تتوالى اجابات اليافعين واليافعات من زملاء هيفاء وعلاء، لتكمل تصورهم عن علاقتهم ببعضهم وبالآخرين المختلفين عنهم، وتمضي أيام الورشات لتكشف عن عالم غني مليء بالأفكار والتطلعات ويحتاج للمزيد من الاهتمام بعالم اليافعين.
كما يحتاج لمن يتقبلهم كما يريدون وهذا ما وجدوه بخالف تعرف، المغايرة للمقولة الشهيرة خالف تعرف بضم التاء، يتوافق اسم الحملة الذي يدل على أن تغير نمط الحياة والتفكير خارج الصندوق وتكوين علاقات جديدة مع أناس مختلفين، مع ميول اليافعين واليافعات بطريقة تعلم مختلفة .
تقول أميرة مالك مديرة راديو سوريات المنظم للحملة: بما أن اليافعين هم من أكثر الفئات المستخدمة حالياً لمواقع التواصل الاجتماعي وبالتحديد (فيس بوك وانستغرام) ، وفي ظل حالة الانقسام والانغلاق والتقوقع والتي ظهرت كنتائج للحرب التي تعيشها سورية، فإننا نرى بأن إحدى خطوات حل هذه المشكلة تكمن في نشر ثقافة تقبل الآخر والتنوع كحالة صحية في المجتمع مع التوعية بحقوق الأفراد عبر الانترنت وكيف يمكن لليافعين ممارسة حريتهم في التعبير عن آرائهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي بشكل لا يكرس لديهم مظاهر الانغلاق والتحزب، حيث أن استعمال هذه المواقع بطريقة خاطئة واقتصارها على الدائرة مغلقة التي لا تحتوي إلا المشابهين قد تؤدي في النهاية إلى تطرف اليافعين وعدم تقبلهم للمختلف عنهم أي كان هذا الاختلاف.
وتضيف مالك.. وانطلاقاً من المسؤولية المجتمعية التي تقع على عاتقنا جميعاً من أجل مساعدة اليافعين لاستخدام هذه المواقع بالطريقة الأفضل والتي تسمح لهم بالتعرف والاختلاط على شرائح مختلفة عنهم وتقبلهم كشركاء لهم في هذا المجتمع، فإننا نقترح مبادرة تهدف إلى توعية اليافعين بأن الاختلاف هو ظاهرة طبيعية بيننا نحن البشر، وأن هذا الاختلاف ليس مسببا للخلاف، وأن تقبل الآخرين وتفهم أرائهم ومواقفهم حتى وإن كانت مغايرة لوجهة نظرنا هو أمر ضروري لاستمرارنا في التعايش. ونرى بأن نشر هذه الأفكار سيساهم في رفع الوعي بقيم المساواة وحق الإنسان بالتعبير الحر عن نفسه مع مراعاة أهمية التنوع والكرامة الإنسانية.
عملت الورشات على لقاءات اليافعين في مناطق عدة في دمشق وريفها، وفي طرطوس واللاذقية ومن خلال أسئلة مفتايحه، وإنشاء بروفايلات للمشاركين يتم الحصول على الأفكار ومناقشتها، لتوعيتهم بأن الاختلاف في الرأي ووجهات النظر وحتى الخلفيات الثقافية هو أمر طبيعي وحالة صحية ويجب علينا تقبل هذا الاختلاف والتعامل مع المختلفين عنا في مواقع التواصل الاجتماعي بطريقة مبنية على الاحترام وتقبل الآخر وتصون الكرامة الإنسانية. وتنبيه اليافعين أن هناك فرقا بين التعبير عن الرأي على مواقع التواصل، وشتم الآخرين ومسبتهم.
اعتمدت الحملة على مواقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك + انستغرام + يوتيوب)، وتضم:استبيانات مرتبطة بالفكرة وتبنى بطريقة جذابة وذكية بطريقة مشابهة لاختبارات الشخصية التي تنتشر بين اليافعين ، رسوم ولوحات فنية تخدم أهداف الحملة وتساعد في إيصال رسالتها .
يذكر أن الحملة التي بدأت الشهر الماضي مستمرة في اللاذقية وطرطوس، وقد تكون محطتاها الأخيرتان في جرمانا ويبرود بريف دمشق.