كونهم لمسوا وجود استجابة وآذان مصغية لمطالب تغيير المدرب التي ضجت بها مواقع التواصل الاجتماعي، وهي مطالب كان هدفها الأول دفع اتحاد كرة القدم للتعاقد مع مدرب أجنبي قادر على تطوير أداء المنتخب، وبالتالي المنافسة معه على لقب النسخة القادمة من كأس آسيا (الإمارات ٢٠١٩).
بعد ذلك عاش الشارع فترة قصيرة من الترقب استمرت لأيام خوفاً من رفض رئيس الاتحاد الرياضي لتوجهات اتحاد الكرة بتطوير المنتحب قبل أن يبدي عدم اعتراضه على خطوة الاتحاد، وهنا انفرجت أسارير الشارع الكروي وشعر بأن الفترة الحالية تشهد توجهاً صادقاً من اتحاد اللعبة ومعه المنظمة الرياضية الأم، هدفه تحقيق بطولة وإنجاز مع الجيل الذهبي من اللاعبين الذين يدافعون عن قميص المنتحب خلال المرحلة الراهنة.
الحالة الإيجابية التي خلقها تجاوب اتحاد الكرة ومعه الاتحاد الرياضي، نتمنى ألا تكون حدثاً عارضاً في رياضتنا، كان مبعثه تخفيف حدة الانتقادات التي تم توجيهها للمؤسستين الرياضيتين، ذلك أن ما أدركه أبناء الشارع حالياً من وجود قدرة ورغبة في تحسين الصورة لدى مسؤولي رياضتنا عموماً وكرتنا على وجه الخصوص، يضع هذه الشخصيات القيادية في حالة تحد مستمر مع الذات، على اعتبار أنهم مطالبون بضمان استمرارية النهج الذي اتبعوه في قضية التعاقد مع مدرب أجنبي لمنتخبنا، وهو نهج قائم على عدم التعنت في المواقف تحت أي بند، ومنح اتحادات الألعاب وعلى رأسها اتحاد الكرة استقلاليتها الفنية بشكل كامل، وشيء من استقلاليتها المالية التي تنادي بها كل القوانين والمراسيم الناظمة للعمل الرياضي.
طبعاً ما تم إنجازه في عملية التعاقد مع مدرب أجنبي لمنتخبنا لا يعدو عن كونه خطوات أولى، وما تم إعلانه ليس إلا نيات ننتظر ترجمتها لأفعال، وحينها سيكسب قادة كرتنا ورياضتنا ثقة وود الشارع الرياضي المتعطش لألقاب كروية مع نسور قاسيون.
على كل حال فإننا ننتظر أن يتم تعزيز الأجواء الإيجابية التي خلقتها قضية تغيير مدرب المنتخب، من خلال إلحاقها بقرارات وخطوات أخرى لا تقبل أي تأويل سوى أنها تصب في مصلحة كرتنا ورياضتنا قولاً وفعلاً.