والنتائج الكارثية التي حلت بالعراق نتيجة هذا الاحتلال وإضافة إلى التكاليف المادية الباهظة التي بلغت حوالي 500 مليار دولار فإن عدداً كبيراً من الضحايا سواء في صفوف القوات الغازية أو بين المدنيين والعسكريين العراقيين ودماراً طال البنية التحتية وبذور فرقة وبغض زرعت في المجتمع العراقي ناهيك عن تحويل العراق إلى ساحة مفتوحة للإرهاب. ورغم وعود بوش المتكررة بأن نجاح الحملة الأمريكية في العراق لن يتطلب أكثر من شهور قليلة وتراجعه الدائم عن تلك الوعود وإدعاءاته الكاذبة بشأن المزاعم والأهداف للحرب فإن مصيراً واحداً ينتظره وإدارته هو الفشل. الخبير السياسي سيرجي ماركوف قال: الحملة العسكرية الأمريكية التي بدأت قبل أربع سنوات فاشلة بكل المقاييس, والولايات المتحدة الأمريكية لم تتمكن من تحقيق أي هدف من الأهداف التي وضعتها لنفسها في العراق.
فالمهمات التي تحدث عنها الأمريكيون مثل ايجاد حل لمشكلة الإرهاب الدولي أو فرض نموذج ديمقراطي أو تشكيل سلطات مدنية تابعة لأمريكا أو تحقيق نجاحات أمنية كلها فشلت وكاد العراق أن يتحول إلى ساحة اقتتال طائفي, ويرى الخبير أن الأمريكيين يخلطون بين مصالحهم ومصالح الأمن الدولي,
وما شغفهم الشديد بزعامة العالم المعاصر إلا محاولات جلبت المزيد من المشكلات.. رئيس قسم التنبؤات العسكرية في معهد التحليل السياسي والعسكري بموسكو أناتولي تسيغانوك يرى أن قوات التحالف لم تتمكن في غضون 4 سنوات من تنفيذ المهمات الاستراتيجية ولم تعثر على أسلحة الدمار الشامل والأسلحة الكيميائية التي كانت الهدف الأساسي للحرب ولم تتمكن القوات التي يزيد عددها عن 150 ألفاً بكل معداتها المتطورة من فرض أي وجود على الأرض ولحقت بها الخسائر الكبيرة التي وصلت إلى أكثر من 4000 قتيل من الجنود وآلاف الجرحى وآلاف الفارين من الخدمة وحالات الهلع والاكتئاب والانتحار ورفض تنفيذ الأوامر وغير ذلك.
وما محاولة نشر الديمقراطية بالقوة إلا فشلاً يضاف إلى ما سبق .الجنرال ليونيد ايفاشوف, نائب رئيس أكاديمية القضايا الجيوبوليتكيه يرى أن ما حصل في العراق هزيمة سياسية لواشنطن بكل ما تعني الكلمة ولا تستطيع الإدارة الأمريكية أن تحقق أي نجاح في المنطقة وإذا ما حاولت الهروب إلى الأمام واستهداف دول أخرى فإن ذلك سيجلب المزيد من الهزائم.
وأضاف: رغم تمتع الجيش الأمريكي بالتفوق واقتنائه لأحدث صنوف الأسلحة والتكنولوجيا فإن هذا لم ينفع وواجه الأمريكيون حروب شوارع وعصابات في المدن العراقية أجهضت كل قوتهم وتفوقهم. المحلل السياسي لوكالة نوتوسني فلاديمير سيمونوف يرى أنه أصبح بالإمكان القول بعد مرور 4 سنوات على بدء عملية الحرب أو ما أطلقوا عليه (الحرية للعراق) بالإمكان القول بأننا أمام عملية الفوضى للعراق والمنطقة وأن الولايات المتحدة دفعت وستدفع ثمناً باهظاً لهذه العملية وبدأت الأصوات العديدة في الداخل الأمريكي الحديث عن هذا الثمن والمطالبة بالتراجع عن التهور الأمريكي.