|
تشكيل حلب عاصمة الثقافة الإسلامية 6002 (2 – 3) ملامح من تاريخ الفن التشكيلية في حلب فـتـــــرة الستــــــينات ملحق ثقافي
وهو : (مركز فتحي محمد للفنون)، وقد ضم نخبة كبيرة من مدرسي الفنون ومن فناني حلب الكبار الذين يحملون الإجازات sالعالية بالفنون التشكيلية، وقد كان من بينهم (إسماعيل حسني، وسامي برهان)، كما كان من تلامذة تلك الفترة : (سعود غنايمي، أديب قدوره، وليد سرميني، نيروز مالك) كما sأقامت أول معرض جماعي سنوي كبير يشارك فيه مختلف الفنانون في سوريا، وهو معرض الربيع الذي بدأ يقام في /10 / آذار /1963/، وكان من الأسماء البارزة في هذا المعرض الذين شاركوا بكثافة فنية عالية بأعمالهم المميزة الفنانون الحلبيون،
ونذكر منهم (إسماعيل حسني) الذي قدم أربعة أعمال تميزت بالجديّة في الطرح على المستوى التشكيلي والمضمون الفكري، وتعتبر هذه الأعمال من أهم أعماله الفنية في حياته، كما شارك الفنان (سامي برهان) الذي برز بمجموعة أعماله الخمسة وبأسلوبه الانطباعي الذي يجنح بوضوح الرؤية النقدية نحو مفهوم الفن الحديث، وخاصة في لوحته (العذراء والطفل)،
والفنان (بشير المهندس) الذي تتلمذ على يد الفنان (فاتح المدرس)، وقد كان (فاتح) من احد أقطاب الفن التجريدي في هذا المعرض، والفنان (حزقيال طوروس)، و(جورج باوريان) الذي توقف تماما عن الإنتاج الفني، والفنان (حيدر يازجي)، و(ديكران مرجانيان)، و(طالب يازجي) الذي عرض اكبر عدد من أعماله في هذا المعرض، وقد تميز أسلوبه فيها بالواقعية بمفهومها الجديد وخاصة في لوحته (البائع المتجول)، والفنان (فاتح المدرس) الذي قدم خمسة أعمال تنم عن أسلوبه الذي تبلور فيما بعد،
وخاصة في لوحاته (قطة على الجسر) ولوحته (العروس)، والفنان (عبد الحميد قدسي)، والفنانة (فيوليت عبه جي)، والفنان (لؤي كيالي)، والفنان (محمد عزيزي)، والفنان (محمد عساني)، والفنان (نبيه قطاية)، والفنان (نوبار صباغيان)، والفنان (وهبي الحريري)، والفنان (وحيد مغاربة)، والفنان (بكري بساطة)، والفنان (مروان المهندس)، والفنان (وحيد استانبولي) الذي قدم في هذا المعرض ستة أعمال ليظهر حضوره الفني الكبير بكثافة، وكانت أعماله تنم عن موهبة كبيرة لم تصل إلى مستواها الكبير بعد...
ونلاحظ، بوضوح في فترة الستينات، رجوع عدد من الفنانين من مواطن دراستهم الأكاديمية خارج سوريا ومعهم آمالهم الكبيرة في البناء، والذين حملوا لواء تطوير الحركة التشكيلية السورية على مستوى القطر والمدينة، نذكر منهم، الفنان (فاتح المدرس) الذي عاد في عام / 1960/ من ايطاليا حاملا معه انتصاراته الفنية العالمية وجوائزه التي حصدها خلال دراسته ومن أهمها الجائزة الأولى للفنون بروما، كما عاد في نفس العام الفنان الكبير (طالب يازجي) حاملا معه جائزة الميدالية الذهبية التي نالها عن جدارة في المعرض الدولي للسياحة والذي أقيم في روما، وقد أقام بعد عودته معرضه الوحيد في دمشق في صالة الفن الحديث عام / 1963 /،
وبعدها توقف لفترة عن إنتاج الأعمال الفنية بسبب هجوم بعض النقاد على أعماله التي حملت بوادر جديدة للفن الحديث وقد اكتفى بإلقاء المحاضرات الفنية على طلاب الهندسة بجامعة حلب , ولكنه عاد من جديد وشارك في معرض (ايسباس) في أيلول من عام /1965 /، حيث بعدها لم يقدم أي إنتاج فني حتى نهاية حياته... لم تكن فترة الستينات فترة زمنية عادية بالنسبة إلى تاريخ الفن التشكيلي السوري، وخاصة في مدينة حلب، لذلك تعتبر من أهم الفترات الزمنية التي نشطت فيها الحركة التشكيلية في مدينة حلب،
