والواقع فإن فابيوس لا يريد محاربة الإرهاب كما يدعي ونتائج الضربات الجوية بقيادة أميركا خير شاهد على ذلك بل إنه يريد الحفاظ على التنظيمات الإرهابية في المنطقة بشكل عام وفي سورية خاصة وإذا كانت دعواته التحريضية من أجل العدوان العسكري على سورية قد جاءت تحت ذريعة إنقاذ مدينة حلب فإنه حاول تلبيسها عباءة دولية من خلال قوله بأننا نعمل مع مبعوث الأمم المتحدة إلى سورية ستافان دي ميستورا لمحاولة إنقاذ حلب ومن جهة أخرى لإقامة ما يعرف بـالمناطق الآمنة معترفاً صراحة بأن هذه الخطط تتبناها الدبلوماسية الفرنسية بشكل رسمي.
ولم يكتف فابيوس بذلك فقط بل كشف عن سعيه لقيام ضربات يتم إطلاق اسم (الضربات الملتبسة) عليها والتي تسمح بدفع القوات السورية إلى التراجع من أجل إيجاد ما يسمى مناطق آمنة أو عازلة في شمال سورية، وكل ذلك تحت ذرائع إنقاذ حلب، وبشرّ مهندس الإرهاب الفرنسي بتمدد التنظيمات الإرهابية إلى مدينة حلب أيضاً وأن المدينة ستكون مستهدفة من قبل تنظيم داعش الإرهابي بعد عين العرب وهي الذريعة التي تسعى إليها فرنسا لإتمام مخططاتها في سورية.
كما أن مهندس دعم الإرهابيين في فرنسا لم يخف حقده على الجيش العربي السوري وتحريضه عليه مدعياً أن الجيش سيستهدف المدينة أيضاً متناسياً الجرائم والفظائع التي ارتكبها الإرهابيون على اختلاف مشاربهم بحق أهل حلب وجنود الجيش العربي السوري في المدينة خاصة وفي سورية بشكل عام ، أما المفارقة الصارخة فتتلخص باعتبار فابيوس أن ما سماه التخلي عن حلب سيعني وفق زعمه الحكم على سورية وجيرانها بسنوات من الفوضى مع ما يترتب عن ذلك من عواقب بشرية فظيعة متناسياً الفوضى الهدامة التي نشرتها بلاده بالتعاون مع أميركا في طول المنطقة وعرضها.
ومثل هذه المواقف كررها فابيوس مراراً بعد أن أخفقت تلك الدعوة التي وجهها رئيسه هولاند خلال مؤتمر صحفي مشترك في باريس مع شريكه بدعم الإرهاب رجب طيب أردوغان نهاية الشهر الماضي لدعم ما يسمى المعارضة المعتدلة التي يدعمها الغرب في سورية وتأتي هذه المخططات بعد فشل الضربات الجوية التي تقوم بها طائرات التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة ضد التنظيمات الإرهابية في سورية والعراق والتي لم تحدث أي تأثير عليها بل على العكس أسهمت في تقويتها.
وباعتراف صحيفة ليبراسيون الفرنسية فإن الحملة الجوية التي بدأت ليلة الـ22 من أيلول الماضي والتي استهدفت مواقع تنظيمي داعش والنصرة في شمال وشرق سورية لم تغير شيئاً من الناحية العسكرية ولم يكن لها أي تأثير في حين كانت حصيلتها على الصعيد السياسي كارثية وأنه تم استغلال الضربات الجوية واستخدمت كحجة مثالية لتجنيد أعداد جديدة من الشبان ضمن صفوف التنظيمات الإرهابية، مشيرة إلى أن ما يسمى المعارضة المعتدلة غادرها الكثير من أعضائها والتحقوا بتلك التنظيمات.
ولفتت الصحيفة إلى قيام تنظيم النصرة الإرهابي بطرد العديد من المجموعات المسلحة الأخرى التي يصفها الغرب بالمعتدلة من إدلب واستولى على الأسلحة والسيارات والدبابات التي زودتها بها الدول الغربية وحلفاؤها في المنطقة وهو ما يؤشر بشكل واضح إضافة إلى التطورات الميدانية الأخرى وخصوصاً التقدم المستمر من قبل الجيش العربي السوري في معاركه إلى أن هذه المعارضة التي يعول عليها الغرب وحلفاؤه في طريقها للهزيمة وأن الأزمة ستنتهي بعكس ما تشتهيها سفن فابيوس وهولاند.