ودخول ألوان موسيقية وأنواع كثيرة ثم الإقبال الجماهيري ووجود فرق موسيقية كثيرة ودون مبالغة يمكننا الجزم أن عماد هذا النشاط هم الشباب وما ينجزونه على أرض الواقع منها مثلاً أوركسترا الجاز السورية التي تعتبر مؤسسة بحد ذاتها لتنمية المواهب والقدرات الشبابية ولها إنجازات متميزة داخل سورية وخارجها حتى إن تدريباتها الخاصة تؤهلها للعمل مع أي قائد موسيقي عالمي.
كما أكد هذه الميزات الأستاذ «هنبعال سعد» المدير الفني للفرقة وعازف الجيتار فقال: تتمع أوركسترا الجاز السورية بتشكيل نموذجي عالمي وتعتبر أول أوركسترا جاز كاملة في الوطن العربي فكانت كمؤسسة بديلة في غياب مؤسسات التدريب والتأهيل في سورية لتكون بمثابة حاضنة حقيقية للمواهب الشبابية السورية وتنمية المهارات والأساليب الموسيقية وصقلها لإيجاد مستوى فني رفيع في مجال الجاز، الموسيقا الحديثة العهد عندنا وقد تمكنا من خلق جمهور يتابع الفرقة التي يهمها تأكيد هويتها العربية والشرقية والربط بين موسيقا الجاز والأنواع الموسيقية المختلفة والتراث وقد قدمت موسيقا خاصة وساعدت على تقديم تجارب شبابية جديدة.
أيضاً «موسيقا على الطريق» المشروع الثقافي المتميز هو مشروع شبابي بامتياز حيث تذهب الفرق الموسيقية إلى الناس في الحدائق العامة لترسيخ ذائقة موسيقية متميزة عندهم وقد حقق المشروع وأنجزه الشباب بحيويتهم واندفاعاتهم حيث يعملون بكل طاقاتهم لإنجاح وترسيخ هذا المشروع في حياة الناس مثلاً «ناريك عباجيان» عازف بيانو وقائد فرقة أوركسترا الجاز وقد شارك في موسيقا على الطريق في حفلات عديدة قال: ذهبنا إلى الشارع لإسماع الناس الموسيقا الراقية ورغم أننا وجدنا الاستهجان في البداية لأنهم غير معتادين على هذه المظاهر إلا أن الإصرار منا والإدراك لأهمية هذه الخطوة تابعنا وبالفعل كانت النتيجة إيجابية وقد بدأ الناس يستقبلون هذه الظاهرة بترحاب وأخذوا ينتظرونها مرة بعد أخرى وقد ظهرت نتيجة محاولاتنا المستمرة بتوصيل الموسيقا الجيدة إلى أسماع الناس.
فرق شبابية عديدة تقوم بمسؤوليتها كرد على الفن الهابط وتقدم إنتاجات في إطار الإرساء لخلق هوية فنية متميزة مثلما هي فرقة شباب سورية التابعة لمنظمة شبيبة الثورة وقد تحدث حولها الشاب عمر سعيد فقال: تأسست الفرقة في عام 2000 وكانت بداياتي معها كعازف وقد أفسحت المجال أمامي لاكتساب الخبرة وتطوير أدواتي وعزفي لتمنحني الثقة نتيجة الاهتمام والتدريب أنا وكافة أعضاء الفرقة الشبابية والمؤلفة من جيل الشباب عزفاً وغناءً وإدارة، فالفرقة تعمل جاهدة لتكريس الموسيقا الشرقية تحديداً حيث التحديات الكثيرة تحاصرها على أكثر من صعيد وهي محاولة لتنقية الذائقة الفنية من الشوائب التي تحاصرها وكل إنجازاتها بأيد شبابية وقد شاركت في مهرجانات ومناسبات عديدة ولفت الأنظار.
فقد تنوعت الإنتاجات الشبابية في مجال الموسيقا وكلهم لديهم هدف متميز لها الحضور القوي بين الناس مثلاً فرقة «لاجىء الراب» فرقة شبابية أيضاً تكونت بجهود فردية وقدمت أغاني متنوعة وحفلات كثيرة معتمدة على الكلمة الهادفة في المجال الوطني والاجتماعي وغيره توصل صوت الشباب وتطرح مشكلاتهم العديدة على تنوعها في كل أغانيها فهم يغنون حول الفقر والواقع حول العنف ضد المرأة وحول القيم والقضايا الوطنية مثلما هي الأغاني الكثيرة التي ألقوها حول «غزة» وقد أكد ذلك مدير الفرقة الشاب «ياسر جاموس» فقال: لم نترك حالة إنسانية ووطنية واجتماعية إلا وألّفنا أغاني حولها ولفت نظر الناس لها بأسلوبنا الفني «الراب» ورغم أن التأليف والتلحين كله مجهود فردي كان لنا الكثير من الحفلات الناجحة هنا وهناك وهذا مؤشر إلى إعجاب الناس بالفن الجيد الذي قدمناه لهم.