في وقت أكد الكاتب والصحفي الفرنسي باسكال ريشة أن الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند يقدم مصالحه السياسية والاقتصادية مع النظام السعودي على ملف حقوق الإنسان، لتبدو شماعة حقوق الإنسان التي يعلق عليها هولاند سياسته الخارجية مجرد شعار سياسي لا أكثر.
فقد قالت آرنوتو في مداخلة أمام لجنة الثقافة في البرلمان الأوروبي: على دول الاتحاد الأوروبي الجدية في مكافحة الإرهاب في سورية، وعدم التمييز بين مجموعة إرهابية وأخرى، مشددة على ضرورة ممارسة الضغط على تركيا والسعودية وقطر للتوقف عن دعم الإرهابيين.
وأضافت آرنوتو: ان الكوارث الثقافية التي ارتكبها الإرهابيون ضخمة ورهيبة ليس فقط في سورية والعراق بل في تونس وليبيا، معربة عن الأسف لأن لجنة الثقافة في البرلمان حصرت النقاش بتنظيم إرهابي واحد هو تنظيم داعش فقط.
وتساءلت آرنوتو لماذا نتجاهل جرائم مماثلة من قبل الجماعات الإرهابية الأخرى العاملة في سورية.. فكنيسة القديس سمعان الأثرية لم يدمرها تنظيم داعش بل دمرها تنظيم أحرار الشام السلفي الذي تدعمه السعودية وهو يتبع للجبهة الإسلامية بالمشاركة مع تنظيم إرهابي آخر يضم مجموعة من الشيشانيين المدعومين من تركيا.
وقالت آرنوتو: إن هناك آلاف القطع الأثرية المسروقة من متحف إدلب وهي لم تسرق من قبل تنظيم داعش بل من قبل تنظيم جبهة النصرة الفرع السوري لتنظيم القاعدة وهو ذاته الذي قال عنه وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس منذ فترة بأنه يقوم بعمل جيد على الأرض السورية.
وشددت آرنوتو على أن مطالبة تركيا والسعودية وقطر التي هي حلفاء للاتحاد الأوروبي بالتوقف عن دعمها للجماعات والتنظيمات الإرهابية باتت أكثر إلحاحاً اليوم، داعية الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي إلى وقف اللعب المزدوج واتخاذ القرار الجدي بمكافحة فعالة ضد جميع أشكال الإرهاب.
من جهة أخرى أوضح الكاتب والصحفي الفرنسي باسكال ريشة في مقال نشرته صحيفة لونوفيل اوبزر فاتور الفرنسية بعنوان «هولاند الصديق الطبيعي لعرابي الجهاد» أن الرئيس الفرنسي زار الرياض لمناقشة قضايا الشرق الأوسط وصفقة بيع طائرات رافال الفرنسية ولكن لن يناقش بالطبع فظائع النظام السعودي الملكي الأقرب إلى ما يمكن تسميته النظام الحلم بالنسبة للمتطرفين في أنحاء العالم كافة.
وأشار الكاتب إلى أن السعوديين يقدرون كثيراً سياسة هولاند في الشرق الأوسط الذي يلقب بـ»فرانسوا العربي» نظراً لمواقفه المتصلبة تجاه دمشق وطهران حيث اختار بوضوح الوقوف إلى جانب الملكيات الخليجية خلافا لنظيره الأمريكي باراك أوباما الذي يتبع دبلوماسية أكثر ضبابية.
وقال الكاتب ريشة: إن السعودية تلهم كل الحركات الإسلامية المتطرفة حول العالم، فالوهابية هي الشكل الأكثر تحفظاً وصرامةً وتزمتاً للإسلام، أما السلفية المتطرفة فهي الطفل لها ووفقا لأجهزة الاستخبارات الغربية لا تزال الجهات المانحة السعودية هي المصدر الرئيسي لتمويل الجماعات الإرهابية في جميع أنحاء العالم، كما أن 15 من أصل 19 إرهابياً شاركوا في هجمات 11 أيلول كانوا سعوديين.
وأضاف ريشة: إن السعودية هي البلد الوحيد في العالم الذي لا تتمتع فيه المرأة بحق قيادة السيارة ويتم استعبادها بحجة بقائها تحت الوصاية الذكورية، كما أن السعودية تمارس عقوبة الإعدام على نطاق واسع وغالباً بالسيف وفي بعض الأحيان رجماً ويترافق قطع الرؤوس بالصلب في ساحة عامة.
وأوضح ريشة أن الإعلام والصحافة والانترنت تخضع لرقابة شديدة حيث تحتل السعودية المرتبة 164 في قائمة من 180 دولة في التصنيف العالمي لحرية الصحافة عام 2015 وعلى سبيل المثال فإن المدون رائف بدوي الذي تجرأ على انتقاد الشرطة الدينية حكم بالسجن والجلد.
وشدد الكاتب على أن الرئيس هولاند يتغاضى عن كل ذلك لأنه يعتبر بوضوح أن سياسته الخارجية والتجارية في الشرق الأوسط هي الثمن، كما أنه ورغم إعلانه الحرب على الجهاديين في مالي أو على الأراضي الفرنسية فإنه يجد نفسه ملزما بالتملق إلى عرابي هؤلاء المجاهدين المتطرفين.