فهي لم تقتصر على المعارض الجماعية الكبيرة كمعرض الربيع ومعرض مهرجان القطن الذي كان يقدم جوائزه التشجيعية للفنانين المتميزين، وعلى بعض المحاضرات الفنية، والندوات الثقافية التي كانت مثار الجدل والمناقشات الحادة حول الفن ومدارسه وأساليبه والبحث عن المناهج المحلية الجديدة في الفن... بل تم إنشاء بعض التجمعات الفنية الهامة التي لعبت دورا هاما في تطوير الحركة التشـكيلية في مدينة حلب وفي القطر، أذكر منها : (جماعة الريشة الذهبية) عام /1967 / التي ضمت (الفنان اسعد المدرس، والفنان وحيد مغاربة، والفنان وجيه ستوت، والفنان غياث الناصر)، وقد أقامت معرضها الأول وبشكل منتظم في صالة المتحف الوطني بحلب في عام / 1968 /، كما تشكلت أيضا (جمعية رواد الفن) التي ضمت (الفنان نبيه قطاية،والفنان محمد عساني، والفنان وليد سرميني، والفنان عبد الرزاق سباهي)،
وأقامت معرضها الأول في حلب... وفي عام /1967 / فقد قام معرض طلاب العمارة الأول الذي تحول فيما بعد إلى معرض (ربيع الجامعة) والذي أصبح تقليدا سنويا في الجامعة، وقد شارك فيه مجموعة كبيرة من الفنانين الشباب الذين أصبح لهم دورهم الكبير في الحركة التشكيلية السورية، اذكر منهم (صلاح الدين محمد – محمد أبو صلاح – محمود مكي – وليد كموش – زافين بردقجيان – ماهر السيد) كما قدم فيه الجوائز التشجيعية... ليس من السهل على الباحث حصر الأسماء جميعها في هذه الفترة ولكنني يمكنني حصر بعض الأسماء الهامة فيها وخاصة الذين شاركوا في معارض الربيع اذكر منهم (بدر الدين مولوي – صلاح الدين خالدي – على السرميني – علاء الدين يازجي – عبد الرحيم تاتاري - غسان فنري – محمد إعزازي – محمد هدايا – ماري كلود حلاق – محمد غياث الناصر – وليد سرميني – تيريز احمر دقنه – جورج بابليان – إحسان عنتا بي – برهان نعساني – زافين بردقجي – عبد الرزاق سباهي – لطفي جعفر – لؤي كيالي – مأمون صقال – مروان ريحاوي – منذر شرابه – اسعد المدرس – وحيد استانبولي – وجيه ستوت -) كما ساهم في هذه الفترة الهامة الفنانون الذين عادوا بعد تخرجهم من الأكاديميات العربية والأجنبية اذكر منهم الفنان الكبير (وحيد استانبولي) الذي عاد من النمسا حاملا انتصاراته الفنية في مضمار النحت واستطاع في ذلك الوقت أن يملأ الفراغ الكبير الذي تركه وفاة الفنان (فتحي محمد)، كما عاد الفنان (محمد عساني) من القاهرة ثم من دمشق، وعاد الفنان (بدر الدين مولوي) من ألمانيا الغربية، والفنان (وجيه ستوت) من القاهرة، و(انتباه مصاصاتي) و(سهام يوسفان) من دمشق، و(فواز نصري) من ايطاليا... بالإضافة إلى مجموعة كبيرة من الفنانين الذين درسوا الفن دراسة حرة، أذكر منهم، الفنان (محمد علي دباغ)، والفنان (فاروق مرعشي)، والفنان (لؤي فواد الأسعد) والفنان (وليد سرميني)، والفنان (عبد الرزاق سباهي)، والفنان (اسعد المدرس)، والفنان (لطفي جعفر)، والفنان (محمد إعزازي)، والفنان (سعود غنايمي)... وفي الفترة نفسها نشطت حركة نقدية متنامية مقابل حركة الإنتاج الفني المتنامي تشكيليا وقد قدم فيها مساهمات نقدية جادة، وخاصة في بلورة بعض المفاهيم الفنية الجديدة للفن في مدينة حلب، فقد نشطت الكتابات النقدية من قبل بعض الفنانين في الصحف المحلية، وقدمت بعض الكتابات النقدية التي اتسمت بالجدية في البحث وتناولت عددا من اعمال الفنانين، أمثال (لؤي كيالي – وحيد استانبولي – عبد الرحيم تاتاري – وغيرهم)، وبشكل خاص اذكر كتاب الناقد الحلبي (سلمان قطاية) حول حياة الفنان الراحل (فتحي محمد قباوة)، ولعل هذا الكتاب يعتبر الأول من نوعه في تاريخ الفن السوري لأنه يؤرخ لحياة أول فنان بهذا الشكل المتميز والذي ظهر في عام / 1962/ ولا يمكن أن ننسى كتابات الفنان (إسماعيل حسني)، وكتابات الفنان (اسعد المدرس) الذي كتب لغة نقدية متقدمة بالمفهوم النقدي الحديث معرّفا على الاتجاهات الفنية في العالم في جريدة (التربية) التي كانت تصدر من مدينة حلب، وتعتبر كتاباته النقدية في الوقت الحالي مرجعا هاما للدارسين عن الحركة التشكيلية في مدينة حلب خلال /1960 – 1973/ حيث بعدها ترك مدينة حلب والتحق بجريدة (الحياة) اللبنانية... ومن أهم المعارض في تلك الفترة الهامة معرض الفنان الكبير (لؤي كيالي) الذي كان عنوانه (في سبيل القضية) والذي عرضه قبيل نكسة حزيران من عام /1967/، وبدأ عرضه في دمشق في صالة المركز الثقافي العربي ثم نقله إلى المدن السورية (حلب – حماه – حمص – دير الزور – اللاذقية)، فكان حدثا كبيرا هزّ الضمير العربي ثقافيا وسياسيا وقوميا، وخاصة بعد النكسة مباشرة، وقد آثار ضجة صحفية كبيرة في وقتها وعلى كافة الأصعدة، حيث عرض (لؤي) باكورة أفكاره الفنية والفكرية تجاه الوضع القومي والسياسي السائد في حياتنا باللون الأسود والأبيض بأسلوب تعبيري جديد وصل به إلى منتهى الصفاء في الفهم الفني والتشكيلي والفكري، فكانت العلاقات الحميمة بين الفن والجماهير، وخاصة في لوحته الكبيرة (ثم ماذا ؟!) الذي كثّف فيها الآمال الكبيرة في المستقبل العربي كله... ملامح من تاريخ الفن التشكيلي بحلب في الستينات لاشك بأن فترة السبعينات من القرن العشرين بالنسبة إلى تاريخ الفن التشكيلي السوري تعتبر في حد ذاتها محورا كبيرا له اتجاهين متكاملين في بناء حركة تشكيلية سورية متميزة من ناحيتين أساسيتين هما : الكمي والكيفي... كما تعتبر استكمالاً لما قامت به الدولة من دعم شامل للحركة التشكيلية السورية، وخاصة، عندما أحدثت نقابة الفنون الجميلة . الحلبيون بأعمالهم الفنية في هذا المهرجان الكبير، وكان لهم دورهم الكبير في المؤتمر أذكر منهم : (فاتح المدرس – لؤي كيالي – وحيد استنبولي – طالب يازجي – وليد سرميني)، في عام (1974)، تم إحداث المعرض السنوي في مدينة حلب الذي ضم أكثر التجارب الفنية السورية، وشارك فيه أكبر عدد من الفنانين السوريين، وخلاله بدأت الملتقيات الفنية الكبيرة تقام على المستويات الواسعة بين الفنانين والنقاد، حيث نمت الثقافة الفنية بشكل كبير، وقد كان للفنان (نبيه قطاية) دوره في نشر المعرفة الفنية، وساهمت الوزارة بشكل كبير في هذا المضمار، كما نشطت حركة النقد الفني في جريدة الجماهير وذلك بتخصيص صفحة كاملة للفن التشكيلي في كل أسبوع، على يد الأستاذ (صفوان عكي)، ثم الأستاذ (عمر مهملات)... مما زاد في انتعاش حركة الفن التشكيلي وتسويق العمل الفني على مستوى الدولة والشعبي... وفي عام (1973)، وبعد إحالة الفنان الرائد (غالب سالم) إلى المعاش والتقاعد، توقف هذا الفنان الرائد عن الحياة التشكيلية، حيث انعزل عن الآخرين بعد أن كان محوراً في أي نشاط تشكيلي في مدينة حلب مع زميله الفنان الرائد (وهبي الحريري)... لا يمكن تناسي أحداث فترة السبعينات ويعود سبب ذلك إلى كثرة أحداثها فقد كانت غنية بما فيها من الناحية السياسية والقومية