أم إنها استمرأت بقاء الوضع على حاله دون أن تصيخ السمع للشكاوى الكثيرة من أبناء الأحياء الممتدة بين منطقتي السكري وصلاح الدين مروراً بتل الزرازير وحي المشهد والأنصاري ففي تلك الأحياء إن استطعت السير فسوف تطالعك المظاهر غير الحضارية أينما اتجهت إضافة لرداءة الطرقات غير المعبدة أصلاً والمعبد منها يعود الى فترات زمنية بعيدة ناهيك عن انتشار الأوساخ والأتربة في كل زاوية وعند كل مفترق طريق وهذا الواقع لم نأخذه من الشكاوى الواردة إلينا من القاطنين فقط بل من مشاهداتنا الشخصية خلال زيارتنا لتلك المناطق حيث وجدنا أن الشكاوى لم تعبر عن كامل الحقيقة فما هو موجود أسوأ بكثير مما وردنا حول الواقع الخدمي, وعبثاً ذهبت محاولاتنا في الاتصال بالمعنيين مباشرة بتخديم تلك الأحياء وحتى الاتصال برئيس مجلس مدينة حلب الذي لم يستجب لطلبنا في الحديث على الهاتف أو تحديد موعد يمكن من خلاله أن نبين خطة مجلس المدينة لتخديم أحيائها.
فإذا كان واقع الحال كما شاهدناه ومدينة حلب عاصمة للثقافة الإسلامية فكيف سيكون واقع أحيائها بعد تخليها عن لقبها كعاصمة للثقافة الإسلامية لمدينة دمشق في العام المقبل..?!
- في تلك الأحياء التي يستغيث قاطنوها تنعدم شبكة الصرف الصحي والخدمات الأخرى كالتعبيد والإنارة وشبكة الاتصالات الأرضية وبالرغم من موافقة السيد محافظ حلب على تخديم بعض المناطق كالمنطقة الممتدة بين آخر خط السكري واوتستراد الراموسة والمعروفة بتل الزرازير وتوجيهه بالمعالجة الفورية وإحالة الموضوع الى مجلس مدينة حلب ودائرة خدمات الأنصاري التي وعدت بتنفيذ مشروع شبكة الصرف الصحي أكثر من مرة إلا أن كافة تلك الوعود ذهبت أدراج الرياح.
فالشوارع الملوثة التي تعج بالحفر والأتربة لا تلقى بالاً عند الجهات المعنية وانعدام شبكة الصرف الصحي واعتماد القاطنين على الحفر التي تفتقد بدورها للشروط الفنية الأمر الذي أدى الى تسرب المياه المالحة تحت المنازل وهددها بالإنهيار لم يسترع انتباه المعنيين ويدفعهم للمسارعة الى إنهاء معاناة القاطنين بالرغم من ادراج المناطق المذكورة بالمخطط التنظيمي منذ ما يقارب العام علماً أن الجهات المعنية وبعد كشفها على المواقع المذكورة أكدت ضرورة ايجاد الحل السريع وبالرغم من انتهاء جامعة حلب من الدراسة التفصيلية للمشروع إلا أن المشروع لم ير النور حتى الآن?!!