تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


الوقت الذي من ذهب...

فضائيات
الأحد 25 /3/2007
وسام كنعان

قد أختلف معك بالرأي لكنني أضحي بحياتي كي تقول رأيك .

هذا كان شعار التلفزيون السوري, عندما قلبت موازين الجمود في إعلامنا المرئي , ونزل بكاميراته إلى الشارع ليستقرئ آراء الناس حول برامجه ,ثم يبث تلك الآراء بفواصل أطلق عليها اسم (شاشتنا) ولن يهم إن كانت سكين الجزار أو مقص الرقيب قد حذفت من تلك الآراء كل ما لم يروق لإدارة التلفزيون وخاصة الآراء التي تجرأت على برامج المنظمات أو البرامج التي يديرها بعض المديرين وأقربائهم على كثرتهم .‏

ما غاب عن ذهن المعنيين في حملة قلب الموازين تلك هو التركيز على الوقت الذهبي للبث كما يسميه الجهاز الإداري لتلفزيوننا المبجل ,إن كان بسؤال الناس عما يودون مشاهدته في هذا الوقت أو بمجرد التفكير ببرامج جديدة تقدمها القناة في الوقت الذهبي الذي يطلق مجازاً على سهرة كل يوم خميس.‏

منذ نعومة أظفارنا ونحن نتابع برنامجين مساء كل يوم خميس الأول كان (ما يطلبه الجمهور) وقد أحيل للتقاعد بعد أن استنفد كل استثناءات التمديد ووصل إلى ما بعد السقف , عموماً لا يمكننا الحديث عن هذا البرنامج كونه لا يجوز على المتقاعد سوى الرحمة والمديح !!‏

أما البرنامج الثاني فهو ثابت ثبوت الجبال لا تزحزحه رياح التغيير العاتية مهما بلغت من مستويات رفيعة وعالية ..‏

طبعاً قل من لا يعرف البرنامج الفني المنوع (مجلة التلفزيون) فمنذ سنين غابرة وأزمان سحيقة والبرنامج يقدم في وقتنا الذهبي الذي لا نملك فيه من أمرنا إلا أن نتحلق ونحلق بالقرب من شاشة التلفزيون لنتابع مجلته الرائعة .‏

البرنامج يصر على الحنين للماضي والتعلق بزمن القناتين فلا يسعه أن يقدم سوى فقرات تكاد تكون نفسها . بدءاً من قراءة إحدى مواد مجلة فنون , مروراً بلقاء لاضير أن تكون ضيفته ممثلة من الدرجة العاشرة ,وصولاً في كل عدد إلى صفحة الوفيات التي توزع التهاني والتعازي للوسط الفني ..‏

وليس من العدل أن نتجاهل فقرة المجلة الهامة التي تقدمها الممثلة (دينا هارون) بطريقة استعراضية فذة تضمن فيها الظهور لتأسر قلوب كل المراهقين فتسلم على أمها وجاراتها ,ولا تنسى الاعتذار مجدداً لأختها تولاي مع تمنياتها لها بالراحة والطمأنينة وزوال الخلاف بينهما وهذا ما اعتادت الممثلة الجميلة قوله في كل ظهور حتى وإن ظهرت بحفل تأبين أحد الفنانين مثلاً..!!‏

لكن هذه المرة تضيف سؤال حزورة المجلة ليضمن البرنامج قصراً في الجنة بعد أن يكون أجزل العطاء .‏

قد تكون برامج المنوعات من أكثر البرامج التي تستقطب المشاهدين, وخاصة برامج المجلة التلفزيونية ذلك حسب آراء أساتذة الإعلام والمختصين به .‏

لكن غالباً ما يجتمع على إعداد البرامج المماثلة لمجلة التلفزيون فريق معدين مؤلف من أربعة أو أكثر لتكون موادهم ممتعة ومتابعة أيضاً , ولا شك لو أن البرامج تلك اقتصرت على معد واحد لكانت المادة التلفزيونيةأصيبت بالاهتراء ,أو أكلها الصدأ أو إصيبت بالخرف المبكر لتكرر ذاتها في الحلقة مرتين, و هذا بعض ما يحصل مع مجلتنا المخضرمة..‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية