تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


حائــــط البـــــراق أولاً

قاعدة الحدث
الثلاثاء 15-12-2009م
عزة شتيوي

في 12/5/2009 عبر رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن النية الإسرائيلية لتهويد الحائط الغربي للمسجد الأقصى قائلاً: «سيبقى العلم الإسرائيلي مرفوعاً فوق الحائط الغربي، وجبل الهيكل والأماكن المقدسة وستبقى جميعاً تحت السيادة الإسرائيلية للأبد».

وفي نهاية شهر آب وبالتزامن مع ذكرى ما يسمى (خراب الهيكل) لدى اليهود شهدت الأوساط الدينية في دولة الاحتلال تصاعداً جديداً للجدل حول حق اليهود في الصلاة في جبل «الهيكل»، وعلى الرغم من إصدار قانون حماية الأماكن المقدسة 1967 والذي يمنع اليهود من الدخول إلى ما يسمى جبل الهيكل والصلاة أمام حائط البراق لأن ذلك يعد مساساً بقدسيته، إلا أن هذا الموقف بدأ يتغير بشكل متزامن مع الموقفين الديني والسياسي، ففي عام ١993 أصدرت المحكمة العليا في دولة الاحتلال قراراً اعتبر جبل «الهيكل» هو أقدس مقدسات اليهود وهو قلب إسرائيل وجزء لا يتجزأ من أراضيها وكان هذا أول قرار يثبت ما يسمى حق اليهود بالصلاة بالمسجد الأقصى في تاريخ دولة الاحتلال.‏

وفي عام 2008 تابعت جمعية أمناء جبل «الهيكل» وعدد من الجمعيات المماثلة الأصغر حجماً نشاطها لبناء مكونات «الهيكل اليهودي» المزعوم وتحضير مستلزماته ونظمت جمعية «حباد» اليهودية دورات في أكثر من 200 موقع في دولة الاحتلال وعلى مدار ثلاثة أسابيع بهدف تأهيل طواقم للعمل في (الهيكل) وفق الشرائع اليهودية وفي 29/7/2009 أعلنت جمعية «أمناء الهيكل» عن البدء ببناء مذبح (الهيكل) في الجهة الغربية من المسجد من حجارة البحر الميت كما جاء في الوصف التوراتي.‏

أما المشروع الصهيوني القدس أولاً والذي أعده مهندس البلدية يورام زاموش في شباط 2008 والذي يضم 15 مشروعاً رئيسياً لتهويد المدينة، 9 منها تستهدف المسجد الأقصى وثلاثة تخص حائط البراق وهي إعادة تأهيل ساحة البراق وبناء كنيس (نور أورشاليم) مكان المدرسة التنكزية الملاصق للحائط الغربي للمسجد الأقصى شمال باب المغاربة وإغلاق باب المغاربة نهائياً وفتح باب أسفل حائط البراق يوصل إلى مصلى البراق الموجود في الأعلى وتحويل المصلى إلى كنيس.‏

ولا تزال عمليات الحفر وإزالة الردم والأتربة في الطرف الجنوبي الغربي من ساحة البراق مستمرة وقد أصدرت مؤسسة الأقصى للوقف والتراث في 2/5/2009 بياناً عن استمرار العمل في المكان وربطته بالمشروع الصهيوني (القدس أولاً) والذي يهدف لإنشاء قاعات للصلاة وموقف للسيارات ومركز للسياح على عمق 3 طبقات أسفل ساحة البراق، كما تعد شبكة أنفاق الحائط الغربي أكثر الحفريات نشاطاً وعمقاً في الجهة الغربية للمسجد الأقصى وهي تمتد بعدة اتجاهات.‏

في 9/8/2009 طالب قاضي القضاة في القدس إلى التحذير من خطر انهيار السور الغربي وطالب في 9/8/2009 منظمة اليونيسكو التي تختص بالحفاظ على الأماكن الأثرية والدينية بالتدخل الفوري والضغط على دولة الاحتلال للحفاظ على الأقصى.‏

وبدلاً من ذلك نفذت سلطة الآثار التابعة لحكومة الاحتلال بنفسها أعمال الترميم والتعديل في حائط البراق.‏

ومنذ عام 1948 وإلى يومنا هذا لاتزال سلطات الاحتلال تُدخل يومياً من باب المغاربة ومئات السياح الأجانب من الرجال والنساء الذين ترافقهم شرطة الاحتلال لتمنع أياً من حراس المسجد الأقصى أو المصلين الاقتراب من اليهود والسياح أو الاعتراض على لباسهم وتصرفاتهم وسلوكهم غير اللائق بقدسية المسجد الأقصى كما أن شرطة الاحتلال تعاقب كل من يتعرض للمجموعات السياحية بالطرد من المسجد ومنعه من دخوله وتعرضه للضرب والاعتقال كما حدث لكل من اعترضوا على تصرفات ولباس السياح في السابق.‏

وتعتزم قوات الاحتلال بناء مركز للشرطة ملاصق للمسجد الأقصى من الجهة الغربية عند ساحة البراق (بجوار المدرسة التنكزية) بمساحة 140 متراً مربعاً وبتكلفة 4 ملايين شيكل. وهناك مخطط صهيوني شامل لتغيير معالم العقارات والدكاكين على طول شارع الواد في المدينة المقدسة حيث يسعى الاحتلال من خلال المخطط لتغيير الطابع التاريخي للبلدة القديمة بالقدس من خلال نصب شبكات الإضاءة الكهربائية في موقع تزعم إسرائيل أنها ذات أبعاد دينية وخاصة في منطقة النبي داوود وحائط البراق.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية