لكن الأحداث الجارية في عالم اليوم تبرهن أن هذه الحركة أكثر من هامة جراء هيمنة القطب الواحد وسياساته على العالم ومحاولات الاستفراد وفرض القرارات الجائرة على بقية دول وشعوب العالم. إننا نشهد اليوم ارهاصات لبناء عالم جديد أكثر توازناً وعدالة ويبدو أن حركة عدم الانحياز التي تمثل أكثر سكان المعمورة تمثل أيضاً الأمل لمئات ملايين وبصورة أدق لمليارات من البشر التواقين للحرية والعدالة وللحد من الهيمنة الأميركية على القرار الدولي. فهي أي دول حركة عدم الانحياز تملك 86٪ من وارد النفط و52٪ من موارد الماء في العالم.
وكل هذه العوامل إضافة لامتلاكها طاقات بشرية هائلة وموارد تؤهلها للقيام بدور مهم في خدمة قضايا الدول النامية.
إن تحديات كثيرة تواجه دول عدم الانحياز فالعولمة اللبيرالية تهدد الحضارة البشرية فهي تسعى لفرض أنماط ثقافية واجتماعية محددة على دول العالم النامي دون مراعاة التعددية الثقافية والفروق الحضارية والاجتماعية كما تواجه الحركة مساعي أميركية غربية للاستفراد بالعالم وقيادته من موقع الهيمنة والاستغلال لذا تسعى حركة عدم الانحياز إلى دعم العمل الجماعي متعدد الأطراف من خلال تقوية دور الأمم المتحدة ومنظماتها وأجهزتها وإعادة إصلاح وهيكلة مجلس الأمن وإلزام الدول الأعضاء بالخضوع للقرارات الدولية ومنع العمل المنفرد خارج النظام الدولي من خلال المحافظة على مبادئ القانون الدولي في العلاقات الدولية والتخلص من أسلحة الدمار الشامل ومكافحة الإرهاب والحفاظ على حقوق الإنسان وجعل الأمم المتحدة أكثر فاعلية في خدمة الأمن والسلم الدوليين والحفاظ على الاستقرار العالمي.
ما يعني في المحصلة أن حركة عدم الانحياز تبدو اليوم أكثر من ضرورية وأنه يجب تفعيل دورها والتركيز على قضايا التعاون الاقتصادي وتضييق الفجوة بين الشمال والجنوب لبلورة نظام اقتصادي أكثر عدالة وتوازناً يضمن مصالح الجميع .
إن حركة عدم الانحياز اليوم تبقى أكثر من ضرورية لشعوب العالم النامي ويظهر أن تصميم دول حركة عدم الانحياز البقاء في الساحة الدولية بكل متغيراتها الإقليمية والدولية ومواجهة التحدي ضد محاولات تهميشها. إن هذا كله يظهر أهمية تكاتف الجهود في قمة طهران الحالية لحركة عدم الانحياز للعمل من أجل بناء عالم جديد أكثر عدالة وتوازناً والاستفراد بالعالم والذي تسعى إليه الولايات المتحدة والغرب عموماً.إن تضامن الشعوب من خلال دعم حركة عدم الانحياز وتفعيل دورها وهو مطلب حيوي وضروري للدول النامية والساعية لبناء مستقبل أفضل لها ولشعوب العالم.