تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


المتطرفــــون الإســـــــرائيليون : لاقبـــة ولامســـجد.. بـــل الهيــكل!!

قاعدة الحدث
الثلاثاء 15-12-2009م
ريم صالح

إنه في كل الأحوال وتحت أي ظروف سوف يتم بناء الهيكل، وسوف يتم هدم المسجد الأقصى حيث إن المسجد الأقصى، وقبة الصخرة ماهي إلا مجموعة من الأحجار يجب إزالتها، هذا ما قاله الحاخام المتطرف مناحم مكوبر،

بينما كان زعيم حركة مايسمى أمناء جبل الهيكل سلومون جرشون قد صرح «لن نتخلى أبداً عن الحرم القدسي وسنرفع العلم الإسرائيلي فوقه ولن تكون هناك قبة ولاصخرة ولامساجد.. سنزيل كل تلك الأوساخ ولن يبقى إلا علم إسرائيل والهيكل».‏

والحقيقة إن التخطيط لهدم المسجد الأقصى ليس وليد هذه اللحظة، بل هو عملية قديمة جديدة ومستمرة، فقد صرح تيودور هيرتزل قبل حوالي 150 عاماً «لو عشت حتى قيام الدولة اليهودية فسأهدم كل ماليس يهودياً في القدس» هذا في حين اعترف الصهيوني شاحر زليغر أنه يوجد حالياً عدد من المنظمات الصهيونية متفقة فيما بينها على تدمير كل مساجد القدس بما فيها المسجد الأقصى، وذلك بهدف تدمير المساجد، وقتل أكبر عدد من المصلين في الوقت نفسه.‏

ويرى مراقبون أن عمليات الاعتداء على الأقصى قد زادت بشكل كبير بعد اتفاق أوسلو عام 1993، فقد كان عدد الاعتداءات المسجلة عليه في الفترة 1967-1990 حوالي 40 اعتداء، لكن الفترة 1993-1998 شهدت 72 اعتداء، وفي سنة 2004 تم تسجيل 16 اعتداء، كما ذكر تقرير مؤسسة القدس أن عدد الاعتداءات الفعلية المنفذة ضد المسجد الأقصى بلغ 66 اعتداء عام 2006 وأوضح التقرير أن الجهات الحكومية للاحتلال كانت مسؤولة عن 51.5٪ منها، بلغ عدد التصريحات العدائية الرسمية والسياسية ضد الأقصى 15 تصريحاً وقد أخذت هذه الاعتداءات أشكالاً متعددة منها الاقتحامات وتدنيس قدسية الأقصى، الهدم ومصادرة الأراضي في محيط المسجد.‏

والجدير ذكره أن اقتحام رئيس وزراء الاحتلال الأسبق (آرييل شارون) للمسجد الأقصى في 28-9-2000 شكل نقطة فارقة في التركيز الصهيوني على فكرة التواجد اليهودي المباشر داخل المسجد الأقصى، وشكل نقطة انطلاق حقيقية لتثبيت «الأحقية التاريخية اليهودية» بالتواجد في المسجد وبدأ العمل على تحقيق هذا التواجد من خلال الدخول الفردي للمتطرفين اليهود للمسجد برفقة أفراد من رجال الشرطة، وقد تكلل هذا المسعى بالنجاح بصدور قرار «المحكمة العليا» في 23-6-2003 بأحقية اليهود بزيارة مايسمى بـ «جبل الهيكل» والصلاة فيه.‏

وانتقل تركيز المتطرفين اليهود بعد ذلك إلى مرحلة أكثر تقدماً، فبدأت المنظمات المتطرفة تدعو إلى اقتحامات جماعية للمسجد وتنفذ محاولات في مجموعات، تراوح عددها بين 30 و50 شخصاً وقد توج هذا المسعى كذلك بقرار المحكمة في تشرين الأول 2005 بالسماح بأداء طقوس جماعية في المسجد في الفترات التي يكون فيها عدد المصلين المسلمين في المسجد قليلاً واليوم انتقلت المنظمات اليهودية المتطرفة إلى محاولات الاقتحام الجماعي في وقت تواجد المصلين المسلمين، أملاً في خلق سابقة جديدة، تكمل من خلالها شروط «الأحقية اليهودية» في التواجد في المسجد على مدار الساعة.‏

