ففي السوق العتيق كان يقام مسرح مرتجل وربما أكثر من واحد تعرض فيه فرق مسرحية مرتجلة فصولاً مضحكة يؤديها ممثلون يجتمعون على عجل للنهوض بمثل هذا العمل المؤقت ولقد شاهدت في الأربعينيات فرقة مسرحية ليس فيها فنان معروف تعرض فصلاً من كوميديات مسلوقة أعدت خصيصاً للعيد يدخلها الأطفال المحتفلون بالعيد ويخرجون منها لا ليضحكوا بل ليضحك أصحاب الفرقة المسرحية المرتجلة عليهم.
وهذه إن كانت لا تقدم ولا تؤخر في مسيرة الحركة المسرحية في التطور إلا أنها توحي أن فن المسرح قد ظهر وتوطد في القطر وحسبها هذا.
بالاضافة إلى الفرق المسرحية كان بعض الطامعين بالمال من الأطفال يقيمون في زاوية من زوايا المقهى ركنا يعرضون فيه ضبعاً «أكل بائع الحلاوة» على طريق جوبر، ينبهر الأطفال لرؤية الضبع الذي لم يكن سوى كلب ضخم ولقد شربنا مقلب هذا الضبع في عيد من الأعياد وضحكنا على سذاجتنا وتصديقنا كذب المقامر على مثل هذه العروض المغرية حتى نراها!!
وكان يقام في المكان نفسة عرض لامرأة سمينة جداً نراها تدفع قروشاً لكنني لن أنسى حتى اليوم عرضاً قدم في العيد لهنغارية ولدت بلا ذراعين فراحت تستخدم أصابع قدميها في الخياطة كان يقال: تعال تفرج على عجيبة من عجائب الزمان وكانت عجيبة فعلاً يدهش لها ويكبر صبرها على محنتها وتغلبها عليها. وأحياناً فإن السيرك يعمل في العيد بشكل مضغوط فهو ليس سيركاً كبيراً بل عدة أشخاص مع بعض الحيوانات يقال عنهم إنهم سيرك.
لقد كانت لنا ألهيات في العيد فأين هي هذه ألهيات؟ لقد تطور الزمان فانحسرت وغابت.