمل قادم يحمل عنوان «تقاطع خطر» تأليف (رافي وهبة)..
قرارات من هذا النوع هل تضع المخرج الليث حجو في مأزق جدّي بمخالفاته لشروط العرض والتي تفرضها شركات الإنتاج؟ وهل سينجح بإعادة الدراما السورية لجادة الصواب وإخراجها من فوضى العرض الرمضاني الحصري؟
هل قراره بإيقاف مسلسل «ضيعة ضايعة» رغم النجاح الجماهيري (العربي) الذي حققه يبرره (الخوف) والخشية من التكرار والذي سيترتب عليه (برأيه) ضحالة المحتوى على حساب تعدد الأجزاء؟!
هذا القرار وغيره.. هل هو وفاء لقناعاته الفنية التي تنبئ بحضور مخرج يمتلك خاصية فكرية ورؤية واضحة لمشروع درامي سوري جاد!
مع حال كهذا.. ما الصعوبات التسويقية لدراما (الخماسيات) بعد اعتياد المحطات العربية على ال 30 حلقة!
مغامرات من هذا النوع في (صناعة) يأتي فيها رأس المال والتسويق /أولاً/ ويبقى النظر للنواحي الفكرية والقيمية مهماً لكن بدرجة متأخرة.
ألا تعتبر مغامرات كهذه مجازفة غير مأمونة لمخرج (يفكر!) ستنعكس عليه مادياً ولناحية الانتشار.. ويتأخر تربعه على عرائش النجومية...
يشتغل الليث حجو على المكنون الإنساني في أعماله- أهل الغرام, ع المكشوف, بقعة ضوء, مافي أمل – وبحرص فياض على توفير القيمة الفكرية مع المتعة البصرية السمعية... وغيرها... تجعل منه مخرجاً لابد أن يحدث فرقا جديدا يصب حكما في مصلحة الدراما السورية... مجدداً.
الإخراج هو بطل العمل الدرامي (للآن) في سورية, والليث يسعى للإبقاء على هذا التميز والابتعاد ما أمكن عن ورطة النجم الأوحد0
أيضا وسع حجو دائرة المشاركة من خلال أن الصورة التلفزيونية هي تجميع لمنظومة متكاملة00 تبدا من النص فصادق على مشاركة الجمهور والنقاد والصحفيين في كتابة الجزء الثاني من مسلسل أهل الغرام.
فهل ما قام به أو وافق عليه تهرباً والتفافاً على الممارسات والضغط عليه لإخراج (أجزاء) جديدة من أعماله فرأى أن الخروج (بماء الوجه) من هذا المأزق يكون (بتجريب) يبرر له الإبقاء على الأجزاء00 ولو مكرها. وتوفر له القصص البسيطة بيئة واضحة الملامح ومصداقية أكبر, والتصاقاً حقيقياً بهموم الإنسان العربي بشكل مكثف وبتكثيف أرقى.
التجريب لا ينتهي عند حجو.. فقد دخل (التاريخي) بعمله القعقاع بن عمر التميمي بتناوله لحياة هذا الصحابي الجليل الحافلة ببطولات ساهمت برفع راية الإسلام وبمراحل مهمة, وأعاد صياغتها دراميا فلم يقدم حلة سردية لكنه (لعب وقدم دراما) واستخدم أشكالاً جديدة من التقنيات لم تستخدم من قبل في الحروب الدرامية التاريخية وذلك بإدخاله معارك بحرية وللمرة الأولى في تاريخ الدراما العربية(التاريخية)وبذلك يعد عمله فتحاً جديداً لهذه الناحية.
التجريب إذاً هو احد أركان المكنون الفني عند الليث حجو, فهل سيقدم مستقبلا عملا جديدا يتمتع بهيبة لها فرادتها.. وغير مستنسخ ولا يقبل المفاضلة؟!
الرهان قائم على أولئك الذين يمتلكون الشجاعة لاكتشاف مفاتيح جديدة وأساليب مبتكرة تميز المخرجين السوريين بعضهم عن بعض.
القول الأخير لواحد من شيوخ الدراما السورية الأستاذ غسان جبري.