وكان أطباؤهم يستخدمون زهرة الفضة (غبار الفضة الناعمة) لتطهير الجروح؛ وهو الأمر الذي نُقِلَ عن أبقراط. فهل كان هذا من باب الترف؟ أم أن له مغزى اعتقادياً آخر؟
المقدونيون أيضاً استخدموا أباريق الفضة لنقل المياه. وتبعهم بعدها العرب في علاج بعض الأمراض. كما استخدم الصينيون الوخز بالإبر منذ 7000 سنة؛ ولكنهم سرعان ما فضلوا الإبر الفضية. ولا تزال الفضة تُستخدم في الطب الهندي (الأيورفيدا). ونُشير إلى أن التاريخ قد سجل لبعض شعوب الدول الغربية أنها وضعت عملة فضية في أوعية الحليب لحفظها (دون تبريد)؛ وهو ما قد يُربط بموضوع التحقيق، كحقيقة تاريخية نستشهد بها دون تأييد أو معارضة لها، ولا يُقصد بها (خلال هذه المرحلة) لا التوجيه السلوكي ولا الإرشاد الطبي، ما لم نتحقق من ذلك من خلال بنائنا للمعلومات الآتية تفاصيلها لاحقاً!
اكتشاف المضاد الحيوي الشامل
حينما يتم استخدام الشكل «الفضة الغَرَويِة المُتَجَانِسة»، فإنها تكون مُناسبة لعديد من التطبيقات الطبية؛ وتكون غير سامة. ولقد ثبتت فاعليتها ضد المئات من الأمراض المُعدية؛ علماً بأنَّ ميكانيكية تأثيرها لم تُفكك بالكامل، إلا أن النظرية الأكثر قبولاً هو تعطيلها لأنزيم عمليات البناء الذي تستخدمه الكائنات البكتيرية والفيروسية والفطرية. وبحثياً نُشير إلى أنه لا يُكتفى بالأخذ بتأثير المواد على العوامل المُمرضة، بل يجب أيضاً التأكد من عدم سمّيتها للإنسان.
بحوث ودراسات أولية
ذكر العالم ريفلين في عام 1869م أن لجرعات الفضة الضئيلة فَاعلية ضد الميكروبات. وفي عام 1881م، كان العالِم بليبزيغ يوصي بوضع نترات الفضة المُخففة في أعين حديثي الولادة لمنع الالتهابات الميكروبية؛ وكان حينها يُحقق نتائج مبهرة، حيث ساعد ذلك على خفض الالتهابات؛ مما أدى لتعميد التطبيق رسمياً في أمريكا ومعظم أوروبا. وفي عام 1893م، اكتشف عالم النبات السويسري كارل فون نجالي أن تركيز 0.0000001% من «الفضة الغَرَويِة» قاتل لطحالب المياه العذبة.
الفضة من العناصر الطبيعية الموجودة بكميات قليلة في التربة، وتُعَّدُ معدناً ضرورياً لمعظم الكائنات الحية المُعقَّدة؛ ومضاداً حيوياً واقياً من الميكروبات؛ والأمر الذي لا يوجد عليه خلاف البتة.
ومصطلح الفضة «الغَرَويِة» يعني «المادة الذائبة في مادة أخرى، والمتوزعة بين جزيئاتها -مجهرياً- بالتساوي». ويجب أن نُميِّز خلال النقاش بين: «الفضة» وَ«الفضة الغروية» وَ«نترات الفضة» أو أي عبارة تحوي كلمة «فضة». حيث إنها كلها تُشير إلى مستحضر من الفضة يختلف في خصائصه ومزاياه.
و«الفضة الغَرَويِة المُتَجَانِسة» هي من مستحضرات الفضة. فعندما يتم تصنيعها بطريقة صحيحة فإنها تصبح غير سامة وبدون طعم. وتكون حينها صالحة للتطبيق طبياً على الإنسان؛ حيث تعمل على كامل طيف الميكروبات، وتكون صالحة للاستخدام كمطهر يقلل من طول مدة كثير من الأمراض وحِدَّتها. ولهذه الأسباب وغيرها، أثبتت «الفضة الغَرَويِة المُتَجَانِسة» أنها أحد الاكتشافات المُثلى في عالم الوقاية من الأمراض، وكأحد المواد الطبيعية في مجال العناية الصحية.
إعادة اكتشاف «الفضة الغَرَويِة المُتَجَانِسة»
بدأت فكرة الرجوع إلى العلاج بالفضة في الطب الحديث في السبعينيات من القرن العشرين، فشرارة هذا اللهيب لم تشتعل إلا حينما تسلَّم كارل موير، في جامعة «سانت لويس» في واشنطن، دعماً مالياً لتطوير علاج مناسب لضحايا الحروق؛ وشارك معه (من نفس الجامعة) هاري مارجراف، بالتعاون مع مجموعة من الجرَّاحين. وعمد الفريق البحثي إلى إيجاد مطهِّر فَعَّال وآمن عند تطبيقه على الجسم المُتأثر بفعل الحروق. وقام مارجراف بمراجعة شملت 22 مطهراً، ووجد بأنها لم تكن مناسبة لأسباب مُتعددة.
الفضة في الحضارات سابقات الفروسية والعديد من المجالات الأخرى، وهي واحدة من أكبر عشر سلالات الخيول الأكثر شعبية في العالم،