وكانت مصادر مطلعة قد أشارت إلى أن عدد اليهود الذين اقتحموا المسجد عام 2004 بلغ 70000 يهودي وأضافت أن عضو مايسمى البرلمان الصهيوني، ورئيس حزب الاتحاد القومي المتطرف يوري آريئيل اقتحم المسجد في 9-10-2006 وكرر المحاولة في 8-4-2007 بينما اقتحم (رافي إيتان) وزير مايسمى شؤون المتقاعدين وعضو اللجنة الوزارية الخاصة بالقدس في حكومة الاحتلال المسجد في 15/11/2007 وفي 23 تموز من العام ذاته اقتحم نحوثلاثمئة يهودي الأقصى وأدوا بداخله طقوساً مشبوهة ادعوا أنها دينية.‏

ويشير محللون إلى أن أخطر اقتحام للأقصى نفذه (اسحق آهرونوفيتش) وزير مايسمى الأمن الداخلي عندما تجول في ساحات المسجد ومصلياته في 23-6-2009 إذ إنه يعد من الناحية الفعلية أرفع شخصية صهيونية تقتحم المسجد بعد احتلاله حتى يومنا هذا.‏

وأكد تقرير نشرته مؤسسة الأقصى أن الفترة الممتدة من 21/8/2008-21/8/2009 شهدت 30 اقتحاماً جماعياً نفذها المتطرفون اليهود، و8 اقتحامات نفذتها قوات الاحتلال.‏

من جهة أخرى سعى الاحتلال من خلال البناء ومصادرة الأراضي في المسجد الأقصى ومحيطه إلى إضفاء الطابع اليهودي على محيط الأقصى، وتعزيز الوجود اليهودي في المسجد من خلال اتخاذ هذه الأبنية كمراكز انطلاق لاستهداف المسجد الأقصى مثل استعمالها كمراكز للتجمع لاقتحام المسجد، أو استخدامها للتغطية على أعمال الحفريات، أولتعزيز الوجود الأمني في المسجد.‏

ففي عام 2006 فرضت قوات الاحتلال «مجالاً أمنياً إلكترونياً» داخل الأقصى وفي محيطه قائم على شبكة من الكاميرات و أجهزة الرؤية الليلية والمجسات الحرارية التي تسمح بمراقبة دقيقة ومحكمة للمسجد، وفي 6/2/2007 أزالت جرافات الاحتلال طريق باب المغاربة، وفي 12/10/2008 أقامت جمعية «عطيرت كوهينيم» حفل افتتاح رسمياً لكنيس حمام العين «خيمة اسحق» في حارة باب الواد غرب سوق القطانين، وبذلك يكون الاحتلال قد خطا خطوة مهمة في طريق السيطرة على محيط باب السلسلة غرب المسجد، وفي 12/10/2008 حوّل كيان الاحتلال مصلى المدرسة التنكزية الواقع في وسط مبنى المدرسة التي بنيت في العهد المملوكي إلى كنيس يهودي وحولوا محرابه إلى سلة للمهملات، وفي 3/8/2009 أعلنت جمعية «إيش هاتوراة» عن افتتاح متحف للتاريخ اليهودي قبالة حائط البراق يضم أكبر مجسم متحرك للهيكل، وفي الوقت ذاته عمد كيان الاحتلال إلى تهويد شرقي المسجد من خلال السيطرة على أراضي مقبرة الرحمة الملاصقة للسور الشرقي للأقصى، وتحويلها إلى «حديقة توراتية» يطلق عليها اسم منتزه «منحدر الأسباط» وقد خطا الاحتلال خطوات مهمة في هذا المشروع خلال الأعوام الماضية، حيث قبلت «المحكمة العليا» التماساً قدمته شخصيات ومؤسسات يهودية لتثبيت اعتبار مقبرة باب الرحمة حديقة عامة، وسمحت بإحاطة 1800 متر مربع من المقبرة بسياج لمنع دخول الفلسطينيين ومنع حفر أي قبر جديد في المنطقة المسيجة، وقد بدأت سلطة الحدائق في دولة الاحتلال بالفعل بتحويل 200 متر مربع من المنطقة المستهدفة إلى حديقة عامة وفي7/3/2009 صادقت اللجنة المحلية للتنظيم والبناء في القدس على إقامة مركز جديد لشرطة الاحتلال قرب مدخل أنفاق الحائط الغربي في شمال ساحة البراق تبلغ مساحته 140 متر مربع، وبذلك يكون رابع مركز لشرطة الاحتلال في المسجد الأقصى ومحيطه.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية