يطالعنا الشهيد بإرادته الصلبة ويقينه الثابت وبوصلته التي لا تحيد عن وجهتها مهما اشتدت رياح الغدر وعواصف الخيانة، يطالعنا بإكسير الأمل وأنشودة الحياة التي نسج حروفها ومفرداتها بدمائه وروحه الطاهرة التي تسكن أرواحنا وذاكرتنا وجوارحنا التي تستمد حيويتها وقدرتها على البقاء والنهوض والصمود والمواجهة من يقينه المتجذر في عمق الوجدان والضمير الإنساني.
في عيد الشهادة يزاحم أيار شهور السوريين حيث يتحد يقين الشهيد ويقينهم ليرسم يقين الوطن الذي يعيد اليوم كتابة التاريخ وصناعة المستقبل بلغة الإرادة والتحدي ومواجهة المستحيل، ليؤكد للعالم اجمع أنه الشامخ أبداً بتضحيات أبنائه وعطاءاتهم التي لايحدها حدود.
والوطن على مفترق طرق، يؤكد الشهيد حضوره في وجدان وعقيدة السوريين بعد أربعة سنوات من والوجع والألم والشهادة التي أضحت أنشودة كل بيت سوري، خاصة وأن الأبواب لا تزال مشرعة على مصراعيها أمام جميع الاحتمالات والخيارات التي ستكون تداعياتها كارثية ليس على سورية فحسب بل على المنطقة برمتها، بعد أن عجزت أطراف العدوان على سورية عن تحقيق أي نصر على الأرض يقلب لها الموازيين ويعيد رسم والمتغيرات والقواعد التي ارتسمت في الميدان بصمود السوريين ويقينهم الكبير بأن التضحية والشهادة هي طريقهم الوحيد لتحقيق الانتصار والعزة والكرامة.
هي إرادة الشهيد التي يعيد السوريين من خلالها ترتيب أوراقهم وتحديد خياراتهم وحشد طاقاتهم وشحذ هممهم لمواصلة قدرهم على طريق الصمود والفداء والشهادة..