تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


ما سرّ الصراع الغربي - الإيراني؟

شؤون سياسية
الثلاثاء 15-12-2009م
نبيل فوزات نوفل

هل ما يفعله الغرب تجاه إيران ومنعها من امتلاك السلاح النووي هو من أجل الحفاظ على المجتمع الدولي، ومنع المنطقة من امتلاك السلاح النووي والحفاظ على السلم العالمي؟

وهل ما تقوم به الدول الغربية هومن أجل شعوب المنطقة أم إن وراء الأكمة شيء أخر؟‏

بداية لابد من القول، إن من يريد الخير لشعوب المنطقة والعالم عليه اتباع معايير ومقاييس وقوانين يطبقها على جميع شعوب العالم، فكما نعلم أن الدول الكبرى تملك سلاحاً نووياً تستخدمه للهيمنة والتسلط على شعوب العالم.‏

وأيضاً هناك كيان عنصري صهيوني إرهابي يملك أكثر من 200 رأس نووي وهو خطر على شعوب المنطقة كلها وهو إرهابي وعدواني وخارج عن الشرعية الدولية وقراراتها ولم يطبق أي منها حتى الآن.‏

والسؤال الذي يتبادر إلى الذهن هو: إذا كانت النوايا صادقة ولصالح خير المنطق أم كان الأجدر بالقوى الكبرى والغربية خصوصاً أن تتوجه إلى الكيان الصهيوني وتفكك منشآته النووية كبداية حقيقية لمنع امتلاك شعوب المنطقة السلاح النووي لأغراض عسكرية وعدم فعل ذلك، يدل صراحة على أن الأمر يحمل في طياته أمراً خطيراً؟‏

حقاً، فإذا ماعدنا إلى القرارات الاستعمارية للدول الكبرى والتي يديرها المجمع العسكري الصهيوني العالمي التي من أبرزها تحريم امتلاك دول العالم الثالث للتكنولوجيا المتطورة وللتقانة المتطورة عرفنا لماذا هذا الهجوم على إيران وكوريا وغيرها من دول العالم.‏

وهذا ناتج عن نزعة واستراتيجية امبريالية عالمية صهيونية متفق عليها من قوى السيطرة والهيمنة في العالم، فالغرب الاستعماري يضع خطوطاً حمراء أمام أي دولة من عالم الجنوب، من أجل امتلاك أي صناعة متطورة استراتيجية وخاصة في مجال الطاقة والسلاح والصناعات الحساسة، هذا مافعلته عبر التاريخ وهذا ما تفعله الآن مع العراق وكوريا الديمقراطية وإيران وغيرها من دول العالم لكي تبقى خاضعة، مستضعفة، مهيمن عليها، أمام البعبع الامبريالي الصهيوني.‏

ففي الشرق الأوسط ممنوع الاقتراب من الطاقة النووية إلا من الكيان العنصري الصهيوني، في أميركا اللاتينية ممنوع على أحد أن يمتلك أي نوع من أنواع التكنولوجيا المتقدمة وكذلك في أماكن العالم الأخرى إلى إذا كانت القوى الراغبة في ذلك، من القوى الرأسمالية العالمية حصراً، ولقد استطاعت بعض القوى العالمية الإفلات من هذه الهيمنة مثل الصين وروسيا والهند وباكستان وهذا كان في غفلة من هذه القوة، ومازالت الدول الغربية نادمة على ذلك وتراه خطراً عليها وسداً في وجه مشاريعها للسيطرة على العالم.‏

وبالرغم من كل ماجرى من حصار على إيران حول امتلاكها للسلاح النووي إلا أنها استطاعات حتى الآن أن تقدم أنموذجاً حياً للصمود والمقاومة والمقدرة على أن عالم الجنوب قادر على الصمود وامتلاك التكنولوجيا المتطورة رغم أنف القوى الامبريالية.‏

