تحولت من دولة ذات سيادة الى مجرد تابع وعبد يخضع لإملاءات أسياده الأميركيين والغربيين وأوامرهم.
ورغم تصاعد وتيرة الرفض السياسي الشعبي والحزبي التركي لسياسة أنقرة تجاه سورية إلا أن حكومة اردوغان لا تزال ماضية في احقادها تجاه السوريين.
وفي هذا الاطار أكد رئيس حزب الشعب التركي المعارض كمال كيليتشدار اوغلو مجددا أن حكومة حزب العدالة والتنمية في تركيا تقوم بدور الاداة للسياسات الغربية حيال الاحداث في سورية متوقعا ان تخرج تركيا خاسرة في حال دخلت حربا مع جيرانها في وقت تشهد فيه تركيا جدلا كبيرا وشكوكا في اوساطها السياسية والشعبية حول اقامة هذه الحكومة معسكرات تدريب للمسلحين والارهابيين بمن فيهم عناصر تنظيم القاعدة عند حدودها مع سورية داخل مخيمات تحمل اسم لاجئين.
ودعا زعيم المعارضة كيليتشدار اوغلو في رسالة وجهها إلى رئيس الحكومة التركية رجب طيب اردوغان إلى اتباع سياسة محايدة وسلمية تجاه سورية والقيام بدور ايجابي في مساعي حل الازمة ووقف العنف منبها إلى الانعكاسات السلبية الكبيرة لاستمرار الازمة في سورية على تركيا سياسيا وأمنيا واقتصاديا.
كما دعا كيليتشدار اوغلو في حوار مع قناة سي ان ان تورك اورده الصحفي اللبناني المختص بالشؤون التركية في تحليل اخباري نشره في صحيفة السفير اللبنانية تركيا إلى تنظيم مؤتمر دولي حول سورية منتقدا سياسة حكومة اردوغان حيال سورية.
وقال كيليتشدار اوغلو ان الولايات المتحدة تريد اعادة تشكيل الشرق الاوسط وترغب بتأسيس دولة ثانية بالمنطقة غير اسرائيل لا تخرج عن ارادتها ومن لا يعرف ذلك يكون أحمق ونحن نذهب إلى المكان الذي يريدونه لنا وليس الذي نريده نحن.
ولفت كيليتشدار اوغلو الى ان وزير الخارجية طرح شعار صفر مشكلات فيما علاقات تركيا في الوقت الراهن ليست جيدة مع احد.
في هذه الاثناء أثار منع نائبين من حزب الشعب الجمهوري في تركيا دخول معسكر ابايدين الذي تروجه حكومة اردوغان على انه لمن تسميهم بلاجئين سوريين في منطقة الاسكندرون لغطا كبيرا في الاوساط السياسية والاعلامية واكد تحول تركيا في ظل هذه الحكومة إلى ساحة تحتشد فيها فلول المسلحين ومن يوصفون بالجهاديين وحتى أتباع تنظيم القاعدة من كل العالم لتخريب الاوضاع في سورية.
وتحت عنوان هل تغرق تركيا في المستنقع السوري أكد الكاتب اللبناني في تحليله الاخباري ان صورة تركيا تحولت في الاعلام الغربي إلى مركز لتدريب المسلحين حتى داخل اسطنبول ومقر لهم في الطريق لتغيير الانظمة في دول الجوار وخصوصا في سورية.
وقال النائبان التركيان عن حزب الشعب الجمهوري التركي المعارض خورشيد غونيش وسليمان شلبي خلال روايتهما لكيفية منعهما من دخول المعسكر بناء على اوامر من وزارة الخارجية والاستخبارات التركية مسؤولا في المعسكر وهو في الوقت ذاته عنصر يحمل صفة ضابط في الميليشيات الارهابية المسلحة المسماة بالجيش الحر ابلغهما انه يقوم بالتدريب في المعسكر واكدا ان هذا الامر فاقم من قلقهما.
وتوضح صحيفة ميللييت التركية أن في المعسكر نحو 500 فرد من عناصر هذه الميليشيات مع عائلاتهم ليصبح المجموع نحو خمسة الاف شخص.
