ولأن الإرهابيين والكيان الصهيوني يقفان في خندق واحد عبر استهدافهم لسورية وللشعب السوري، ما كان ليهون الأمر على الكيان الاسرائيلي المحتل أن يرى أتباعه القتلة يتساقطون كالذباب ويقف متفرجاً، وهو الذي لا يفضل دور المتفرج، كما لا يكفيه دور المسعف لجرحى الإرهابيين ومدّهم بالسلاح.
ففي كل مرة يتقدم الجيش العربي السوري ويسجل انتصارات له على الأرض ويستعيد زمام المبادرة، يزداد خوف اسرائيل وهلعها، فتدخل في محاولة مكشوفة لرفع معنويات العصابات الإرهابية المنهارة بعد هزائمها المتلاحقة في أكثر من منطقة في سورية.
العدوان الاسرائيلي السافر على الأراضي السورية، جاء بسبب الإملاءات الأميركية وبعض الأعراب المأزومين كفزّاعة للتهويل على ما عجزوا عن الحصول عليه بأذرع الإرهابيين في سورية.
وهنا يُطرح السؤال هل تحوّل الإمبراطورية الأميركية وربيبتها «اسرائيل» وحكام السعودية المهددة بالفالق الإرهابي الداعشي حربهما ضد الإرهاب إلى عباءة للعدوان على سورية تشن فيه الطائرات الإسرائيلية غاراتها، لتسهل انتشار ميداني لجماعات الإرهاب؟.
الجواب البديهي السريع هو أن جميع الاحتمالات والحماقات واردة عندما يتعلق الأمر بتصرف القوى الاستعمارية والرجعية العميلة للغرب في ظروف اليأس والهزيمة وبالتالي فأول ما ينبغي فعله هنا هو التحضير لمجابهة أسوأ الاحتمالات، وهذا ما كان حاضراً دوماً على جدول أعمال سورية وجيشها وفي حسابات المقاومة وحلفائها في روسيا والصين وإيران والهند وعموم البريكس.
إن مصلحة إسرائيل وأطماعها ومصالحها هي الحلقة المركزية في استراتيجية العدوان على سورية بجميع مراحلها التي انطوت أو فصولها القادمة والعلاقة الوثيقة القائمة بين إرهابيي جبهة النصرة وعصابات ما يسمى بالجيش الحر والمخابرات الصهيونية ليست سوى رأس جبل الجليد الكبير في هذه المؤامرة المستمرة فالمسألة في سورية وحولها هي بكل بساطة من يقف مع إسرائيل ومن يقف ضدها لا أكثر ولا أقل.
daryoussi@hotmail.com