ان امتلاك ايران للطاقة النووية هو معركة سيادة وطنية وحق وطني وقومي مشروع ولايمكن لأحد مهما بلغ من القوة والغطرسة أن يتدخل ويسرق من الشعب الإيراني هذا الحق، فكما تملك القوى والشعوب الغربية حق امتلاك الطاقة النووية فمن حق إيران وكل دول العالم الأخرى امتلاك هذه الطاقة التي هي العمود الفقري للتنمية، الحقيقة.‏

إن سر التسابق الغربي للتنديد بإيران هو ارضاء للصهيونية وهذا دليل على أن هؤلاء لم يجرؤوا على قول الحقيقة بعد، فهم يريدون تقسيم القدس، ومحاصرة إيران، وإعادة التفاوض حول القرارات الدولية التي صدرت عن الشرعية الدولية، إرضاء للكيان الصهيوني!‏

وهم يعملون الآن من أجل دفع العرب بالضغط على إيران وجعلها عدواً للعرب بدل الكيان الصهيوني من خلال زرع أوهام عند البعض بأن ماتقوم به إيران خطر عليهم، وكأن العدو الصهيوني ليس خطراً قاتلاً!‏

إننا ننبه من الوقوع في فخ المصيدة هذه التي تحاول القوى الغربية دفع العرب للوقوع به، فإيران ليست عدوة للعرب بل صديقة لهم، وتقف إلى جانبهم والعدو هو الكيان الصهيوني الدخيل على المنطقة.‏

ونجاح إيران في امتلاكها للطاقة النووية السلمية سيكون تجاوزاً للخط الأحمر المرسوم من قبل الدوائر الامبريالية الصهيونية وسيكون ذلك سنداً وعوناً لدول المنطقة لامتلاك هذه الطاقة التي هي العمود الفقري للتنمية الحقيقية في المستقبل القريب، وتساهم في التخفيف من التلوث البيئي وتستخدم في مجالات الحياة المختلفة للنهوض بالمجتمعات نهضة حقيقية، قادرة، وفي المقابل تسعى الدول الغربية والولايات المتحدة إلى إعداد الكيان الصهيوني لتوجيه ضربة عسكرية لإيران، مسبوقاً بحصار في المجالات المختلفة على إيران والاستمرار في خلق الأزمات أمام طهران وتفعيل قوى المعارضة في إيران التي كانت في معظمها في واشنطن.‏

لكن إيران، تملك رؤية استراتيجية وقيادة لها رصيد شعبي كبير، تعمل من أجل سيادة شعبها وهي تحقق انتصاراً كاسحاً على الغرب، إن ربطت بين برنامجها النووي وبرنامج الكيان العنصري الصهيوني وأن يكون الأساس في اجراء أي مفاوضات مع الغرب في هذا المجال، وعلى شعوب المنطقة الوقوف إلى جانب إيران في ذلك ومطالبة الأوروبيين بالمعاملة بالمثل فإن كانوا صادقين فعليهم التوجه أولاً للمنشآت النووية الصهيونية وتفكيكها ثم الطلب من الأخرين فعل ذلك، ودون ذلك، فكل المحاولات ستبوء بالفشل وإيران والقوى المقاومة ستدافع عن حقها المشروع في سيادتها ومستقبل شعوبها، وإذا كنا نقر بضعف الكيان الصهيوني وعدم قدرته على توجيه ضربة لإيران لأن إيران سترد بقوة.‏

فإننا لانستبعد أن يغامر هذا الكيان بتوجيه ضربة عسكرية للمقاومة في لبنان أو سورية مع إيماننا بقدرة المقاومة العربية على ردع هذا العدو وإلحاق الهزيمة به، وكلنا ثقة بأن العدو سيرتكب خطأً فادحاً إن فعل ذلك لأنه ولى الزمن الذي يبدأ فيه بداية المعركة ويحدد نهايتها، فهو إن استطاع بداية المعركة فلن يستطيع تحديد نهاياتها.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية