في ابتسامتها تتراقص السعادة..تحس أن الحياة حلوة تفتح لها ذراعيها..تشعرها بالخير..بالجمال..وترسم لها مستقبلا ورديا..
فجأة لمعت في عينيها نظرة حزن..وفي نبراتها رنة أسى..كلماتها كانت تقطر حيرة ويأسا..أحسست كأنها تنوء بحمل ثقيل تحاول عبثا أن تقاوم ضغوطه..
عندما سألتها مالذي اصابها..سكبت احزانها في أذني..صرخت..والدي الذي تزوج أمي عن قصة حب كبيرة متعلق بأخرى وعلى وشك أن يضحي بأمي في سبيل تلك الأخرى..لقد غدر لقد خان.. إذا كان هذا هو شأن الرجل فلماذا نتزوج.. لم أعد أحلم بهذا الهدف.. لن أطمئن أبدا لرجل..سأبتعد عن الرجل..لن انتظر حتى أتلقى الصفعة..
كنت أنظر الى الحياة بمنظار وردي لا أرى لها إلا وجها واحدا غير الحب والجمال..ولكنني الآن أرى الوجه الآخر..الوجه المظلم القاتم بالغدر والخيانة.
لماذا يغدر الرجل..?
هل الغدر من طباعه..?
تريثت قليلا قبل أن أجيب الشابة الثائرة..وقلت لها: الرجل قد يغدر أحيانا..ربما يكون ذلك عن خبث في الطبع وعن شهوة عارمة.. عن طمع في تحقيق غاية ما..وقد يكون غير ذلك ظروفه تفرض عليه ذلك, قد تكون الزوجة نفسها هي التي دفعت الزوج الى التفكير في الارتباط بغيرها..ولإهمالها إياه وانشغالها عنه بالأولاد, كذلك تعاليها عليه وتنديدها به وحماقاتها وسوء تصرفاتها وطباعها..وهنا يجد الرجل نفسه يبحث عن السعادة والطمأنينة لدى إنسانة أخرى.
هناك غدر..وهناك أيضا من هم مثال الحب والإخلاص..وإذا كانت أمك يا صغيرتي المتفتحة قد صفعها الغدر فهناك أخريات نعمن بالسعادة.
للحياة وجهان..وجه الخير..ووجه الشر..
فانظري الى الحياة نظرة موضوعية شاملة..لا تصدري أحكاما عامة مطلقة لمجرد مرورك بتجربة قاسية..امشي في طريق..وأنت مدركة للحقائق وأحرصي على أن تكون أحكامك دائما مبنية على العقل والعاطفة معا..
واضعة في اعتبارك دوما أن العمل هو ملاذ المرأة وحصنها الحصين..وإذا غدر بها الرجل وغدرت بها الأيام فبعملها تكون قادرة على اجتياز المحنة.
لا داعي يا صغيرتي للخوف من الحب والزواج..تزوجي بعين مفتوحة..وعقل واع..وإرادة حرة..واختيار مدروس.