واكد الكاتب التركي في صحيفة ميللييت محمد تزكان ان المخيم المذكور ليس مخيما للاجئين بل قاعدة للتدريب وربما للتخريب.
هذا وكان عضو لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان التركي محمد علي اديب اوغلو قد قال ان هناك ثلاثة معسكرات لتدريب المسلحين السوريين والاجانب في تركيا في ابايدين واصلاحية قرب غازي عينتاب ومنطقة كيليس موضحا ان هناك العديد من المعسكرات السرية على الحدود التركية مع سورية معربا عن اعتقاده ان المخطوفين اللبنانيين موجودون في أحد هذه المعسكرات.
واشارت صحيفة راديكال التركية في تحقيق ميداني لها إلى توافد المئات من المسلحين من ليبيا وأفغانستان إلى تركيا ولا سيما انطاكية مشيرا إلى وصول طائرة محملة بالمسلحين من ليبيا وسفينة ايضا قادمة من ليبيا وانه كان في استقبالهم عناصر من الاستخبارات التركية.
وقالت الصحيفة ان المسلحين من أصحاب اللحى الطويلة والشوارب المحلوقة يملؤون المناطق الحدودية التركية مع سورية ويتجولون في الشوارع ويتحرشون بالفتيات اللواتي لا يغطين رؤوسهن ويدخلون المطاعم ويأكلون دون أن يدفعوا ثمن الطعام ويقولون لأصحاب المطاعم ارسلوا الفاتورة الى اردوغان لأنه هو الذي دعانا.
ولفت الكاتب اللبناني نقلا عن الصحيفة التركية إلى سيطرة الحساسيات المذهبية على المنطقة.
وكان الصحفي التركي ادم اوزكوسيه الذي كان معتقلا في سورية وأفرج عنه سابقا أكد في حديث لصحيفة حرييت التركية وجود المئات من المسلحين الاجانب والاصوليين في مدينة حلب الذين دخلوا اليها عبر الاراضي التركية من بينهم 50 تركيا حيث قتل منهم حتى الان اربعة.
وفي سياق متصل انتقد العديد من الشخصيات السياسية والنواب الاتراك بشدة امس سياسة حكومة حزب العدالة والتنمية برئاسة رجب طيب اردوغان تجاه الازمة في سورية ودعمها للمجموعات الارهابية المسلحة.
وقال رئيس حزب يورت سعد الدين تانتان في تصريحات نشرتها صحيفة ينيتشاغ التركية ان تركيا غير قادرة على قيادة نفسها وتدار من الخارج محذرا من عواقب ايواء مجموعات ارهابية تدار من قبل عناصر المخابرات الاجنبية لافتا الى احتمال تحريضها على التمرد في تركيا ايضا.
من جانبه اكد النائب عن حزب الشعب الجمهوري محمد شكر ان 75 بالمئة ممن تصفهم حكومة اردوغان باللاجئين في تركيا يتشكلون من المجرمين والجواسيس.
بدوره اكد النائب عن حزب الشعب الجمهوري رفيق اريلماز ان حكومة حزب العدالة والتنمية حولت ما يسمى اللاجئين السوريين الى مصدر كسب للموالين لها حيث يؤجرون منازلهم بمبالغ هائلة بينما الشريحة الاخرى من الشعب غير راضية عن هذا الوضع.
من جهته اكد السفير المتقاعد اونور اويمان ضرورة تحديد وضع ما يوصف بانه مخيمات اللاجئين ان كانت مخيمات لاجئين بالفعل لافتا الى ان القوانين التركية تتطلب موافقة البرلمان لنشر جنود اجانب على الاراضي التركية والى اقرار الحكومة التركية بوجود عسكريين فارين من سورية في احد هذه المخيمات .
بدوره انتقد اللواء المتقاعد عثمان اوزبيك زيارة مسؤولي السفارتين الامريكية والبريطانية في انقرة الى المخيمات المذكورة حيث ينتشر جواسيس السي اي ايه والموساد في تركيا مؤكدا ان عدم السماح للنواب الاتراك بدخول هذه المخيمات يظهر خطورة الوضع اي ما يعني ان هناك تحضيرات للحرب واجراء التدريبات العسكرية في هذا المخيمات .