فنظر إليها باستغراب وقال: ألا تعلمين أن هذه الأيام مخصصة للدعاية, وأنا كمرشح (للبرلمان) علي أن أخرج للجماهير, وأعلن عن برنامجي الانتخابي.
ابتسمت الزوجة في سرها وقالت: هذا صحيح.. ولكن على فكرة ما برنامجك الانتخابي..? أجابها بصوت عال: أنا الوحيد في المنطقة الذي يملك شاحنات ضخمة وسيارات فارهة وسأسعى إذا انتخبني الناس إلى شق طريق عريض من منزلنا إلى قلب المدينة, وتعبيده بالإسفلت, وسأقوم بإقناع أعضاء المجلس البلدي بعدم الموافقة على منح تراخيص جديدة لإنشاء محال تجارية في حيّنا, لأن متجري تتوفر فيه كل ما تشتهيه الأنفس من البضائع والحاجات المنزلية, ويكفي لتغطية حاجات الناس, ثم إني سأقوم بالتوسط لأقاربي ومعارفي لتشغيلهم في أعمال محترمة قبل أن أفكر بالآخرين إذا نجحت بالانتخابات.
نظرت إليه الزوجة بعين دامعة وسألته: ماذا تركت لناخبيك إذا كان هدفك من الوصول للمجلس الدفاع عن مصالحك الشخصية فقط..?
ضحك في سره, وهو يردد: هذه فرصة, وعلي اغتنامها قبل فوات الأوان, فالشاطر يدبر رأسه, وخرج مسرعاً يخطب بالجماهير?!!.