والاجتماعية والاقتصادية وبشكل خاص بعيد حرب تشرين التحريرية التي تركت بصماتها على مختلف الأصعدة، وأصبح للفن دوره الفعّال في تحقيق بعض مناحي الحياة، لأنه دخل في مضمارها بقوة وأصبحت اللوحة الفنية تأخذ مكانها في كل مكان، وصار الناس يتقبلون وجودها في حياتهم العامة... تميزت فترة السبعينات بكثافة إقامة المعارض المختلفة، الجماعية والفردية، وكانت صالة المتحف الوطني بحلب مسرحاً كبيراً لهذه المعارض وتحت رعاية وزارة الثقافة الذي كان يمثلها المركز الثقافي العربي بحلب , ومن أهم هذه المعارض الجماعية : المعرض السنوي /1974/ - معرض مهرجان القطن – معرض الخريف – معرض الربيع /1970/ - معرض تحية إلى الثورة – معرض العاشر من أيار – المعرض المتجول لفناني القطر – معرض حلب لفانين القطر...)، ومن أهم المعارض الفردية : (معرض الفنان عبد الرحيم تاتاري /1971/ - معرض لطفي جعفر – معرض عبد الرحمن مهنا /1978/ - معرض عبد القادر بساطة /1977/ - معرض الفن التشكيلي عبد القادر منافيخي وغسان قصير وزكريا عزوز /1978/ - معرض لؤي كيالي – معرض سعد يكن – معرض عبد الرحمن مؤقت – معرض محمود مكي - معرض محمد أبو صلاح – معرض سعيد طه – معرض سعود غنايمي...). ومن أهم المعارض الخارجية : (معرض الفنان مصباح ببيلي عام /1975/ وعام 1976/ - معرض الفنان نذير إسماعيل عام /1975/ - معرض الفنان بشار العيسى عام /1976/ - معرض الفنان احمد مادون عام /1978/ - معرض الفنان صبري رفائيل /1977/ - ومعرض الفنان عمر حمدي بعنوان، مالفا) وكان مسرح هذه المعارض، صالة المتحف الوطني بحلب... وفي هذه الفترة ظهر عدد من الفنانين الشباب على الساحة التشكيلية اذكر منهم : (سعد يكن – عبد الرحمن مؤقت – عبد الرحمن مهنا – زهير دباغ – محمد أبو صلاح – وليد كموش – محمود مكي – عبد القادر منافيخي – صلاح الدين خالدي – عبد القادر بساطة – عبود علام – صلاح الدين محمد – سعيد الطه – وليد سرميني - عبد القادر عصمت – وحيد مغاربة – علي السرميني...) . بدأت مرحلة السبعينات في مدينة حلب بأول معرض جماعي شارك فيه معظم فناني القطر ويعتبر من أهم المعارض الجماعية، ومعرض الربيع عام /1970/ وقد صمم الغلاف الفنان (وجيه ستوت) وظهر فيه أسماء الفنانين الشباب الذين اثبتوا جدارتهم في إنتاج العمل الفني , اذكر منهم: (سعد يكن - عبد الرحمن مهنا – صلاح خالدي – سعيد الطه – وليد سرميني – عبد القادر بساطة – وحيد مغاربه – زهير دباغ...) . بعد ذلك تحول معرض الربيع إلى المعرض السنوي بحلب الذي أقيم أول مرة في عام (1974) وشارك فيه مجموعة كبيرة من فناني القطر وفناني حلب... ومن المعارض الهامة أيضاً معرض فناني حلب والذي صمم غلافه الفنان (وليد كموش) اذكر ممن شارك فيه : (احمد جزماتي – خيرو حجازي – ريمون خوري – زافين بردقجيان – سامي برهان – سعد يكن – صلاح الدين محمد – محمود مكي – عبد الرحمن حوري – غياث الناصر - لؤي كيالي – مأمون صقال – نبيه قطايه – وليد كموش – وليد سرميني – عزيز كدرو – محمد بصمه جي...) . نلاحظ أننا لا يمكننا حصر نشاطات فترة السبعينات جميعها في هذه العجالة السريعة فهي تمثل مرحلة هامة في تاريخ الفن التشكيلي السوري , وخاصة أنها قدمت تجارب فنية جديدة، وصار للفن السوري خصوصيته، حيث تحررت أكثر تجارب الفنانين من التبعية الغربية، وصار الفنان يبحث عن تراث أمته ليقدمه بصورة جديدة تمثل المعاصرة والتجديد في الأساليب والأشكال والمضمون .
|