تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


التشكيلي محمد بعجانو: لكل عمل فني جميل حسٌّ موسيقى

ملحق ثقافي
7/3/2006م
وئـــــــام أمـــــــون

قادماً من أروقة الأبجدية، حاملاً في جعبته ألف الألوان، تفاصيل الخطوط.. الفنان «محمد بعجانو» الذي كان لملحق الثورة الثقافي معه هذا الحوار: < يقول فاتح المدرس في أحد لقاءاته الصحفية «كل عمل فني يجلب سروراً للعين ويحمل سر الجمال»

كيف يحقق الفنان بعجانو هذه المقولة بعمله؟ << في الحياة شيئان نقيضان ومتلازمان مثل الليل والنهار وقد يكون أحدهما لإظهار جمال أو بشاعة الآخر. وفي عالمنا التشكيلي أمران: الأول جميل والثاني غير ذلك، فالجميل ماينتج الخير والمحبة والإنسانية أما العمل الآخر فهو شر وكراهية.. وأنا دائماً أقول: العنصر الأساسي للعمل الفني: الجمال .. وإذا لم يكن هدفه الأزل والبقاء، فلا يعتبر عملاً فنياً مميزاً بل يصنَّف ضمن الخربشات اللاواعية. وإن كان هناك من يدافع عن العمل الثاني بكل وسائل الإعلام والدعاية العالمية أو بإعطاء الجوائز للفنان وكل المغريات الأخرى فهذا ليس إلا ضياعاً له ولثقافة المجتمع وتضليلاً للذوق العام. < النحات بعجانو معروف في سورية منذ معرضه الأول 0891 وشارك في ملتقيات كثيرة.. في إسبانيا والبحرين ومهرجان المحبة وغيرها، ماذا قدمت هذه الملتقيات لك ولمشروعك الفني..؟ << يتاح للفنان أن يكوّن عملاً في مكان ما « نصباً تذكارياً» فالملتقيات النحتية « سمبوزيوم» والتي تجمع عدداً من نحاتي العالم لها خصوصية كبيرة وتعود بالفائدة على المشاركين وعلى المكان الذي تقام فيه لأنه يحظى بعدد من الأعمال النحتية التي تزين المنطقة التي تقام عليها. كما أن النحات في هذه الملتقيات يستفيد من تجربة زملائه العرب والأجانب عن طريق الاحتكاك بهم والتفاعل معهم لتكوين عمل نحتي يطور الفنان أولاً وأخيراً. وهذه المعارض الجماعية والفردية تخلق بما يسمى بالحياة التشكيلية للفنان وعليه استيعاب التراث والثقافة وتجسيدها في أعماله. وخير مثال على السمبوزيوم: سمبزيوم قرطبة 4002 حيث كان حجم البلوك الحجري موحداً لكل النحاتين والعمل يدوي وبدون آلة ميكانيكية أو كهربائية ، وأيضاً ملتقى 5002 م وهو سمبزيوم خشب وأيضاً كان الإنجاز فيه بالأدوات اليدوية، وغيرها من الملتقيات. < كيف تمايز عملك النحتي في عمارته وفكرته وملمسه وحضور الموسيقا وانتمائه إلى النحات بعجانو وانتمائه إلى حضارة وتاريخ سورية؟ << حياة البشر دون فن هي كل شيء ما عدا اللون، والفن هو ثقافة عين وأذن فالعين ترى وتعتاد على ماتراه، فإن عُوّدت على الجمال كانت على صواب ولكن من أين نبدأ، من الأماكن العامة.. من المدرسة الإبتدائية مثلاً. ومن حق المشاهد أن يرى عملاً جيداً في كل مكان من المدينة وصولاً إلى القرى وإيجاد حدائق عامة في كل مدينة مزينة بالأعمال الفنية فمثلاً في مدينتي لايوجد حديقة عامة أصلاً حتى نضع فيها أعمالاً فنية. أما عن حالة الموسيقا فأقول: لكل عمل فني جميل حسٌّ موسيقى يحاكي إحساسنا ولكن لن يسمعه إلا المرهف والمتذوق للجمال والعمل الجيد. وبالنسبة لانتماء الفنان إلى وطن أو مكان أقول: بأن الله خصَّنا بإصبع الإبهام التي لا تتشابه بين الناس ومن هنا على الفنان ألا يشبه فناناً آخر وإلا ليس هو نفسه. وعلى الفنان أيضاً أن يكوّن شخصيته وذاته ومكانه ليعرَّف بها على الشعوب الأخرى وليس العكس فالوطن والمكان والتراث هوية الفنان وهم «زوادته» إلى العالم وبدون تلك الهوية لن يكون معروفاً. < عملت على معظم المواد النحتية.. كيف يحاور عملك الحداثة وما بعدها؟ << كل مواد الطبيعة وعلى خلافها قابلة للتكوين الفني وعلى الفنان أن يختار ما يهمه من مواد، وبالنسبة لي أنا أفضل الخشب والحجر والقليل من الفخار والمعدن، طبعاً لكل مادة تقنيتها الخاصة وعلى الفنان أن يراعي ذلك. وليس للحداثة أو التطور التقني والفني علاقة بالمادة فهي موجودة منذ القدم، والنحت يخص مادتي الخشب والحجر والمواد الأخرى اعتبرها مادة غير نبيلة مثل الجبس.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية