تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


هنا القدس.. تاريخ الإذاعة الفلسطينية

كتب
الأربعاء 1-9-2010م
كان تجمع الغيوم في خريف عام 1935 وبداية عام 1936 نذيراً بالعاصفة،فالعمال العرب العاطلون في ازدياد مستمر والأزمة الاقتصادية في البلاد على أشدها،

ودخول ستين ألف مهاجر صهيوني إضافة إلى القوانين الجائرة التي كانت تشنها السلطات الحاكمة ضد مصالح العرب الفلسطينيين ومحاولة خلق بلبلة بين الأحزاب الستة «كل ذلك سبب قلقاً واضطراباً رافقه تحفز ملموس للتمرد والعصيان كما اتسعت الاصطدامات بين الجماعات العربية وقوات الحكومة وازدادت الهجمات على المستعمرات الصهيونية ومخيمات الجنود البريطانيين، كما اشتدت عمليات تأديب الخوارج والجواسيس وباعة الأراضي في هذه الأجواء الصادقة وفي خضم هذه الانتفاضات والثورات وقيام نشاط بعض الأحزاب وبلوغ التذمر مداه في جميع مدن فلسطين وقراها، أنشأت الحكومة البريطانية محطة الإذاعة الفلسطينية في شهر نيسان (سنة 1936- رغبة منها في تهدئة الخواطر وتحويل الجماهير المناضلة الثائرة عن أهدافها الرئيسية وهي (إيقاف بيع الأراضي- منع الهجرة اليهودية- الحفاظ على عروبة فلسطين) ولعل من أهم أهداف الانكليز في تأسيس الإذاعة الفلسطينية هو شعور بريطانيا بكره العرب الفلسطينيين لهم وميلهم لبطل الساعة آنذاك (هتلر).‏

كانت محطة الإذاعة الفلسطينية، عند تأسيسها 1936 تشغل غرفتين من غرق (فندق بالاس) الواقع في شارع مأمن الله في القدس، وفي أوائل الحرب العالمية الثانية أي سنة 1939 انتقلت إلى دار كبيرة مكونة من تسع غرف للإذاعة وخمس غرف للأعمال الهندسية كانت مدة البرنامج اليومي عشر ساعات ونصف الساعة مقسمة كما يأتي (أربع ساعات ونصف باللغة العربية، ثلاث ساعات ونصف باللغة العبرية- ساعتان ونصف باللغة الانكليزية) وعند افتتاح محطة الإذاعة الفلسطينية كان عدد أجهزة الراديو في البلاد مايقرب من الواحد والعشرين ألفاً.‏

وكانت قوة المحطة 20 كيلو واط وتبث على 44901 متر بما يساوي 668 كيلو سيكل.‏

تسلم إدارة القسم العربي في محطة الإذاعة الفلسطينية ثلاث شخصيات معروفة هم (ابراهيم طوقان أحد رواد الشعر العربي في فلسطين وعجاج نويهض صاحب القلم السيال محرر مجلة العرب التي كانت تصدر في القدس وعزمي النشاشيبي أول من حصل على دبلوم الصحافة من انكلترا وساهم في تحرير جريدة «فلسطين» باللغة الانكليزية وأدباء معروفين في العالم العربي قد أسهموا إسهاماً فعالاً في تقدم القسم العربي وتطوره أمثال الأساتذة: محمد أديب العامري، عصام حماد، سعيد العيسى، موسى الدجاني، عبد الكريم الكرمي (أبو سلمى) عبد الحميد ياسين وإن المناهج التي اختطها المديرون ومساعدوهم والأهداف التي عملوا من أجلها كان أهمها (تعزيز اللغة العربية العظمى ومقاومة الأفكار الاستعمارية التي كانت تسعى إلى إدخال اللغة الدارجة بدلاً من اللغة الفصحى وحجة القائمين الانكليز على تسيير دفة الأمور في محطة الإذاعة، أن الشعب بجميع طبقاته يفضل اللغة الدارجة، التي يفهمها وينفر من لغة امرئ القيس والنابغة الذبياني ولكن العرب الفلسطينيين العرب المسؤولين عن القسم العربي- تصدوا لهذه الهجمات المسعورة وردوا كيد المستعمرين إلى نحورهم -كذلك من أهدافها مقاومة السياسة البريطانية الخرقاء، ومخالفة القوانين الصارمة التي أحدثتها لتكبيل أيدي القائمين على إدارة القسم العربي ولقد لعبت الصحافة الفلسطينية دوراً بارزاً في هذا المضمار، كذلك توعية الشعب الفلسطيني إلى الأخطار المحدقة به والدسائس التي كانت تحاك له في الخفاء وتذكيره بتاريخه المجيد، وأبطاله الذين خاضوا المعارك والحروب ورفعوا اسم العرب عالياً وكان ذلك عن طريق الأحاديث والقصص، وبرامج الأطفال والمسرحيات والأغاني، أما أهداف الإذاعة لدى المستعمر فهي: (إعاقة الجهود العربية للدفاع عن فلسطين، إظهار اليهود بأنهم شعب متحضر وتطبيق نظرية المستعمر المعروفة بـ (فرق تسد) ولكن الإذاعة الفلسطينية كانت خيراً على العرب وتوعية لجماهيرهم، وتنفيداً للأفكار المضللة التي كانت ترمي إليها السياسة البريطانية المخادعة.‏

الكتاب يحمل معلومات مهمة حول الإذاعة وعن الأساتذة الذين ساهموا فيها مثل (ابراهيم طوقان وعجاج نويهض وعزمي النشاشيبي وعبد الحميد ياسين ومحمد أديب العامري وعقيل هاشم عصام حماد، أسمى طوبي وماري صروف، شحادة قدسية خورشيد - هنرييت سكسك، فاطمة البديري، الدكتور عبد اللطيف الطيباوي ومحمد عبدالسلام البرغوثي، خليل بيدس، الدكتور اسحق موسى الحسيني، داوود كردي صالح أحمد الخطيب، ابراهيم عبد القادر المازني، عباس محمود العقاد، الشيخ عبد العزيز البشري، محمد كرد علي، نسيم يزبك، خليل تقي الدين) كذلك إضاءة عن المسرحيات الإذاعية والفرق الرئيسية التي ساهمت في تقديم المسرحيات الإذاعية من (محطة الإذاعة الفلسطينية -هنا لقدس) مثل فرقة الجوزي وفرقة اضمك وفرقة الثقافة والفنون وتحت عنوان مسرحيات ومسرحيون نقرأ (أميل الجوزي، جميل الجوزي شكري سعيد، نصري الجوزي، فريد الجوزي).‏

وعن أعلام الفن العربي الذين أموا الإذاعة الفلسطينية وعملوا فيها :العازفون على آلات موسيقية متفرعة والمغنون والمغنيات والفنانون والفنانات والأعلام الموسيقيون الذين عملوا في الإذاعة الفلسطينية مثل (يوسف تيروني ورياض عيسى البندك وتوفيق جوهرية ويحيى السعودي ويحيى اللبابيدي ومحمد عبد الكريم والأناشيد التي وضعت خصيصاً لإذاعة هنا القدس مثل نشيد المولد الشريف، نشيد رثاءغازي، أشواق الحجاز.‏

الكتاب: تاريخ الإذاعة الفلسطينية (هنا القدس) دراسة توثيقية: تأليف نصري الجوزي، صادر ضمن سلسلة آفاق ثفافية- الكتاب الشهري عدد 83- حجم صغير في 406 صفحات صادر عن وزارة الثقافة- دمشق‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية