محطات ثقافية جمرات من أريج النار
ملحق ثقافي 7/3/2006م يكتبها فايز خضور -1- الحبُ مثلُ الموتْ، يَستعمرُ الأيامْ.. والصمتُ قبرُ الصوتْ ، ياطفلةَ الأحلام -2- للخيانات، مليونُ شكلٍ شهيٍّ ولونٍ بهيٍّ ،
وطَعمٍ عجيبِ المَذَاقْ.. قلْ لمن ينتوي خوضَ معمعة العِشقِ،
أن يقتني، قبلَ «حكِّ الوَلاءِ»، صُكوكاً لعرسِ«الطلاقْ»... -3- لايذكُرُ العصفورُ شجوَ المطرْ إلا إذا أوهاهُ ثلجُ الصقيعْ.. «ياكَلْبَةً» رادتْ، ودارتْ فوقَ صدر القمرْ هل لامَسَتْ كفّاكِ دمعَ الربيع..؟! -4- كطفل يتيم، ينام على ظهر غيمهْ : ويحلمُ بالراحلينَ، ولايشتهي أيَّ حلوى ولالعبةً من ضياء المروج ولاأغنياتٍ تُهدهدُ أجفانَه الناعساتِ ، ولا أيَّ وَعْدٍ تريفٍ.. سوى أن «يرى» بين زنديهِ «أمَّهْ»!! -5- شَعرةً، شعْرةً، يَسقط العُمْرُ من سقف جمجمتي: شعرةً، إِثْرَ شعرهْ...!! هل أقول: انْتهى كلُّ شيءٍ وأَجْرَعُ نَخْبَ النهاياتِ، ذكرى، تنِزُّ من الروح، مُرَّه..؟! أم أعلِّلُ قولي: لكلِّ أُفولٍ من الضوء سِحْر، وكلِّ شروق من العَتْم غُرَّهْ..! -6- على جسر بغدادَ« جسر الأئمة» كانوا ألوفاً من الهائمينَ ، ودجلةُ تحتهُمُ واجفُ النبضِ ، يَسْحَبُ أقدامَهُ الواهيهْ..!! على جسر بغدادَ حَطَّتْ «ملائكةُ القتلِ» شالت بهمْ ، شال من شالَ ، ما ظلَّ منهمْ مُريدُ ،ولا رائَدُ ،لا، ولا منذرٌ يُستَدَلُّ بهِ، آهِ... لم يبق منهمْ سوى «تالِفِ الأحذيهْ»..!! ونهرٍ من الدمعِ، صَبَّ دَمَ الأرجوانِ وروَّح يَروي مصبَّاتِه الخَاويهْ..!! وما عاد راوٍ ليروي، فهل تبدعون لهم«راويهْ»؟! -7- تَعِبْنا: فمنذ اشتعال الخليقة بالزرعِ، والناسُ تركضُ « خَلْفَ الرغيفِ» . وياما«توقَّفَ» في صدرها النَبضُ، وهي تهرولُ: تدنو فينأى، يُطلُّ فتهفو، وتلهثُ حتى شهيقِ التّلَفْ..!! تعبنا: ولم يَقِفِ «الركضُ» فينا ولا البدرُ، هذا الرغيفُ المدمىَّ «وَقَفْ»..!! -8- النارُ تَرِجعُ في ضراوتها، الى حِضْن الهواءْ.. هو بئرُها الأولى ونبعُ ضِرامها الأزليُّ يسقيها، وخيمتُه السماء...!! -9- يهرب الوقتُ من يومنا، مثلما يهربُ الغيثُ، في تُرْبة قاحلهْ...!! يهربُ الوقت كالبرقِ، بين ضجيج المحطاتِ، إذ تَصغِرُ الحافلهْ..!! هكذا تختفي السنواتُ الأخيراتُ ، من عُمْرنا، ساقطاتٍ، كلما تتساقطُ ، في هَبَّة الريح، أحلى الثمارْ.. هكذا، لانرى الليلَ، كيف أتانا، ولا كيفَ مات النهارْ..؟!
|