وإن مسؤولية الحفاظ على هذا التراث مهمة ضخمة تتطلب القيام بأعمال جسام وجهد دؤوب على الصعيد الوطني والعالمي والكثير من العمل لحمايته وبتعاون المجتمع الأهلي والمحلي والجهات الرسمية مع السلطات الآثارية...
المهندس فواز أحمد رئيس دائرة الآثار في طرطوس أكد أن المهمة الأساسية المنوطة بالدائرة تتجلى بحماية التراث الثقافي الثابت والمنقول وحفظه وتسجيله واستكشاف المواقع الأثرية ومراقبتها وصيانتها وإدارتها واقتراح إنشاء المتاحف والقيام بالتنقيبات ودراسة المواقع والمكتشفات ونشرها إضافة الى حماية الآثار من التنقيب السري ومنع الاتجار بها أو تهريبها وملاحقة الجرائم الواقعة على الآثار..
كما تقوم الدائرة والكلام للمهندس أحمد بمتابعة العمل في جميع المواقع الأثرية والأوابد التاريخية الواقعة ضمن الحدود الإدارية للمحافظة التي يصل مجموعها لنحو /450/ موقعاً أثرياً مسجلاً وغير مسجل وتتمثل بوجود عدد من القلاع والتلال والأبراج والحصون والحمامات والكنائس والمعابد والقصور والأديرة والمتاحف والمدافن وطواحين المياه ومعاصر الزيتون وأفران شي الفخار والخانات والأسوار وقنوات جر المياه والجسور إلخ...
مضيفاً أن المسح الأثري لم ينته حتى هذا التاريخ..
وعن أهم الأعمال في محافظة طرطوس أشار المهندس أحمد إلى عمل البعثة الأثرية السورية - الهنغارية المشتركة في قلعة المرقب.. حيث يأتي عمل البعثة حالياً استكمالاً للأعمال في المواسم السابقة (دراسة وتوثيق وتنقيب) والتي بدأت لأول مرة في قلعة المرقب بعام 2007 م.
وقد نتج عن أعمال التنقيبات التي نفذتها البعثة المشتركة في المواسم السابقة الكثير من المكتشفات المهمة ضمن القلعة التي ساعدت في تحديد المراحل التاريخية الدقيقة والوظائف الخدمية وغيرها للمباني واستخداماتها في تلك المراحل (سويات وطبقات تاريخية متنوعة - أساسات جدران - رسومات جدرانية فريسك على الجدار الشمالي والجنوبي الداخليان للكنيسة - الأفران - المطبخ - والحمام - ولقى أثرية من قطع نقدية وكسر فخارية عظيمة) أجريت على هذه المكتشفات الدراسات العلمية اللازمة..
إضافة الى وضع مخطط إعادة تأهيل وتوظيف لمعظم أبنية وأقسام القلعة ووضع رؤى للاستثمار السياحي ضمن القلعة والمنطقة المحيطة بها وتوثيق عدد من المباني الأساسية في القلعة وجزء من القرية السكنية في القسم الشمالي من القلعة باستخدام تقنيات وبرامج هندسية حديثة.
وكذلك فتح أسبار جديدة في مواقع مختلفة ضمن القلعة.. وتدريب مجموعة من مهندسين وآثاريين من دائرة آثار طرطوس من خلال مشاركتهم عمل البعثة في قلعة المرقب..
أما في مجال أعمال الترميم والصيانة أكد المهندس أحمد أنه تم الانتهاء في هذا العام من تنفيذ أعمال صيانة وتحسين في متحف المجاهد الشيخ صالح العلي في حين أنه لم يتم تأمين اعتمادات مالية من قبل المديرية العامة للآثار والمتاحف لزوم المشاريع التالية:
- مشروع ترميم وتدعيم للمبنى Q في قلعة المرقب
- مشروع ترميم وصيانة في مبنى كاتدرائية متحف طرطوس
- مشروع تأمين مولدة لمبنى الدائرة.
- مشروع تركيب بوابة معدنية لقلعة الكهف... إضافة إلى صيانة كاميرات المراقبة في مبنى دائرة الآثار ومتحف طرطوس.
أما فيما يخص أعمال التنقيب أشار المهندس أحمد الى الانتهاء من أعمال التنقيب الموسمية في كل من مواقع عمريت (الشريحة الثانية) وقلعة الكهف وقلعة المرقب وكذلك الكشف والتوثيق للوحة فسيفساء في موقع تل الدروك الأثري إضافة إلى المتابعة والإشراف على أعمال الحفر الخاصة بأعمال ترميم مدينة طرطوس القديمة.
وعن مهام آثار طرطوس في مجال شؤون المتاحف أكد المهندس أحمد متابعة أعمال الأرشفة الالكترونية للقطع الأثرية المسجلة وغير المسجلة ضمن متحفي طرطوس وأرواد إضافة إلى ترميم مجموعة من القطع الثرية في متحف طرطوس.
أما في مجال المباني والتوثيق الأثري أشار رئيس دائرة الآثار الى متابعة التوثيق الالكتروني للمباني المسجلة أثريا ومتابعة أعمال مسح عقارات مدينة طرطوس القديمة رقمياً وكذلك مراقبة المواقع الأثرية وتعيين حدود ووجائب حماية المواقع الأثرية من خلال تسجيلها على لائحة التراث الوطني.
أما في مجال الاستثمار أكد المهندس أحمد أنه تم وضع البرج الأيوبي في جزيرة أرواد بالاستثمار كسوق للمهن اليدوية التقليدية إضافة إلى إعداد دراسة الجزء من الفسحة الشمالية في قلعة أرواد لاستثمارها كفتريا وتم الإعلان عنها من قبل المديرية العامة للآثار والمتاحف وفشلت مرتين على التوالي...